أضيئي عيون الليل واستمطري الشّعرا وغنّي فإن القلبَ يشتاقُ للذكرى ففي لُجّةِ الأيامِ تأتينَ بلسمًا وتمضينَ من بين انكساراتها نهرا أريدكِ شمسًا لا أفارقُ حُسنَها ألوذُ بها حينًا وأشرقُ في أخرى أريدكِ نبضًا يملأ الأرضَ هيبةً فكلُّ قلوبِ العالمين لكِ أسرى أريدكِ فيضًا من تراتيلِ عاشقٍ تداوي جراحاتي فأستلهمُ الفخرا أعيدُ لقلبي فجرَ مجدٍ أرى هنا أزاهيرهُ فاحتْ فلاحت لنا البُشرى لقد كنتِ تاج العلم والفكرِ والهوى وها أنتِ للعلياءِ يا غادتي مسرى فإن غفلت أبصارُهم عنكِ غفوةً فنبضُكِ لا يغفو وأنداؤك تترى لكِ في رحابِ الأرضِ أغرودة العُلا وفي كل شبرٍ قد مضى رسمُكِ عِطرا فحين ارتدوا مثياقكِ خيرَ حلةٍ تلاقفهم عزٌ وزادوا بك قدرا فسادوا ميادين الحياةِ وأسرجوا مصابيحَ ضوءٍ أشرقتْ للورى فِكرا وودّعتْ الدنيا دُجاها وأينعتْ نهاراتُ هذي الأرض من جدبها زهرا ومازلتِ كنزًا لا يضرّهُ خاملًا ولا جاهلًا لكن إذا نهضوا أثرى نسوا أن مجد الأرضِ من مجدِ نطقِها وأن لسانَ القوم يزجي لهم نصرا وقد قيلَ نطقُ المرءِ صنوُ ذكائهِ فإن ضلّ في إحداهما خاب لن يبرى هي اللغة الفصحى إذا قامَ شأنُها يقومُ لنا عقلٌ ونستنهضُ الفجرا نلوّنُ وجه العمرِ بالضوءِ والنهى وتكتُبنا الأيامُ في وحيها سِفرا هي اللغة الفصحى أناشيدُ خافقٍ وميناؤنا العالي وثروتنا الكبرى هي الفتنةُ الأشهى كما الشهد حينما يصافحُ أرواحًا فتغدو به سكرى هي النغمةُ الأدهى لها أذعنَ الحجا وقيدت جيوشٌ واعتلى العلمُ واستشرى هي اللغةُ الفضلى بها يهتدي الورى وألبسها الإسلام من نورهِ ذِكرا فذا الخاءُ والعينُ الجميلُ وضادُها مخارجُها تبدو فخامتُها بحرا فيا لغةً لا أستطيبُ بديلَها بنيتِ لكِ في كل أرواحنا قصرا لكِ المجدُ والعلياءُ والحبُ والرؤى تُنيرين هذا الكون يا مقلتي بدرا (*) القصيدة الفائزة بالمركز الأول في مسابقة أجمل قصيدة عن اللغة العربية، المسابقة التي أطلقها نادي الفصحى والنادي الأدبي بجامعة الملك سعود بالتعاون مع قسم اللغة العربية بكلية الآداب بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية 2013م. صحيفة المدينة