| تقرير مجاهد القملي : اكبر إصرار يهز كيانات الاستعمار الدكتاتوري في الجمهورية العربية اليمنية شعب اليمن الجنوبي يواصل هبته تحت الحصار العسكري للاحتلال الشمالي والمبعوث ألأممي يجدد البيعة . الأزمة تتصاعد بنحو خجول ومضطرب، إلا أن الوضع في هذين البلدين "البلد الموحد" قديم الولادة يتدحرج بسرعة نحو مآله الحتمي ويُنذر باندلاع حرب لا هوادة فيها تقودها القبلية التي تسعى جميعها للاستئثار بالسلطة معلومات تزيد من التضليل بشأن أسباب اندلاع هذا الصراع المحتمل العنيف . تحرك جنرالات الاستبداد ورجال القبائل اليمنية الشمالية حول ثورة شعب الجنوب للسعي إلى خلخلتها جاءت على خلفية الوضع السياسي والأمني المتدهور حاليا وامتداد لنفوذها ألاحتلالي الذي اهلك النسل والحرث وضل جاثم فوق مقدراته ودولته لأكثر من عقدين من الزمن الأسود . حوارهم المزعوم وتجاوزه لحقوق شعب الجنوب : ومع قرب انتهاء حوارهم المزعوم الذي تجاوز حقوق شعب اليمن الجنوبي ومطلبه في استعادة دولته طبقا لكل الشرائع الدولية ومضى في ترسيخ الغبن والمحاصصة السياسية المغذية لواقع متخندف بالمحن المتراكمة والتوجهات المؤدلجة الفارزة لكن هذا الحوار والمبعوث الدولي وقبائل الشمال جددوا التحالف الشيطاني الغاشم الذي يسمح بمواصلة انتهاك قيم بشر اليمن الجنوبي وحصد أرواحهم وسفك دمائهم جزاءا بكفرهم العنيد بالوحدة التي اتخذت السلب والنهب واستباحة الأموال والأعراض هدف لها ومبررا عديما يقعدها التربص بحدود الصراع الفرعوني الساكن صلب ذاتهم الجبر وتيه ..ألا أن يقول الحق كلمته في فصل الخطاب الندي . تجاهل المطالب المصيرية لشعب الجنوب وفرض ترقيعات واهية يزيد الشارع الجنوبي غليانا وتصلب جسور في صدق الإرادة الشعبية الملتحمة لذلك لا يقلل من حدة الأزمة ولا يساهم في حلها، بالرغم من أن الاتفاق العشائري يحشد كثير من الأجناس البهلوانية كمقدمة للدروع المتشددة التي تطمح التغلغل في وسط الهشيم المتصاعد والحمم البركانية الجنوبية ..ألا أن هواجس الأتراك الجدد يسعون حثيثا لاجتثاث ثورة الجنوب السلمية التحررية لقضاء آخر أنفاسهم التعيسة وهم يلفظون الضخ الاستيطاني لورثتهم وهو ما يرونه الحل الأمثل والأنجع لمبارزة الحوت العابث في حفرة الوداع . محللين وثوار يرون بان على الغزاة مساعدة بوادرهم السيئة على إجلاء تفكيرهم الفاشي الذي يحلم بعودة فرض نفسه عن طريق الشرعنة لوحدة فاشلة لأتمت إلى الدين بصلة إلا أن هذه القوات والتحالفات الشمالية بدأت منذ فترة وجيزة باغتيالات وتصفية جسدية لكوادر عسكرية وقبلية وإعلامية ونضالية جنوبية وكان آخرها اغتيال المقدم سعد بن حبريش رئيس حلف قبائل حضرموت . وعقب مقتله تداعت قبائل حضرموت والجنوب لتدارس الواقعة العدوانية التي استهدفت الشيخ الجليل بن حبريش بغية قتل مشروعه الوطني الرشيد . الهبة الشعبية وتطور الأحداث : وأعلنت الهبة الشعبية السلمية كأحد القرارات الامتعاضي في جوف قلعة مزجورة بالعزة والكبرياء وملبدة بالقهر والحرمان وهو ما أدى بالسلطات الاحتلالية كالعادة للجوء إلى العنف المفرط تجاه العزل واستخدام كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة دون إي رحمة . وقامت بالفعل بعمليات عسكرية ذات طابع قتالي محض، واستشهد ما يقارب العشرين وتواصلا لهذه الجرائم البشعة شهدت الضالع هجمة مروعة استشهد خلالها 22 إذا فهمت الأسرة الدولية أطراف الصراع القبلي والعائلي في الجمهورية العربية اليمنية سوف تدرك الصواب وتنظر