«زمان في سالف الأزمان وجدة صغيرة كان ما كان وقرية بحرها مالح وما في زحمة في السكان على باب الكريم رزقوا ويوم ياكل ويوم جيعان». هذا مقطع من الأوبريت الغنائي الذي سيتم تقديمه في حفل افتتاح مهرجان جدة التاريخية مساء اليوم، وهو بعنوان «خير البحر» من كلمات الدكتور عبدالإله جدع، وغناء الفنان محمد الحداد. وفي مقطع آخر، يقول الشاعر جدع: «عرفتوا جدة ليه تنحب عشان فيها القلوب بستان تلمّ الكل.. وخير البحر وفيها الناس.. دهب رنّان». يقول الدكتور جدع حيال المصادر التاريخية التي مدّته بالمعلومات الحيوية في بناء قصيدته: ساعدني في رسم الصورة التاريخيه للمنطقة أني «جداوي» أبًّا عن جد، ونشوء فكرة الأوبريت يعود الفضل فيه بعد الله ل»مقعد جدة وأيامنا الحلوة» الذي استمع لقصيدة لي بالفصحى عن محبوبتي جدة من العمدة عبدالصمد محمد عبدالصمد عمدة حارتي اليمن والبحر فاسترعى السرد التاريخي فيها انتباه القائمين على المقعد، فاتصلوا بي وطلبوا الاجتماع بي لتصوير قصيدة عن جدة باللهجة الحجازية القديمة تصوّر مراحل جدة التاريخية وتمرّ على أحداثها في تناغم يربط القديم بالجديد، ويلقي الضوء في ذات الوقت على ملامح الحياة الاجتماعية للعروس، والحمد لله لم يكن من الصعوبة بمكان تحقيق رغباتهم سيّما أني ابن جدة، ورغم أني شاعر عمودي أكتب الشعر الفصيح إلاّ أنني كتبت قبل ذلك باللهجة الحجازية، والحقيقة أن ظهور الأوبريت يعتبر خطوة موفقة جدًّا وبخاصة أن الحديث عن المنطقة التاريخية كان يحتاج إلى مثل هذا الأوبريت ليسجل حضورها المجتمعي، والحمد لله تم عرض النص على السينارست بندر باجبع، ليتم اختيار الفنان محمد الحداد لغناء الأوبريت، ليكون هو الأول من حيث نوعه وفكرته وليتوّج مهرجان جدة الأول، وأقدم شكري في خروج القصيدة إلى مقعد «جدة وأيامنا الحلوة» استشاري مهرجان جدة التاريخية بإشراف الأستاذين منصور الزامل ومازن السقاف. صحيفة المدينة