عقيل الحلالي (صنعاء)- أكدت دول الخليج العربية أمس الأربعاء استمرارها في دعم ورعاية «العملية الانتقالية القائمة في اليمن» الذي يحتفل السبت المقبل بإنهاء عشرة شهور من مفاوضات الحوار الوطني التي بدأت في صنعاء منتصف مارس العام الماضي كأهم خطوة في عملية انتقال السلطة بموجب خارطة طريق قدمتها الدول الخليجية أواخر نوفمبر 2011. وتفضي مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، التي أقرها أمس الأول 565 متحاورا من ثمانية مكونات رئيسية غير متجانسة، إلى صياغة دستور جديد للبلاد، وإعلان نظام اتحادي متعدد الأقاليم لكسب ود الجماعات الانفصالية في الجنوب ومعالجة المشكلات الرئيسية في هذا البلد المضطرب منذ سنوات. واعتبرت بعثة دول مجلس التعاون الخليجي في صنعاء، في بيان أصدرته أمس الأربعاء، حالة «التوافق الوطني» التي شهدتها الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني يوم الثلاثاء بحضور الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، بأنها «تجسيد لحالة الاصطفاف الوطني المعبر عن الإرادة الجماعية لكافة مكونات المجتمع اليمني في تجاوز الصعوبات والتحديات» بعد أن كان اليمنيون في عام 2011 على شفير حرب أهلية بسبب تفاقم الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأشادت البعثة ب«النجاح الذي رافق اختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني»، وتوافق جميع مكونات الحوار الوطني على البيان الختامي والوثيقة النهائية لضمانات تنفيذ مخرجات المؤتمر، معبرة عن تهاني ومباركة الأمين العام لمجلس التعاون، عبداللطيف الزياني، «الإنجاز التاريخي الذي تحقق بنجاح مؤتمر الحوار». واعتبر الزياني، حسب البيان، التوافق الوطني على مخرجات مؤتمر الحوار «انتصارا لخيارات الشعب اليمني في صناعة مفردات مستقبله الواعد وبناء الدولة اليمنية الحديثة». وأكد البيان أن دول مجلس التعاون الخليجي «ستواصل دعمها ورعايتها للعملية الانتقالية القائمة في اليمن»، وأنها ستساند الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي «للوصول باليمن إلى الاستقرار المنشود». ونصت الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار اليمني على تمديد ولاية الرئيس الانتقالي منصور هادي المنتهية في 21 فبراير المقبل، لحين «تنصيب الرئيس المنتخب وفق الدستور الجديد». وذكر بيان بعثة دول مجلس التعاون الخليجي أن دول المجلس «ستشارك بتمثيل سياسي ودبلوماسي رفيع المستوى في حفل اختتام مؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد في ال 25 من شهر يناير الجاري»، معبرا في الوقت ذاته عن ادانة واستنكار دول الخليج العربية «لجرائم الاغتيالات المتكررة والآثمة التي شهدها اليمن»، وكان آخرها اغتيال عضو مؤتمر الحوار عن جماعة الحوثيين الشيعية، أحمد شرف الدين، أمس الأول في العاصمة صنعاء. وأكد البيان أن «هذه الجرائم البشعة والآثمة لن تثني الشعب اليمني ومكوناته الممثلة في مؤتمر الحوار الوطني عن المضي بخطوات ثابتة نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة، والالتفاف حول مخرجات الحوار وتنفيذها». وإلى جانب دول الخليج العربية، تشرف الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي على عملية انتقال السلطة في اليمن التي تنحى بموجبها الرئيس السابق بعد قرابة 34 عاما من السلطة، وشكلت انموذجا فريدا للتحول السياسي في المنطقة التي شهدت في 2011 موجات احتجاج شعبي أسقطت أنظمة ديكتاتورية في بلدان عربية. ... المزيد الاتحاد الاماراتية