بعين البصيرة وتذعن لتلبية الإرادة الشعبية لمشروع ومستقبل بلد ضل دولة مستقلة ذات سيادة حتى وقوعه في فخ الوحدة المغدور بها في صيف 94م . أن الفرقة التي تدَّعي الوصاية أو التمثيل ، ستقود الجميع إلى كارثة حقيقية في حال لم يكن التدخل حميداً، بالرغم من وجود قناعة لدى مجموعات مؤثرة في القرار السياسي أنها لا ناقة لها ولا جمل في هذا الاحتراب الصعب إلا في حال صار ملبيا لتطلعات ومستقبل شعبنا لقد تغيرت أدوات اللعبة في الداخل الجنوبي، وصار حلفاء الإبادة والسلب في وضع ضعيف للغاية لا يمكِّنهم من لعب دور مستقبلي في دولة الجنوب على المدى القريب والبعيد . ونظراً لوجود اضطراب في تطبيقات السياسة الخارجية لبعض الدول العربية وقراءاتها الخاطئة لمشروع الجنوبيون الذين يسعون من خلاله على استعادة دولتهم لينعموا بالسلام وتعم المنطقة الاستقرار المستدام ..أن دولة الجنوب وُلدت من أحشائها قوانين العدل والنظام والمدنية وهي من أرضعت شعبها قيم التعايش والسلام وغرست في نفوسهم شموخ العزة والكرامة والفداء ..لكن فداحة الفرحة ورموز العسكر وجحافل القبيلة جعلت شعب اليمن الجنوبي يشبُّون عن الطوق ويحطمون كل آصرة وعلاقة تربطهم بنظام عائلي متخلف. هذا التردد النفوذي البائن في صراع القبيلة سيجعلها تتخبط وتقع في أخطاء قاتلة سيدفع ثمنها الشعب الجنوبي الذي سيكون وقود حرب ليست حربه وصراع لا يفيده في شيء سوى أن طريقه الذي حلم به وعبَّر عنه في إرادة شعبية عارمة ترجمتها مليونياته الجماهيرية في الساحات وميادين الحرية والكرامة فمن يحاول التطاول بفلسفته السياسية بإعادة إنتاج المأساة سيعثر على كتل مليئة بالأشواك وناتئات الصخور ويقود مغامراته إلى الجحيم . قبل أن تتفشى ظاهرة التسول الإقطاعي التي نلاحظ أن المعادلة فيها بدأت تتغير في الآونة الأخيرة حيث كان في السابق يتم استهداف القيادات الأمنية والعسكرية بينما اليوم نشهد اغتيالات لرموز ونخب سياسية واعتبارية واستهداف مخيمات با عنف صور الإبادة والوحشية الأمر الذي إن لم يتم تداركه ستظل ظاهرة الاختلالات والفلتان الأمني في تفاقم وتؤول إلى ما آلات قد لا يحمد عقابها على صعيد الأمن والسلم الاجتماعيين . صعوبة المرحلة القادمة على الجنوب : أننا نمر بلحظات عصيبة وهذه واحدة من أخطر المراحل على مستقبل قضية شعبنا التي تسعى معظم الأطراف إلى خلط الأوراق ولكن بطرق مختلفة، فأطراف تريد أن تعزز مكاسبها في اللحظة الأخيرة وأطراف تريد أن توقف نزيف الخسارة وأطراف تعتقد أنها لم تحصل على ما كانت تأمل ومن ثم فإن هناك أطراف مرتبطة بشكل غير مباشر مع بعض القوى وخاصة التي تعتقد أنها خسرت أو لم تحصل على ما تريد حيث تسعى تلك الأطراف لتفجير الأوضاع من أجل خلط الأوراق ومن ثم تلجأ للتفاوض الجزئي بين الأحزاب اليمنية والدولة لنوع من تعظيم المكاسب وتوزيع غنائم الليبرالية . هناك اختراقاً كبيراً في معقل رأس الدولة الهشة وهذا الاختراق يمثل إدارة شاويشة تغذي التمدد العدائي لتاريخ وهوية اليمن الجنوبي المتجذر في منعطفات العراقة القومية المستلهمة قوافل ومقامات من الشواهد العابرة التي قدمت طوال ردحا من الزمن وأسست نهضة تجاوزت عموم المنطقة حينها. فمثلما فشل الحوار اليمني ستفشل المرحلة الانتقالية حتما ..