القاهرة - وكالات - قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر تفويض وزير الدفاع، المشير عبدالفتاح السيسي، بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، في وقت لم يعلن فيه القائد العام للجيش موقفه رسمياً بشأن الترشح للانتخابات المقرر إجراؤها خلال الشهور الثلاثة القادمة.وخلال اجتماع عقده المجلس العسكري ظهر امس برئاسة السيسي، انتهى المجلس إلى تفويض السيسي بالترشح للانتخابات الرئاسية، وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن قرار التفويض جاء بإجماع أعضاء المجلس، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي.ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع قوله إنه جرى خلال الاجتماع بحث الأوضاع في البلاد، مشيراً إلى أن وزير الدفاع شرح "الموقف العام للدولة"، خلال الاجتماع، الذي جاء بعد قليل من إصدار الرئيس "المؤقت"، عدلي منصور، قراراً بترقية السيسي من رتبة "فريق أول" إلى رتبة "مشير." وذكر المصدر، الذي لم تكشف الوكالة الرسمية عن هويته، أنه من المقرر أن يعلن وزير الدفاع موقفه النهائي للشعب خلال ساعات، بشأن الترشح للانتخابات الرئاسية، لافتاً إلى أنه من المقرر أن يتم فتح باب الترشيح للانتخابات يوم 18 فبرايرالمقبل.ويتعين على السيسي، في حالة إذا ما قرر الترشح للانتخابات الرئاسية، تقديم استقالته من منصبه العسكري، بما يسمح بقيد اسمه في جداول الناخبين، قبل الموعد الذي ستحدده اللجنة العليا للانتخابات لفتح باب الترشيح لانتخابات رئاسة الجمهورية.وفي وقت سابق امس، أصدر الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور الاثنين قرارا بترقية السيسي، إلى رتبة مشير، حسب ما أفاد التلفزيون الرسمي، وهي أعلى رتبة في الجيش المصري.وقالت الرئاسة في بيان إن منصور "أصدر قرارا جمهوريا بترقية السيد الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، لرتبة المشير". جاء قرار الرئيس المؤقت وسط توقعات بأن السيسي سيستقيل من منصبه ليخوض الانتخابات الرئاسية. ولم يعلن السيسي بعد عن نواياه بالترشح إلا أنه يحظى بشعبية واسعة في أوساط العديد من المصريين.ويرأس المجلس الأعلى في الوقت الراهن المشير السيسي الذي خلف المشير طنطاوي في وزارة الدفاع عندما أحاله مرسي على التقاعد صيف 2012 .وفي حال وافق السيسي على الترشح للرئاسة فمن شبه المؤكد أن يفوز بها حيث إنه يحظى بشعبية جارفة منذ أن عزل الجيش الرئيس محمد مرسي في يوليو الماضي. وكان الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور، قد أصدر مساء امس الاول، قراراً يقضي بالتحضير للانتخابات الرئاسية خلال فترة تمتد بين 30 و90 يوماً. وذكر التلفزيون المصري، أن الرئيس منصور، أصدر القرار بقانون رقم 10، وينص على أن "تبدأ لجنة الانتخابات الرئاسية باتخاذ إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية خلال مدة لا تقل عن ثلاثين يوماً ولا تجاوز تسعين يوماً من تاريخ العمل بالدستور، وذلك وفقاً لأحكام المادتين 228 و230 من الدستور الجديد، الصادر في 18 يناير سنة 2014". و قال محلل سياسي مصري، إن ترقية السيسي إلى رتبة المشير لا ترتبط بالعملية السياسية في البلاد أو ترشّحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان، إن "عملية الترقيات في الجيش المصري بما فيها الترقية لأرفع رتبة وهي رتبة المشير، تمثِّل شأناً عسكرياً محضاً لا علاقة له بالشأن السياسي"، موضحاً أنه "وإن كانت جميع المؤشرات تدل على أن المشير السيسي يعتزم الترشّح للانتخابات الرئاسية المقبلة إلا أن ترقيته لا ترتبط بالترشّح". وأوضح عودة أن من يحمل رتبة مشير ليس بالضرورة من انتصر في معركة حربية، ولكن كذلك كل من تمكَّن من إنهاء مشكلات ضخمة أو اضطرابات عنيفة في بلاده على نحو ما حدث حينما ترقى وزير الدفاع الأسبق عبد الحليم أبو غزالة، إلى رتبة المشير في الثمانينات من القرن الماضي. وأضاف أن السيسي "استحق رتبة المشير بوقوف الجيش مع ثورة الشعب لإسقاط نظام الإخوان المسلمين في 30 يونيو 2013". من جانبها، وصفت جماعة الإخوان المسلمين قرار تقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية بأنه قرار باطل، وقالت الجماعة -في بيان- إن الدافع وراء ذلك هو "هوس السيسي بمنصب الرئاسة ولهفته له".كما وصف بيان الإخوان الرئيس المؤقت عدلي منصور بأنه معين بالباطل.وأصدر التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، بياناً دعا فيه إلى يوم ثوري مهيب في ذكرى جمعة الغضب، وإلى الاحتشاد لدعم صمود الرئيس الشرعي المنتخب، على حد تعبيره.فيما دعا حزب التحالف الشعبي الاشتراكي المؤيد لخريطة الطريق، إلى إقالة وزير الداخلية محمد إبراهيم، بعد أحداث العنف التي واكبت ذكرى ثورة25 . جريدة الراية القطرية