GMT 9:30 2014 الأربعاء 22 يناير GMT 9:35 2014 الأربعاء 22 يناير :آخر تحديث * صورة للموسيقار مع فريق عمل الأغنية تنفرد إيلاف بكواليس تسجيل عمل فني متفرد وجميل بعنوان " من لون جرحك" للموسيقار ملحم بركات، يعتبره رد جميل منه للشام وأهلها الذين إحتضنوه لمدة 14 عاماً هي مدة إقامته فيها هرباً من الحرب اللبنانية. بيروت: في إستوديو طوني سابا كان الموعد مع الموسيقار ملحم بركات حيث كان منهمكاً لساعات قبلها بتسجيل عمل فني حساس ومختلف يريد إهدائه للشام المدينة التي احتضنته على مدار 14 عاماً إبان الحرب اللبنانية، حيث عمل، ونجح، وإشتهر، وأنطلق من هناك، وهذا أقل شيء يمكن أن يقدمه رداً لجميل هذه المدينة العريقة والعظيمة عليه. ملحم عبر لنا عن عشقه لسوريا وأهلها، وروى بإنفعال غضبه من مشاهد الفتل العشوائي الذي يسقط ضحيته الأطفال والأبرياء، ويوضح:" هذه الأغنية ليست لأحد، لا نظام ولا معارضة، هي مهداة مني لأهل الشام، للناس، ضحايا هذا الصراع المأساوي". وعندما سألناه لماذا بعد عامين ونيف من الأزمة، لم إختار هذا التوقيت بالذات؟ قال:" عندي شاليه في منطقة جونية وكنت متواجداً فيه، وخرجت لأتمشى في يوم من الأيام، فأستوقفتني عائلة سورية، وبعد السلام والتحية، وبعد أن عبروا عن محبتهم وإعجابهم، بادروني بسؤال آلمني: ليه تاركنا؟ ليه ما عم تغني وجعنا؟". ويضيف بتأثر: " شعرت لحظتها بأنني بحاجة بالفعل لإنجاز عمل كهذا، هي صرخة علها تصل لكل الأطراف: أهالي الشام، أطفالها، شهدائها، والمسؤولين عن إراقة كل هذه الدماء علهم يرتدعون". ويضع الموسيقار أمله في نجاح "جنيف 2"، ليتوقف الدمار ونزيف الدم. فلابد من حل، فلا يمكن لهذا الحال أن يستمر أكثر من ذلك". طلبنا منه الإستماع للعمل، فأبدى حماسته، لكنه طلب من الجميع إغلاق هواتفهم المحمولة وعدم تسجيل أي شيء، وإمتثل له الحاضرين. شعرنا أنه يريد إختبار تأثيرالأغنية على المستمع العادي، وكان في الإستوديو ضيوف للموزع طوني سابا من بينهم الشاعرة السعودية سارة الهاجري، وسيدتين من سوريا، لم تتمالكا نفسيهما وأنهمرت دموعهما مع تدفق الموسيقى العبقرية لملحم بركات وصوته المؤثر، والكالمات الرائعة لنزار فرنسيس، والتوزيع الأوركسترالي للمبدع طوني سابا. شعر ملحم بالحرج عندما شاهد دموعهما، وشعرنا بأنه أدرك بأن رسالته وصلت، عندما إنتهت الأغنية قامت السيدتان وغمرتاه شكراً لأنه قال كل ما يجيش في الصدور من خلال هذه القطعة الفنية المبهرة. فهو عمل يؤلمك، يحرك مشاعرك، تشعر فيه بصدق كل من عمل عليه، لاشيء فيه مسلوق أو تجاري، أو مستهلك، رفض الموسيقار وصفه بالأوبريت، فهو أقرب لسمفونية مغناة. وهنا سألناه: متى سيصدر؟ فرد بأنه ينتظر الإنتهاء من بعض الأمور الفنية، ثم عاد وسأل بتردد هل أنتظر نتيجة جنيف 2؟ فقلنا له بأن وقتها الآن، والحاجة إليها الآن، لا تؤجلها ولا تتردد. طلبنا كلمات الأغنية لننشرها لكن قوبل طلبنا بالرفض، فالموسيقار لا يريد تسريب أي شيء عن العمل قبل أن يكتمل، لذا سنكتفي بمطلعها الذي يعبر عن روحية الأغنية التي تقطر قوة وأملاً وشموخاً: "يا شام جبينك ما بينطال". ايلاف