صحف الإمارات / افتتاحيات. أبوظبي في 28 يناير/ وام / اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بالأزمات والتحديات التي تواجهها ليبيا و فشل الحكومة في السيطرة على الوضع الأمني إضافة إلى المفاوضات بين النظام السوري و المعارضة في مونترو وجنيف والمنتظر منها. وتحت عنوان " ليبيا والدولة الفاشلة " قالت صحيفة " الخليج " إن ليبيا تنتقل من أزمة إلى أزمة كأنها دخلت في متاهة بات الخروج منها مستحيلا فلا الحكومة قادرة على إثبات وجودها ولا المؤتمر الوطني بات بإمكانه السيطرة على الوضع . وأضافت أن الوضع الليبي صار ينطبق عليه قول الشاعر " تكسرت النصال على النصال" فالسلطة التنفيذية مفككة وضعيفة وإذا اتخذت قرارا سرعان ما يظهر عجزها وتبدو كأنها على ورق والمؤتمر الوطني المنتخب صار هو الآخر في خبر كان ولا يستطيع الحل أو الربط . وأشارت إلى أنه فبعد حادثة اختطاف الدبلوماسيين المصريين مؤخرا يتبدى الاهتراء في المؤسسات الليبية وعدم القدرة حتى على حماية البعثات الدبلوماسية فضلا عن مواطنيها ومسؤوليها ومن بينهم رئيس الوزراء الذي تعرض هو نفسه للخطف إضافة إلى عمليات الاغتيال المنظمة التي تتم في وضح النهار لكبار الضباط والمسؤولين الأمنيين الذين باتوا غير قادرين حتى على حماية أنفسهم . ونوهت بأنه إذا أضفنا إلى كل ذلك سيطرة الميليشيات والقبائل على مؤسسات رسمية وحقول وموانئ نفطية ووضع اليد على مدن ومناطق وما يرافقها من دعوات لإقامة كيانات مستقلة سرعان ما ندرك كم هذا البلد ينحدر بسرعة إلى الفشل السياسي والأمني والاقتصادي بحيث يمكن أن يدرج كدولة فاشلة بامتياز تفقد كل سمات الدولة . وقال إن الشعب الليبي يعيش مأساة حقيقية تتعلق بوجوده وكينونته كأنه بات متروكا ومهملا على قارعة الطريق لكل ما هب ودب من قطاع طرق وميليشيات مستقلة . وأكدت أنه إذا كان لابد من مسؤولية إزاء هذا الوضع الكارثي للشعب الليبي فهي مسؤولية تلك الدول التي ادعت تحريره وجلب الديمقراطية إليه وإخراجه من قبضة الدكتاتورية والاستبداد لتضعه في هذا النفق المظلم الذي لا نهاية له على ما يبدو .. مشيرة إلى أنه هذه الدول تقف الآن تتفرج على هذه المأساة كما تتفرج على مآسي عرب آخرين ليسوا أحسن حظا من ليبيا . وتساءلت " الخليج " في ختام افتتاحيتها..هل الشعوب العربية التي كانت تطمح إلى ربيع عربي حقيقي مطلوب منها أن تدفع هذا الثمن الغالي عقابا لها. من جانبها أكدت صحيفة " البيان " إن انطلاق المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في مونترو وجنيف بسويسرا بعثت نفحة من الأمل عند السوريين الذين عانوا ولايزالون يعانون من ويلات حرب أهلية مدمرة أكلت الأخضر واليابس وتكاد تقضي على مرتكزات الدولة والمجتمع. وتحت عنوان " أمل جنيف " أضافت أنه بات واضحا بعد أن مضت أعوام ثلاثة على انطلاق الثورة السورية أن لا أحد منتصر في هذه الحرب عسكريا وأن كل يوم يمضي يمثل خسارة صافية للسوريين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم ولذلك فإن المفاوضات الجارية تحظى بدعم شعبي كبير لم يكن أحد يتوقعه وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على رغبة عارمة من قبل السوريين في وضع حد لمأساتهم التي طالت واستطالت أكثر مما يحتملون. أوضحت أنه يبدو أن وفد النظام وعن سابق إصرار وترصد يحاول تمييع هذه المفاوضات وإغراقها في التفاصيل بغية إبعادها عن هدفها الرئيس وهو إيجاد حكومة انتقالية تقود البلاد إلى بر الأمان وتضمن انتقالا سلميا للسلطة يحفظ الدولة السورية من الضياع والتشرذم والغرق في متاهات الفشل. وأشارت إلى أن هذه التفاصيل هي من مستلزمات بناء الثقة في أي حوار.. فليس من المقبول تحويل الأزمة الإنسانية وحرب التجويع التي تخاض ضد الأحياء والمدن الثائرة إلى ورقة تفاوضية أو موضوع مساومة سياسية فهذه جريمة حرب لا ينبغي أن تمر هكذا دون حساب. وطالبت الدول الراعية لهذه المفاوضات وعلى رأسها الولاياتالمتحدة الأميركية وروسيا بإعادة الأمور إلى نصابها والتركيز على موضوع الحكومة الانتقالية من خلال جدول