جوبا -وكالات: قال مسؤولون إن المئات فروا من بلدة بور المضطربة في جنوب السودان فيما حذر الجيش من هجوم وشيك لميليشيا "الجيش الأبيض" وذلك بعد أسبوعين من بدء الاقتتال العرقي في أحدث دولة في العالم. من جانب آخر أفادت تقارير إخبارية بأن القتال انتشر في سبع ولايات من أصل عشر هي مجموع ولايات جنوب السودان. ونقلت صحيفة "سودان تريبيون" عن المتحدث الرسمي باسم الجيش الحكومي القول إن هناك معلومات تؤكد استعداد قوات نائب الرئيس السابق رياك مشار لمعاودة الهجوم على مدينة بور التي كانت قد فقدتها بعد أن سيطرت عليها فور إعلان تمردها منتصف الشهر. وقال فيليب أجوير إن القوات المتمردة الموالية لمشار تخطط لشن هجوم على ولاية جونقلي، مشيرا في حديث للصحفيين في جوبا إلى أن الجيش الحكومي يخوض معارك ضارية في ولاية الوحدة وأنه صد عددا من الهجمات التي شنتها القوات المتمردة على بعض المناطق. وأودى القتال بحياة ألف شخص على الأقل منذ اندلاع الاشتباكات في العاصمة جوبا في 15 ديسمبر التي امتدت إلى مناطق منتجة للنفط ما أثر على أسواقه وأثار أيضا المخاوف من اندلاع حرب أهلية شاملة بين أكبر قبيلتين هما الدنكا والنوير. كانت ميليشيا الجيش الأبيض وتتألف من شبان من قبيلة النوير قد انحازت فيما مضى لريك مشار نائب رئيس جنوب السودان السابق المنتمي لنفس القبيلة وتتهمه الحكومة بإشعال فتيل الصراع. ويعرف الجيش الأبيض بهذا الاسم نسبة إلى الرماد الناتج عن حرق روث الأبقار والذي يغطي به الشبان أجسادهم لحمايتها من الحشرات ويتسلحون بالبنادق والمناجل والعصي. ونفى متحدث باسم حكومة ولاية الوحدة في جنوب السودان -وتسيطر عليها الآن القوات الموالية لمشار- الأحد سيطرة نائب الرئيس السابق على مقاتلي الجيش الأبيض ما يزيد احتمال أن يمتد العنف خارج نطاق سيطرة الزعماء العرقيين المعروفين على مستوى العالم. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير بالهاتف من جوبا على بعد 190 كيلومترا جنوبي بور إن مقاتلي ميليشيا الجيش الأبيض "ليسوا بعيدين عن بور لذا فإن الهجوم وشيك". وقال وزير الإعلام مايكل ماكوي إن المدنيين فروا من البلدة وعبروا النيل الأبيض في طريقهم إلى منطقة المستنقعات. كانت ميليشيات من النوير قد ارتكبت مذابح ضد الدنكا في بور خلال موجة من الاقتتال العرقي عام 1991. ووضعت أعمال العنف الأخيرة جنوب السودان أحد أكبر متلقي المساعدات على مستوى العالم في مواجهة أكبر أزمة منذ استقلاله عن السودان عام 2011. وسارعت القوى الغربية ودول الجوار إلى محاولة القضاء على الاضطرابات خوفا من أن يمتد نطاق الصراع عبر الحدود غير المحكمة ليزعزع استقرار شرق أفريقيا الهش. ودعا جيران جنوب السودان الفصائل المتحاربة إلى إلقاء السلاح وبدء محادثات سلام بحلول 31 ديسمبر. ووصل وزير خارجية أثيوبيا تادروس إدهانوم ورئيس أوغندا يوويري موسيفيني إلى جوبا لمواصلة الضغط. وقال موسيفيني إن دول شرق أفريقيا ستضطر لدحر مشار إذا رفض عرض حكومة جوبا بوقف إطلاق النار. وقال للصحفيين في جوبا "أمهلنا (دول المنطقة) ريك مشار أربعة أيام للرد وإذا لم يرد فسنضطر إلى أن نذهب إليه جميعا هذا هو ما اتفقنا عليه في نيروبي."ولدى سؤاله عما يعنيه هذا أجاب موسيفيني "لننزل به الهزيمة". وقال رئيس بلدية بور نيال ماجاك نيال إنه يحث المدنيين على الفرار من بور عاصمة ولاية جونقلي التي تقع إلى الشمال من جوبا مع اقتراب ميليشيا الجيش الأبيض. وقال نيال من بور "هاجموا قرية ماثيانج وقتلوا المدنيين وأحرقوا منازل المدنيين. إنهم يذبحون المدنيين." وتقع ماثيانج على بعد 29 كيلومترا من بور. وأفادت تقارير بزحف الميليشيا عبر طوابير في مناطق نائية يتعذر دخولها على الصحفيين ويصعب التحقق من الأعداد أو التحركات من مصدر مستقل. وقال أقوير إن وحدة استطلاع صغيرة من جيش جنوب السودان اشتبكت مع ميليشيا الجيش الأبيض ليل الأحد.