فالمتابع لما كان يجري في الجلسات الختامية لحوارهم يدرك بأن هناك توجهاً نحو حجم النفوذ القبلي الذي يمتلك القوة والمال والنفوذ ولا يقبل بدولة تحكمها المؤسسات ويسودها النظام والقانون حتى يتمكن للقبيلة بسط نفوذها على مفاصل الدولة والسيطرة على مركز القرار !. وفي ظل الانفلات الأمني المصطنع : إن أمراء غزوة صيف 94م ومنظومة الإرهاب التصديري واحدة في عناصرها وأهدافها وأسلوبها وفي ظل الانفلات الأمني تقتنص أهدافها ..من باب الاختراق الكبير لمعقل رأس القاعدة كما ذكرنا سالفا .. لخلق حالة من الرعب في أوساط المجتمع الجنوبي يرسلها المنفذ وهي بطش وقتل الأبرياء وعرقلة المشروع بشتى الوسائل من خلال إرباك المشهد والقوى المستفيدة من ذلك القوى المتنفذة والداعمة في تخصيب الوعي الانتحار ي بقنابل التفكير المنحرف الحالمة لجر ما نصبوا إليه إلى مربع العنف والولوج به في أتون الصراعات وتسعى إلى عرقلة المساعي الرامية إلى حلحلة جزء من الأزمة الخانقة باستخدامهم كل الطرق والوسائل التي تشكل ورقة ضغط تساعدهم في الوصول إلى تصفية حساباتهم مع الغير وتحقيق مآربهم الشخصية. فمثلا الظاهرة المستفحلة في اليمن الجنوبي مثل الاغتيالات مؤشر خطير للغاية ليس لأنه يعصف بالمستقبل بكل أحلامه ولكنه يدمر آخر ما تبقى للإنسان من قيم وأخلاق وعرف ما ينبغي التباكي عليه اليوم حال القيم وانهيارها بهذا الشكل المخيف والمفجع وبعيداً عن القانون والشريعة التي تجرم هذه الأفعال يكون قد فقدوا آخر ورقة تمنحنهم وطناً ومواطنة وتجُردهم من أدميتهم وإنسانيتهم وعندما فقدوا الضمير والقيم والأخلاق بات الأمر مرفوضا لدى شعب اليمن الجنوبي . الاستمرار تحت جنح النبذ التقليدي الشائع بقيمه المشائخي والاستيلائي بالتأكيد لهذه الظاهرة المستفحلة أسباب موضوعية وذاتية كالمناهج والتربية والتنشئة والاقتصاد والظروف المعيشية والإعلام وقبل هذا وذاك فهي سياسية محضة تلبي رغبات لمصالح شخصية وجماعات سياسية تخدم أجندة داخلية وخارجية وجدت لها بيئة مشجعة تضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب وتكافئ القاتل وقاطع الطريق والفاسد والمفسد والعكس مع غياب التعليم والقضاء (العدل والإنصاف) وسيادة القانون الذي كان أساس الوجود وجوهر الحياة ومنهج للازدهار و التقدم في اليمن الجنوبي : نحن بحاجة أولاً إلى استعادة الدولة وإلى إرادة سياسية لتجسيد شكل ومضمون دولة الثمانينات بعصرية القرن الفضائي . أن اختطاف واستهداف حقنا المنشود يعتبر من أبشع الجرائم التي يستنكرها المجتمع وينبذها العالم أجمع ، وتتنافى مع كل الأعراف الدينية والقوانين الوضعية إن هناك أيضا قوى تسعى للارتزاق السياسي والمادي على المستوى الداخلي والخارجي فمن الضروري ألا ينُظر إلى جانب واحد بمعزل عن الجوانب الدينية والسياسية والأوضاع الاقتصادية والظروف الاجتماعية بالإضافة إلى الأوضاع الدولية والممارسات السياسية للأنظمة الغربية والأمريكية تجاه كثير من قضايا الأمة . فالجمهورية العربية اليمنية تتلقى كثير من الدعم اللوجستي لتدمير أي استقرار مثلا فمن غير المعقول والمنطقي أن نبقى دولتين متداخلتين تحت قوة القتل والإبادة الروحية لان اليمن الشمالي لا يسمح أصلا بنشوء ديمقراطيات حقيقية في بيئته الخصبة واستحالة أيضاً إقامة دولة مدنية حديثة لأنها طوق محكومة بديكتاتوريات عسكرية وقبلية حصراً تكتم أنفاس البشر ، وتدفع من يعارضها خلف الشمس بأبشع الطرق الوحشية والفاشية. طبعاً، من حق الشماليين أن يدعموا بقاء الديكتاتوريات في رقعتهم ، خاصة أنها عاشت أهدأ وأهنأ سنواتها في ظل الحكم الديكتاتوري الملكي الاستبدادي القديم الجديد حتى أنهم أصبحوا مضربا للتاريخ في أيامهم . العصرية نت