المهندس نزار محمود صقران ينظر العالم اليوم بعين الشفقة والرحمة كلما ذكرت حضرموتوجنوباليمن وللأسف ان السبب هو ليس لكبر وعظمة المظلومية الواقعة فقط بل لكيفية عرض القضية والوسائل والسلوك المتبع، نعم فكثيرا ما يتم تحويل الأهداف من استعادة اوطان وهويات وثقافات وحضارات الى قطع طريق او حرق تاير/ إطار سيارة او رفع علم الدولة الاشتراكية التي حكمت حضرموتوالجنوب بالحديد والنار وحاربتهم حتى في عقيدتهم فكانت أكثر ظلما من كل المستعمرين على مر العصور وهي سبب كل البلاء والمصائب التي عانيناها ولا زلنا نعانيها. ان التوجيه الخاطئ و المستوى المتدني في التوعية يتحمله الساسة بالإضافة الى الأكاديميين و شيوخ دين ووسائل الاعلام المختلفة، نعم فقد خذلونا وخيبوا الآمال وتحولوا بقدرة قادر من نخبه نعتز بها الى خزوه .. ولكن هنا يجب ان لا نعمم فهناك الكثير من الشخصيات نفتخر بطريقة الطرح والأسلوب الذي تقدمه ولكن النتائج ليست بالمستوى المطلوب فقد كنا لا نريد اختراع طرق جديد ولكن كنا نامل بالتوعية بطرق مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل لتجارب سابقة بحيث يتم التجاوب معه وتنفيذه بصورة تطوعية و من افضل الأمثلة لذلك هو الزعيم السياسي البارز موهانداس كرمشاند غاندي و للأسف فحتى مقاومة انتشار مرض القات في حضرموت لم تنجح ولو بنسبة ضعيفة و التي من المفترض ان تكون أولى خطوات القضاء على الفساد والمفسدين و بالتالي سوف يكون لمنع تعاطي القات دور فعال و كبير في كافة المجالات الاخرى. نعم فقد بلغ الإنجاز ذروته طبعا ليس بالتوعية بالمظالم و تحديد و استهداف المجرمين الحقيقيين للظلم و تطوير الوسائل المتجددة للنضال من اجل استعادة الحقوق ولكن بالعكس تماما فقد كان الإنجاز يتمثل بتعبئة الناس بالحقد والغل والكره لكل ما هو ينتمي للشمال في الوقت الذي فيه من يشارك المتنفذين الشمالين متنفذين جنوبيين و حضارم ، نعم فبعد ان تم تخطي حاجز الخوف لمقاومة الظالمين كان بالأحرى ان يتم توجيه الطاقات في الاتجاه الصحيح لخدمة القضية وتسخير النضال والتضحيات و الأنشطة لكي تخدم اخوانهم المظلومين بشكل عام بدل ان يزيدوا ظلم المظلومين ظلما من خلال سلوك وطرق كثيرة ومنها قطع طريقهم وارزاقهم دون ان يتأثر الفاسدين والمتنفذين باي شيء يذكر ، و كلنا نعلم بان الكل سوف يجني ما يزرع فمن بزرع الأحقاد والكره (والمبدعين في المجتمع كثر بهذا المجال ) فسوف ترتد عليه فاليوم بين الجنوبين والشمالين وغدا بين الحضارم والجنوبين وبعد غدا بين حضرموت الساحل وحضرموت الداخل الى ان تصل بين الأخ واخيه فالقصة لن تنتهى أبداً . وفي ظل هذا الوضع الميؤوس منه ظهر حلف قبائل حضرموت ليقول بأعلى الصوت كفى و ليكشف القناع عن الكثير من الحقائق و يبين الوجه الحقيقي للحضارم التي عادة ما يبهر العالم بالحكمه والشجاعة و السلوكه والمصداقية والجديه في التعامل والتي حاول الكثير طمسها من أيام حكم الرفاق الى يومنا هذا ،في محاولة لأعطى انطباع بان الحضرمي شخص مسالم والذي يفهم ويفسر هذا في عصرنا الراهن بانه شخص جبان ويخضع للأمر الواقع و انه ساذج و هذا ما حاول النظام الاشتراكي ان يزرعه والان تحاول نفس الوجوه ان تعطي انطباع ان الحضارم اذا تبقت لهم شجاعة فانهم سوف يستخدمون ماتبقى لهم من شجاعة وقوة بالإضرار بإخوانه الطلاب والمساكين كقطع طريق او حرق تاير سيارة وبالكبير رفع علم اشتراكي ضره اكبر من نفعة ، وبالرغم من دعوة النخبة المتعلمة للعصيان فهل تم توضيح اليات العصيان و المكاسب والاضرار المترتبة من تطبيقه وطبعا هؤلاء لم يروق لهم الهبة الحضرمية الاصيلة فكان لازم ان يدسوا سمهم في عسلها ولكن مع الأيام سوف تكشفت ما اخفي .. ان كل قطرة دم تراق الان من أي طرف كان هو دم مسلمين وعرب وكل الأموال التي تهدر أيضا نحن بحاجة لها في البناء ومحاربة الأعداء الحقيقيين. نعم لقد عانى الحضارم بما فيه الكفاية وهم الان بانتظار دعم وتعويض اخوانهم في جنوباليمن وشمالة على أساس التعاون والاخوة والمصالح المشتركة بين الجميع والتخلص من الفساد فالثروات الطبيعية والبشرية منتشرة و الموقع الاستراتيجي كافية لتصبح البلد من افضل بلدان العالم اذا قادها المخلصون، نعم توجد الإمكانيات لان نغير خارطة المنطقة الاقتصادية والثقافية والعلمية والذي سوف يكون في خدمة الجميع .. حضرموت الخير لا تطالب بالمستحيل ولكن تريد ان تكون مشروع كبير والذي يتمثل في الأساس على عنصرين: 1- ان تدير كامل ثرواتها بنفسها وبكل شفافية لتبعد هجوم شبح الفساد والمفسدين ليعيش أبنائها عيشه كريمة تحفظ فيها كرامتهم وثقافتهم وعلى أساس التعاون المشترك مع الاخرين بهدف بناء مجتمعات يسودها العدل والمساواة. 2- تعويض من لايزال يعاني الويلات فيها واحتضان أبنائها الذي هجرتهم الجرائم التي تعرضوا لها، نعم هي بحاجة لعودة أبنائها في المهجر الذي يزيد تعدادهم عن 6 مليون حضرمي لتقدم لهم التسهيلات والضمانات لعودتهم للمساهمة في البناء فلديهم من الإمكانيات ما يضمن بناء دولة حديثة. هذا لا يعني الاستئثار بالثروات لحضرموت فقط لان حضرموت الخير باهلها الطيبين سوف تتشارك مع الجميع، وقبل ان نهتم بالموارد الطبيعية فهناك الانسان أي الموار البشرية الذي يعتبر الثروة الحقيقية والعنصر الفعال لاستغلال وإدارة الحياة. رسالة لكل فاسد .. بالنسبة للدار االآخرة أنت أعلم من غيرك بظلمك وكيف تكون عاقبة الظالمين اما في الحياة الدنيا فنقول لك ان محاربتكم لهذه المشاريع لن يخدمكم على المدى البعيد ولن يخدم فلذات اكبادكم فمهما نهبت وسافرت واستمتعت بأيام من حياتك فسوف تظل بدون وطن والذي يعرف حقيقة واهمية الوطن هم فقط من يضحي بالغالي والنفيس من اجله. الحضرمي اليوم الحضرمي اليوم