الجنوبيه نت.خاص. عندما جئت من لندن قبل أكثر من عام للمشاركة في العملية السياسية واللجنة الفنية التي أعدت النظام الداخلي للحوار كان السجن المركزي في صنعاء قبلتي الاولى لزيارة المعتقلين الجنوبيين ظلما من نشطاء الحراك وعدد من لفقت لهم قضايا كيدية من قبل نظام الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح ، بينهم المعتقل أحمد العبادي المرقشي حارس صحيفة " الايام " العدنية ، والذي تعتبر قضيته سياسية بإمتياز جرى النظام السابق بتحويلها الى قضية جنائية ، وللأمانة والتاريخ لولا تعاون الرئيس عبدربه منصور هادي لما تم الافراج على عدد من المعتقلين من ذلك السجن من أشهرهم عبدالكريم لالجي الذي كان محكموما عليه بالاعدام بتهمة كيدية بالتخابر مع ايران وزميله دين ، كما تم الافراج عن عدد من ابناء شبوة بينهم الشيخ بنان والمحروق وخالد عبدالمانع .. في تلك الزيارة الاولى لي للسجن المركزي كنت سعيدا بلقاء الاستاذ أحمد العبادي المرقشي والذي كنت متابعا للظلم الذي تعرض له في قضية الايام في صنعاء ، قال لي المرقشي حينها اذا تريد أن ساعدني بجد فأرجوك أن تنقل للرئيس هادي العبارة بهذه نصا " المرشي بريء من تهمة القتل الملفقة ودمه في رقبتك " .. شعرت أن الرسالة أمانة وسيعذبني ضميري اذا لم أنقلها نصا للرئيس اذا ما جرى أي تمرير وتنفيذ حكم الاعدام في قضية هو بريء منها او قتل المرقشي بالسجن لا سمح الله تحت أي ظرف كان .. التقيت الرئيس هادي في نفس ذلك اليوم في بيته بالستين ونقلت الرسالة نصا دون اي تردد وبرئت ذمتي منها .. شرح لي الرئيس هادي تعاطفه مع ذلك الحادث الذي جرى للايام وملابسات قضية المرقشي .. أعرف صعوبة الحيثياث التي شرحها لي الرئيس حينها ، ولكن هناك حلا وسطا كان قد عرض من قبل بعض الاطراف لتسوية القضية وحلها وديا مع الطرف الاخر أسرة القتيل من بيت المصري .. سعيت مرارا وفي كل لقاء لي مع الرئيس هادي حينها الى تذكيره باستمرار بقضية المرقشي .. منذ ذلك الحين شعرت أنه وبسبب الحاحي صرت عبئا على الرئيس لان القضية شائكة وحلها بحاجة الى وقت .. فجأة وشعرت أن قضية المرقشي ومتابعتها الذي كنت قد بدأت بها قد أنتقلت الى الاستاذ محمد علي الشدادي الذي عمل جاهدا في البحث عن مخرج ودي للحل وعبر وسطاء بينهم الشيخ العامري رئيس حزب الرشاد الذي تبرع بالمساهمة في ايجاد حل ودي ينهي هذه القضية . اليوم زرت الاستاذ أحمد العبادي المرقشي في السجن المركزي بصحبة أثنين من أبناء الجنوب في صنعاء ناصر الهاشمي وعبدالقادر اليوسفي ووجدت الرجل في معنوية عالية على الرغم من أن متابعة القضية توقفت في يد الاستاذ محمد علي الشدادي الذي كان يؤكد لي باستمرار أن القضية في طريقها للحل أسوة بقضية فارس الضالعي ، وأن الامر بحاجة الى وقت. فاجئني المرقشي اليوم بأن بردود مقتضبة من قبل إدارة السجن على مذكرة أرسلها أمين عام مجلس الوزراء الى مصلحة السجون يطلب فيها تقريرا مفصلا عن قضية حارس الايام أحمد المرقشي .. الرد " يقول نود إحاطتكم علما أن المذكور أودع لدينا بتاريخ 14 فبراير 2008 بقضية قتل وشروع في القتل على ذمة نيابة جنوب غرب ومحكوم إعدام وهذا للعلم " هذا هو الرد المفصل الذي قدمه مدير السجن محمد محمد الكول ، أختصر القضية وملفاتها وحيثياثها بالقرار الباطل أصلا لأن النطق بالحكم تم غيابيا وبعد ستة أشهر من نطقه دون إعطاء للعبادي حقه في الاستئناف لابطال القرار. قضية المرقشي للاسف نساها الحراك وأهملت من قبل الرئاسة التي كانت تقدم الوعد تلو الاخر لحل القضية .. لا ادري مبررات هذا التأخير مع أن الكل كان متحمسا لانهاء قضية حارس الايام وإغلاق ملفه ضمن ملف الايام التي أصدر الرئيس هادي العام الماضي قرارا يلغي كافة القضايا في المحاكم ضد الايام الادارية والجنائية ، وقضية المرقشي يشملها هذا القرار غير أني لم أفهم حتى اليوم الاسباب التي تجعل من وعود الرئاسة غير قابلة للتنفيذ في كثير منها. والله المستعان الجنوبية نت