قدم الأطفال المشاركون في المعرض الفني لنتاجات الفنون التشكيلية «السمبوزيوم الأول ثلاثي الأبعاد»، إبداعات كبيرة صيغت بأنامل صغيرة، ونفذت بإحساس صادق يلاحظ بقراءة أعمالهم وما تحمله من مضامين تجاوزت الفن. وما بين إعادة تدوير الخامات والأشغال الفنية «والكولاج والديكوباج» ظهر التميز في تنفيذ المواضيع والأفكار بحرفية متمكنة، وتقنية عالية في صناعة تحف فنية تحمل قدراً كبيراً من التفوق وقدرة هائلة أثارت دهشة الحضور. تجربة رائدة حول المعرض، الذي نظمته إدارة مراكز الأطفال بالشارقة، أشارت عائشة الكعبي، رئيسة قسم مراكز الأطفال والمشرفة العامة على المشروع، إلى أن «السمبوزيوم يأتي ضمن الخطة العامة للإدارة الهادفة إلى التنمية الشاملة للطفل، وفتح المجال لهم لاكتساب مهارات وخبرات تدعم تميزهم من خلال مؤسسة وضعت جل اهتمامها الارتقاء بالطفل ورعايته في المجالات العلمية والثقافية والفنية من خلال برامج فنية مدروسة». وأضافت الكعبي يعد «السمبوزيوم» أول تجربة من نوعها على مستوى الوطن العربي المتخصص للطفل، والذي يهدف إلى رفع الكفاءات التخصصية. ويجمع المعرض ما بين الأعمال الفنية المتمثلة في إعادة التدوير والأعمال الخزفية، ويشارك فيه 80 عملا، كما يتضمن ورشاً حية، وقد خصص ريع هذه المنتوجات لمصلحة «حملة القلب الدافئ»، التابعة لحملة القلب الكبير، التي أطلقتها حرم صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة لمصلحة أطفال سوريا. ويقول وفيق الخطيب، مشرف عام نشاط الفنون بمراكز الشارقة للفنون، إن إمارة الشارقة انفردت في تنظيم سمبوزيوم للأطفال على مستوى الوطن العربي فهذه المرة الأولى، التي ينظم فيها هذا المعرض في المنطقة العربية بالكامل، حيث يلتقي هؤلاء الفنانون الموهوبين، ويجتمعون لطرح أفكار معينة بتناولهم تقنيات وأساليب معالجة. ويضيف: «بدأنا بعمل فريق سمبوزيوم للأطفال يتألف من أربعة أطفال مدربين لتدريب أطفال آخرين، هؤلاء الأطفال المدربون أنتجوا 180 عملاً، وقمنا باختيار 80 عملاً للمشاركة في المعرض». آلية عمل حول آلية عمل السمبوزيوم، يوضح الخطيب «استخدم الأطفال في أعمالهم خامات من البيئة أو الخامات المصنعة من خلال ورشة تدوير للخامات لصناعة عمل فني منها، ونلاحظ أن كل عمل ولوحة تحمل رؤية معينة بالإضافة إلى منتوجات خزفية ثلاثية الأبعاد». ويضيف أن الطفل أصبح قادراً على نقل المعلومة بعد أن تشرب تقنيتها، وعرف كيف يتعامل مع الخامات، فضلاً على الطفل الآخر يتقبل المعلومة من طفل مثله أفضل من أن يتقبلها من الكبير، إضافة إلى أن الطفل ينقل خبرته بطريقة عملية، وهو أقدر على ذلك من نقلها معتمداً على اللفظ». ويشير الخطيب إلى أن المعرض هدف إلى إيصال القدرة على اكتشاف المواهب الصغيرة إلى أولياء الأمور، ورعايتها منذ البداية وتربية الوقت عند الطفل، وبناء شخصيته بطريقة متكاملة من خلال ممارسته للفن، وتدريبه على التعامل بروح الفريق، وهذا يغرس فيه التعاون والانتماء حيث معظم الأعمال مستمدة من البيئة ومقتبسة من واقع التراث، ومستمدة من تطويع الخامة والقدرة على استكشاف قدراته التشكيلية». ... المزيد