التفجير الإرهابي الأخير الذي استهدف مديرية الأمن في مدينة المنصورة بمصر الشقيقة، هل سيكون المسمار الأخير في نعش جماعة الإخوان؟! هكذا يبدو المشهد، خاصة بعد ما قررت الحكومة المصرية إعلان جماعة الإخوان تنظيمًا إرهابيًّا، وبعد أن استقبل الشارع المصري القرار بكل ترحاب، وبذلك تنطفئ شمعة هذه الجماعة، التي لم تحافظ على بقائها مشتعلة بفضل عودتها إلى ممارسة أفعالها الإجرامية، فالتاريخ غير البعيد يسجل في صفحاتهم السوداء قتلهم رئيس الوزراء (النقراشي)، والقاضي الخازندار في أربعينيات القرن الماضي، واغتيال الشيخ الذهبي، والرئيس المصري (أنور السادات) في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ولعل نظام الرئيس المخلوع مبارك، قد فتح الباب لهذه الجماعة لأن تخرج للعلن بعد أن كانت محظورة في العهود السابقة، وأتاح لها فيما بعد سرقة «الثورة» من أيادي الشعب المصري؛ بالنظر لما توفر لها من إمكانيات مادية وتنظيمية. والقرار المصري ذاك، ينسجم تمامًا مع قرار الأممالمتحدة رقم 1624 الذي يدعو جميع الدول إلى الحظر القانوني على كل منظمة أو جماعة تعمل على ارتكاب أعمال إرهابية، وكذلك على منع إيواء أي شخص يشتبه في تحريضه على الإرهاب. ومن المؤكد أن مصر لن تعيش ليالي هانئة عقب هذا القرار، حيث ستجابه بتحديات من قبل تلك العصابات المجرمة، لكن يبقى التحدّي الأكبر لدى الحكومة في ضرورة توجيه ضربات استباقية من قبل أجهزة الأمن، والمضي في المواجهة، واستئصال شأفة تلك الفئات الضالة، ولا بد أن يواكب ذلك إعلام نشط يتولى إفشال محاولات بعض الأوساط في الخلط بين الإرهاب والإسلام، كما يجب أن لا تقف الحكومة أمام تعطيل الحياة وضرب الاقتصاد موقف المتفرج، بل تعمل على إصدار قرارات عقوبات مشددة لمواجهة هذه الآفة، وأن لا تتباطأ في تنفيذ الأحكام الشرعية على من تثبت إدانتهم في التفجيرات. كان بإمكان جماعة الإخوان أن تبقى وتمارس نشاطها كجماعة معارضة لو أنها استسلمت لرغبة الشعب المصري الذي خرج ونادى بسقوط حكومتها، ورضي قادتها بالأمر الواقع، واتبعت سياسة متعقّلة كالتي اتبعها (حزب النور) الذي كانت تحاربه على صدارة المشهد، فحزب النور يشارك اليوم في بناء غد مصر المشرق جنبًا إلى جنب مع الأحزاب الأخرى التي آمنت بأن أمن مصر يعلو فوق كل المكاسب والطموحات نحو المناصب. صدق «شوقي» الذي قال: ومَا القتلُ تحيَا عليهِ البلادُ ولا همّة القولِ عمرانُهَا ولكنْ علَى الجيشِ تقوَى البلادُ بالعلمِ تشتدُّ أركانُهَا [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain