أكد جيش جنوب السودان أمس الاثنين، أن شبانًا مسلحين من اتنية النوير تابعين للنائب السابق للرئيس رياك مشار، ينتشرون على تخوم بور عاصمة ولاية جونقلي (شرق). وقال الناطق باسم الجيش فيليب أغير لوكالة فرانس برس "أمس جرت مواجهات على بعد 25 ميلًا (نحو 40 كلم) شمال بور"، موضحًا أن "سكان بور يخشون هجومًا في أي لحظة". وأضاف أن "قوات رياك مشار يواصلون تقدمهم في بور لكننا واثقون من قدرتنا على صدهم لحماية المدينة". وكان المتحدث باسم بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان مايكل ماكوي، أعلن أن "زعماء قبائل النوير تمكنوا من إقناع الشباب الذين عاد معظمهم إلى ديارهم". وأضاف أن "الأوضاع في طريقها إلى الهدوء إلا إذا حدثت تعبئة جديدة". وتتهم جوبا منذ السبت رياك مشار بحشد 25 ألف شاب من قبائل النوير من عناصر ميليشيا "الجيش الأبيض" المعروفة بوحشيتها في هذا البلد، في الوقت الذي تتعثر فيه الوساطات الهادفة إلى منع الوقوع في حرب أهلية. وقال المتحدث باسم الحكومة مايكل ماكوي لوكالة فرانس برس، إن "رياك يجند شبابه من قبائل النوير، بأعداد تصل إلى 25 ألفًا، ويريد استخدامهم لمهاجمة الحكومة" في ولاية جونقلي (شرق). وأضاف "يمكن أن يشنوا هجومهم في أي وقت. نحن في حال استنفار لحماية المدنيين". ومجرد ذكر اسم "الجيش الأبيض" الذي يطلق على هذه المجموعات المسلحة، يعيد إلى الأذهان سنوات الرعب والمجازر التي وقعت في جنوب السودان. فقد قاتلت هذه المجموعات إلى جانب مشار في التسعينات خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب قبل استقلال جنوب السودان في يوليو 2011. وفي نهاية العام 2011 ومطلع العام 2012 واجهت هذه المجموعات في جونقلي قبيلة أخرى هي قبيلة المورلي، ما أدى إلى معارك دامية بسبب خلافات حول سرقة ماشية. ويشهد جنوب السودان معارك عنيفة منذ الخامس عشر من الشهر الحالي بين أنصار كير ومشار. ومن أسباب النزاع في هذه الدولة الفتية التي استقلت عن السودان في يوليو 2011، عداوة قديمة بين قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي يتحدر منها مشار، لكنه يتضمن أيضًا بعدًا سياسيًا.