لم يكن مستغربًا حلول رواية «غراميات شارع الأعشى» للروائية والقاصة السعودية بدرية عبدالله مسفر البشر في قائمة البوكر الطويلة لهذا العام، فهذه الرواية التي صدرت في العام 2013 جاءت محصلة لمسيرة طويلة خاضتها البشر مع الإبداع والكتابة، مسيرة قطعتها بدرية بين تفوق أكاديمي وعطاء عملي، ومثابرة على كل الأصعدة والنوافذ.. ففي مدينة الرياض كان مولد القاصة والروائية البشر في العام 1965م، ومنذ العاشرة من عمرها عرفت بدرية أسرار الحرف، فطفقت تكتب القصة القصيرة وفق معطيات خيالها الغض، قاطعة في الوقت نفسه مشوارها الأكاديمي، حاصلة بداية على بكالوريوس اجتماع من جامعة الملك سعود بالرياض، ثم مضت نحو نيل الماجستير فحصلت عليه من الجامعة نفسها عن أطروحتها «الحياة الاجتماعية في نجد قبل النفط من خلال حكايتها الشعبية»، وكللت جهدها الأكاديمي بنيل درجة في علم الاجتماع الثقافي من الجامعة اللبنانية ببيروت عن وقع العولمة في مجتمعات الخليج العربي، الرياض ودبي نموذجًا، لتعمل محاضرة في جامعة الملك سعود - قسم الاجتماع في الفترة 1996-2000م. وكانت البشر طوال مشوارها الأكاديمي ترفد الساحة الأدبية والفكرية والثقافية بالعديد من المقالات في الصحف السعودية، فكانت كتبت زاوية أسبوعية بجريدة اليوم في الفترة 1989-1990م وزاوية أسبوعية أخرى بمجلة اليمامة في القترة 1996-1999م، وزاوية شبه يومية بجريدة الرياض في الفترة 1999-2004م، فضلاً عن عمود يومي بجريدة الشرق الأوسط الدولية من 2004. ومقالاً شهريًا بمجلة فواصل 2005-2006م، وزاوية شبه يومية بجريدة الحياة السعودية. كما شاركت في الكثير من الأمسيات القصصية المختلفة بعدد من الدول العربية والأوروبية، بجانب مشاركاتها في العديد من المحافل الثقافية الداخلية والخارجية. أما في المجال الإبداعي السردي فقد قدمت بدرية العديد من الكتب الأدبية والمجموعات قصصية فمن أبرز مجموعاتها القصصية القصيرة: «نهاية اللعبة» الصادر في عام 1990، عن دار الأرض بالرياض، و»مساء الأربعاء» عام 1992، عن دار الآداب ببيرو، و»حبة الهيل» عام 2004، عن دار الآداب ببيروت، أيضًا، التي أصدرت لها روايتها الأولى «هند العسكر» عام 2005، كما قدمت «معارك طاش ما طاش» عام 2007 عن المركز الثقافي العربي بالمغرب، وأردفته ب»معارك طاش: قراءة في ذهنية التحريم»، عن المركز العربي الثقافي ببيروت عام 2007. وربما يعود اهتمام بدرية برصد «معارك طاش» من واقع زواجها بالفنان ناصر القصبي عام 2010م، الذي يعد أحد الجناحين اللذين حلق بهما طاش طوال سنوات عرضه مع زميله الفنان عبدالله السدحان. إن تجربة الروائية بدرية البشر جديرة بالحفاوة، وقمينة بالتقدير، وما حلولها ضمن قائمة التنافس على البوكر هذا العام إلا دليل على تميز خطها السردي، الذي يضاف إلى التميز الكبير الذي باتت تحققه الرواية السعودية في المحافل العربية والعالمية. صحيفة المدينة