ألغى البرلمان الأوكراني أمس، القوانين الصارمة التي تمنع التظاهر وأدت إلى تكثيف الحركة الاحتجاجية المؤيدة لأوروبا، فيما قدم رئيس الوزراء الأوكراني، نيكولاي آزاروف، استقالته من منصبه، وعقدت في بروكسل قمة روسية أوروبية مصغرة لبحث الأزمة، بينما دعت واشنطن الرئيس الأوكراني للعمل مع المعارضة . وصوّت 361 نائباً في مجلس النواب الأوكراني من أصل 412 حضروا الجلسة الطارئة التي دعا الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش إلى عقدها أمس، لمصلحة إلغاء 9 قوانين من حزمة التشريعات التي تبناها المجلس في 16 يناير/كانون الثاني . وصوّت نائبان ضد إلغاء القوانين، فيما امتنع 49 نائباً عن التصويت . وكان معظم هذه القوانين يتعلق بتشديد قواعد تنظيم المظاهرات، كما أنها تنص على المساءلة القانونية على نشر تهديدات للسلطة على شبكة الإنترنت . ويأتي إلغاء القوانين في إطار الاتفاق الذي توصّل إليه الرئيس الأوكراني مع زعماء المعارضة الليلة قبل الماضية . وقد تعهّدت السلطة إضافة إلى إلغاء القوانين المذكورة، بالإفراج عن المعتقلين في حال انسحاب المتظاهرين من المباني الرسمية والطرق التي سيطروا عليها . وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني، نيكولاي آزاروف، أمس استقالته من منصبه . وقال آزاروف، إن استقالته تأتي من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة السياسية في البلاد . وأضاف "قرّرت شخصياً تقديم طلب الاستقالة من منصب رئيس وزراء أوكرانيا إلى الرئيس الأوكراني من أجل توفير إمكانات إضافية لإيجاد حل وسط سياسي وتسوية الأزمة سلمياً" . وجاء إعلان استقالة آزاروف، في بيان نشر على الموقع الرسمي لمجلس الوزراء الأوكراني وتناقلته وسائل إعلام أوكرانية . في غضون ذلك، وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بروكسل لعقد قمة قصيرة مع الاتحاد الأوروبي يرجح أن يسودها التوتر في أوج الأزمة في أوكرانيا . واستقبل رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية جوزيه مانويل باروزو بوتين الذي يرافقه في رحلته وزير الخارجية سيرغي لافروف . وبدلاً من أن تستمر ليوم ونصف اليوم، كما حصل في السنوات السابقة، خفضت هذه القمة الثانية والثلاثين بين الاتحاد الأوروبي وروسيا إلى الحد الأدنى مع اجتماع يستغرق ساعتين ونصف الساعة . وكان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اتصال هاتفي الليلة قبل الماضية دعا الرئيس الأوكراني فيكتور أيانوكوفيتش إلى سحب قوة شرطة مكافحة الشغب والعمل مع المعارضة من اجل تخفيف التوتر . وحذر بايدن أيضاً الرئيس الأوكراني من أن "إعلان حالة الطوارئ أو اتخاذ أي إجراء أمني آخر يكون قاسياً لن يكون إلا تصعيداً للوضع وتقليصاً للمساحة من أجل إيجاد حل سلمي" للأزمة، حسب ما أعلن البيت الأبيض في بيان . وحث بايدن الحكومة الأوكرانية على اتخاذ "إجراءات ملموسة" خلال جلسة البرلمان "من أجل الرد على الهواجس المشروعة للشعب الأوكراني من خلال تعديل خصوصاً القوانين غير الديمقراطية التي تم التصويت عليها في 16 يناير/كانون الثاني" التي تنص على فرض عقوبات تصل حتى السجن لمعظم أشكال المظاهرات . (وكالات) الخليج الامارتية