صنعاء تنتظر قرار الخروج من الجنوب..!! كنت استمع للمخلوع علي عبدالله صالح في احد القنوات اليمنية ولفت نظري لهجته المهزومة عكس ما عرف عنه من عنجهية وتبجح باسم الوحدة والحفاظ عليها الخ .. حيث قال بعد التهديد والوعيد والخطاء والصح ( أنه لم يغزوا الجنوب وان الجنوبيين سيندمون لان الثروات في الشمال) ولاداعي أننا نرد بالإثبات عن ماقاله صالح بخصوص غزوة للجنوب ولكن من الأهمية بمكان أن نتحدث عن تراجع خطاب صالح واللهجة الانهزامية التي تقرءا بكل وضوح .خاصة ونحن جميعا نحفظ خطاباته ومقابلاته مع القنوات عندما كان ينهج لغة التحريض ضد الجنوبيين ويقول أن قبائل الشمال لا يمكن أن تقبل تموت جوعاً في حال انفصل الجنوب فكل الثروات في الجنوب مما يؤكد لنا أن التراجع في الخطاب دليل أن صنعاء بمتنفذيها وقادات أحزابها ونخبها السياسية والفكرية والاجتماعية باتت على يقين تام بان الجنوب سيذهب شاءو أم أبو وان التمسك بالجنوب مضيعة لوقتهم وفقدان لأمنهم السياسي والاجتماعي والشخصي .. وباعتقادي المتواضع أن تراجع صالح عن خطابه الإعلامي السابق يعني أنه وغيره يبحثون عن أي مخارج تقيهم شر الجنوب وشر مأزق ما سموه الوحدة ولا ينقصهم في هذا الاتجاه ألا الشجاعة والإرادة للبوح بموافقتهم بفصل الجنوب ألا أن خوفهم من بعضهم يمنعهم حتى لا يستغل سياسيا وإعلاميا ضد من يتخذ قرار الحسم مع الجنوب . ومن قراءتنا لحديث صالح وارتباكه وتهديده للجنوبيين بالندم ومحاولة تطمين اليمنيين بان لديهم ثروات هائلة يعطينا صورة للواقع الجديد الذي يشعر به بعض اليمنيين وعلى رأسهم صالح أن لم يكن كلهم واقصد هنا النخب السياسية والفكرية والاجتماعية ,ووصولهم إلى قناعة الفصل بعد أن أنهكوا أنفسهم ووطنهم سنوات وحروب 2011م التي كادت أن تؤدي بحياة بعضهم , ومن هذا وذاك اعتقد أنهم ألان وصلو إلى نقطة مراجعة الذات , بعد رؤيتهم التفاف قبائل الجنوب حول بعضها في وادي نحب غيل بن يمين قبل أيام , ناهيك عن مشاهدتهم لشعب الجنوب بغالبيته الساحقة في مليونياته العديدة التي تحتشد في عدن وفي مناطق عديدة من الجنوب .... ما يعني أنبعض اليمنيين قد قراءو الورقة من الخلف كما يقال وادركو بان الوقت ليس في صالحهم ولا في صالح وطنهم وقد يؤدي ذلك إلى شتاتهم وتناحرهم من جديد وتفاديا لذلك عليهم تهيئة أنفسهم وشعبهم لاستقبال واقع جديد قد يفرض عليهم ذات يوم وقريبا.... هذا إذا ما حسبنا تململ من كانوا يعولون عليهم من الجنوبيين المشاركين في النظام أو الأحزاب والذي لاشك يعرفون أن انسحابهم من صنعاء محتمل في أي وقت في حالة نشوب أي حرب بين اليمن والجنوب , إذن ليس أمامهم غير البحث عن مخارج والمخارج كما قلنا ليس باستطاعتهم أن يضعونها وما خطاب علي صالح ألا إشارة لمن يهمه الأمر , بالتدخل السريع خاصة بعد فشل الحوار في استقطاب الجنوبيين وإقناعهم بقبول الحلول المقترحة ك الفدرالية من أقاليم أو إقليمين ما يؤكد أنهم قد عرفوا بان أي مخرجات للحوار ستظل مجرد مخرجات تكتب على الورق ولن يكتب لها النجاح على الأرض.. ولهذا الأسباب باعتقادي أن الخراج قد انتفخ وينتظر من يضغط عليه ليخرج مابه من الم لتبدى الصحة للمريض ما يعني أن اليمنيين ليس باستطاعتهم تقديم أي حلول أو مخارج من ذات أنفسهم وما لهم ألا انتظار الحلول أن تأتي من غيرهم وتفرض عليهم ... ووعليه فان الأمر ألان بيد الله ثم بأيدي المجتمع الدولي والإقليمي أن يتدخل ويحسم الأمر ويتخذ القرار الصعب نيابة عن اليمنيين , أو أن شعب الجنوبي يبادر ويتخذ قرار الحسم و يخلصهم من الورطة الجنوبية وبأي طريقة كانت بقوة عسكرية أو سياسية .. المهم أن يخلصوا من الجنوب ومن خيره وشره .فهل يجدون من ينقذهم ويقرر خروجهم من الجنوب بالإنابة عنهم ؟؟ ربيع الخليفي ..