اختتمت أعمال مؤتمر "جنيف 2" الهادف إلى إيجاد حل للأزمة السورية، أمس، في مدينة مونترو السويسرية، الذي ترأس وفد الدولة إليه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وشاركت فيه وفود من 40 دولة، بوضع الكرة في ملعب الطرفين السوريين المتصارعين، اللذين سيبدآن اعتباراً من اليوم الخميس اجتماعات تحت إشراف المبعوث الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي قد تستمر بضعة أيام للاتفاق على صيغة للحل السياسي، بعدما شهد الاجتماع توترات وحرباً كلامية دارت رحاها بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي صعّد ضد المعارضة وأطلق الاتهامات ضدها وضد دول غربية وعربية، ووزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس اللذين حملا بشدة على كلمته، وأكدا أن لا مستقبل للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، الأمر الذي حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إزاءه من محاولات تفسير بيان "جنيف 1" في غير سياقه، فيما طالب رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا ممثلي النظام بالتوقيع فوراً على اتفاق الانتقال السياسي، واستبعد وجود شريك حقيقي . ودعا أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون السوريين إلى إجراء مفاوضات من أجل التوصل إلى "نهاية فورية" للنزاع، وقال في ختام المؤتمر إن "هدفنا هو أن نبعث برسالة إلى الوفدين السوريين وإلى الشعب السوري لنقول لهم إن العالم يريد نهاية فورية للنزاع، هذا كثير، لقد طفح الكيل، وحان الوقت لإجراء مفاوضات"، وأضاف "يجب أن نغتنم هذه الفرصة الهشة"، وأكد "لا أحد يقلل من شأن المهمة"، وأعلن في إشارة إلى موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الجالس إلى جانبه "إنها المرة الأولى التي نجمعهم فيها، يجب أن نشجع الطرفين على التحادث معاً في أقرب فرصة، أنا على ثقة بأن مواهب الإبراهيمي ستؤدي إلى جلوسهم حول هذه الطاولة"، وأكد أنه حث الحكومة السورية على الإفراج عن معتقلين كإجراء لبناء الثقة . وأعلن الإبراهيمي أنه سيلتقي اليوم الخميس، طرفي النزاع لبحث المرحلة المقبلة من المفاوضات، وقال "سألتقي بهم على انفراد وسنرى ما هي الطريقة الفضلى للمضي قدماً"، وأضاف "هل سنجتمع في قاعة واحدة ونبدأ المباحثات أو سنتحادث بشكل منفصل قبيل ذلك؟ لا أعرف بعد"، وتابع أن طرفي الصراع مستعدان لمناقشة تبادل السجناء وتحسين وصول المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار بمناطق . وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن وفدي الحكومة والمعارضة السورية قالا إنهما سيشاركان في محادثات مباشرة غداً الجمعة، وإنهما يجب أن يبدآ إجراءات بناء الثقة، وأضاف أنه أجرى محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وزعيم المعارضة السورية أحمد الجربا، وحث المعارضة ومؤيديها على عدم التركيز بصورة حصرية على تغيير القيادة في دمشق، وتابع إن من المتوقع أن تستمر المحادثات أسبوعاً قبل فترة توقف وجولة ثانية . وتحولت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إلى ساحة لحرب كلامية بين ممثلي النظام السوري والمعارضة ووزراء خارجية دول عدة على رأسهم الوزير الأمريكي جون كيري، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعدما أطلق وزير الخارجية السوري وليد المعلم جملة من المواقف والاتهامات التي طالت المعارضة وداعميها الغربيين والعرب، وهاجم أدوار الكثير من الدول، الأمر الذي استدعى ردوداً منددة حملت بشدة على كلامه، وعادت إلى الواجهة المواجهة "الكلاسيكية" بين واشنطن ودول غربية التي أكدت ضرورة تنفيذ بيان "جنيف 1" القاضي بتشكيل سلطة انتقالية من دون الرئيس السوري بشار الأسد، وبين لافروف الذي تصدى بالتحذير من تأويل بيان جنيف . ووجهت القوى الكبرى دعوة للنظام والمعارضة إلى اقتناص "الفرصة التاريخية" لإنهاء النزاع، وقال كي مون في خطابه الافتتاحي "إن هذا المؤتمر يشكل فرصة لتظهروا وحدتكم" . الخليج الامارتية