ومدى زمني محدد وليس ترك الأمور على الغارب دون جدول محدد أو حتى جدول أعمال يلتزم به الطرفان. وشددت على أن مسؤولية إنجاح " جنيف - 2 " مسؤولية أممية ولذلك يجب العمل بشكل جدي على جدول أعمال واضح ومحدد ضمن أفق معقول وعدم السماح لأي طرف بأن يتخذ المفاوضات وسيلة لقتل الوقت وعدم تحقيق تقدم على الأرض بغية إضعاف الخصم والإجهاز عليه وتحقيق انتصار عسكري موهوم. وأكدت " البيان " في ختام افتتاحيتها أنه لا بد من دور أكبر لرعاة هذا المؤتمر وعدم ترك الأمور دون ضوابط فالشعب السوري بحاجة إلى بارقة أمل في نهاية هذا النفق الطويل الذي طال أكثر من اللازم. وحول نفس الموضوع قالت صحيفة " الوطن " إنه لاتزال مباحثات جنيف حول الأزمة السورية تتواصل وهي محط أنظار العالم ومتابعته الحثيثة إن عبر السياسيين أو وسائل الإعلام التي تواصل البحث عن أي معلومات حول ماهية المفاوضات الدائرة بين الوفد الحكومي السوري الذي يقوده وزير الخارجية وليد المعلم وبين وفد الائتلاف السوري المعارض الذي يترأسه أحمد الجربا. وتحت عنوان " جنيف 2..إنسانيا وسياسيا " أضافت أنه بعد أن افتتح المؤتمر بحضور/ 40 / وزير خارجية حول العالم بدت الكلمات النارية لرؤساء الوفود وكأنها ترسم نهاية مبكرة لمؤتمر حمل القليل من الأمل والكثير من عدم التعويل على نتائج مرجوة لأسباب كثيرة ليس أولها الواقع على الأرض ولا آخرها الخطاب السياسي للاعبين الكبار وخاصة واشنطن وموسكو والذي بدا ذاته دون تغيير فضلا عن التصريحات الجانبية حول الأزمة السورية المتفاقمة منذ ثلاث سنوات دون أمل كبير بأي تقدم يضع حدا للحرب المجنونة التي تنكب السوريين على مدار الساعة فضلا عن شروط ذكرت وسائل الإعلام إن عدم جلوس الوفدين على طاولة واحدة وضرورة حصر المفاوضات عبر الأخضر الإبراهيمي بطريقة الوسيط بحيث يسمع من طرف وينقل للآخر وهكذا وهو مارفض من قبل جهة ثانية وهكذا. وأوضحت أن الكم الهائل من التشاؤم والذي رافق انطلاق المؤتمر وحتى قبل بدايته كان مرده التفسيرات المتناقضة لمؤتمر " جنيف 1 " والذي ينص على سلطة انتقالية كاملة الصلاحيات بحيث فسرته المعارضة بأنه يعني انعدام أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في حين اعتبرت دمشق أن الرئيس والنظام خطوط حمراء غير قابلة للمناقشة حتى وهو ما ألقى حيزا كبيرا من التشاؤم وتوقع الكثير من المتابعين إعلان انتهاء المؤتمر قبل أن تبدأ المفاوضات حتى. وأشارت إلى أن هذه العقدة الخطرة تم تجاوزها بالاتفاق على البدء بمناقشة أمور يطغى عليها الجانب الإنساني مثل فك الحصار عن المدنيين في مناطق عدة وإيصال المساعدات الإنسانية للمنكوبين فضلا عن قضية المعتقلين وهي قضايا بمجملها باتت تهم شريحة واسعة جدا من السوريين ولاعتبارات إنسانية بحتة بغض النظر عن الملف السياسي وهي لا تتضارب ولا يطغى عليها التحايل وسراديب السياسة المتشابكة وتحالفاتها وألاعيبها وحتى عفنها. وأوضحت أنه هنا لو تم التوافق على أبسط الحدود فهذا يعني خطوات إيجابية تنعكس على السوري البسيط الذي يدفع ثمنا لا ذنب له فيه كإخراج النساء والأطفال من "حمص القديمة والباغ عددهم قرابة ألف و/ 300 / مدني والذي يفترض أن يكون قد انتهى أمس بعد حصار دام أكثر من / 500 / يوم. وقالت إن نفس الأمر يمكن أن ينسحب على إغاثة مناطق ثانية ومثل هذه التوافقات التي يمكن أن يتم التوصل إليها برعاية الإبراهيمي يمكن أن تكون نتيجتها إيجابية في الداخل السوري حتى لو بقي الخلاف السياسي على أشده وحتى لو بقيت الصورة العامة لأي توافق سياسية بعيدة يبقى التخفيف من معاناة وعذابات الشعب السوري الذي يعاني أقسى واكبر نكبة يعيشها شعب منذ عقود خطوة بناءة ومن هنا فإن كل ما من شأنه إنجاح حل أو مسعى يكون جانبه الرئيسي إنسانيا بحتا ويأخذ في الاعتبار المعاناة التي لم تعد تحتمل يجب أن يكون محط مباركة وتأييد الجميع من الجهات المعنية مباشرة بما فيهم اللاعبين الكبار وبأسرع وقت ممكن. خلا / دن / زا /. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/دن/ز ا وكالة الانباء الاماراتية