منح العميد أحمد علي عبدالله صالح حصانة دبلوماسية روسية..اليك الحقيقة    عيدروس الزبيدي يتوعد الحكومة بقلب الطاولة ويصدر توجيهات عاجلة لوزراء الانتقالي بعد انهيار العملة    الحكم بالإعدام على قيادات في الشرعية بالعاصمة المؤقتة عدن (الأسماء)    عاجل: مجزرة جديدة بحق النازحين في رفح وعشرات الشهداء والجرحى "فيديو"    عاجل: قصف يستهدف سفينة جديدة غربي الحديدة بالبحر الأحمر وإعلان بريطاني بشأنه    فلكي يمني يحدد موعد أول أيام عيد الأضحى المبارك وبداية أيام العشر    المنتخب الوطني الأول يواصل تحضيراته في الدمام استعداداً للتصفيات الآسيوية المزدوجة    الوحدة التنفيذية : 4500 شخص نزحوا من منازلهم خلال الربع الأول من العام الجاري    الزُبيدي يؤكد على أهمية المخيمات الصيفية لخلق جيل مناهض للفكر الحوثي    مارسيليا يسعى إلى التعاقد مع مدرب بورتو البرتغالي    نقل مراكز البنوك إلى عدن (المخاطر والتحديات)؟!    بعد تجريف الوسط الأكاديمي.... انتزِعوا لنا الجامعات من بلعوم السلفيات    ياوزير الشباب .. "قفل البزبوز"    بحضور القاسمي ... الاتحاد العربي للدراجات يعقد الاجتماع الأول لمكتبه التنفيذي الجمعة المقبل بالقاهرة    وزير الإعلام: مليشيا الحوثي تواصل استغلال مأساة المخفيين قسراً للمزايدة السياسية    انعقاد جلسة مباحثات يمنية - صينية لبحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها    سد مارب يبتلع طفلًا في عمر الزهور .. بعد أسابيع من مصرع فتاة بالطريقة ذاتها    إثارة الخلافات وتعميق الصراع.. كيف تعمل مليشيا الحوثي على تفتيت القبيلة اليمنية؟    ''بيارة'' تبتلع سيارتين في صنعاء .. ونجاة عدد من المواطنين من موت محقق    غرامة 50 ألف ريال والترحيل.. الأمن العام السعودي يحذر الوافدين من هذا الفعل    هل رضخت الشرعية؟ تفاهمات شفوية تنهي أزمة ''طيران اليمنية'' وبدء تسيير رحلات الحجاج عبر مطار صنعاء    انطلاق أولى رحلات الحج عبر مطار صنعاء.. والإعلان عن طريقة الحصول على تذاكر السفر    شاهد .. وزير الزراعة الحوثي يعترف بمجلس النواب بإدخال الحوثيين للمبيدات الإسرائيلية المحظورة (فيديو)    استعدادات الأمة الإسلامية للعشر الأوائل من ذي الحجة وفضل الأعمال فيها    باصات كثيرة في منتدى الأحلام    احترموا القضاء والقضاة    بن مبارك في دبي للنزهة والتسوق والمشاركة في ندوة إعلامية فقط    أكاديمي سعودي: التطبيع المجاني ل7 دول عربية مع إسرائيل جعلها تتفرعن    برشلونة تودع تشافي: أسطورةٌ تبحث عن تحديات جديدة وآفاقٍ أوسع    الإعلان عن تسعيرة جديدة للبنزين في عدن(السعر الجديد)    بوخوم يقلب الطاولة على دوسلدورف ويضمن مكانه في البوندسليغا    إنجاز غير مسبوق في كرة القدم.. رونالدو لاعب النصر يحطم رقما قياسيا في الدوري السعودي (فيديو)    العكفة.. زنوج المنزل    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    استشهاد جندي مصري في الحدود مع غزة والقاهرة تحذر من المساس بأمنها    الوزير الزعوري يلتقي رئيس هيئة التدريب والتأهيل بالإنتقالي ورئيس الإتحاد الزراعي الجنوبي    استقرار أسعار النفط مع ترقب الأسواق لاجتماع مجموعة "أوبك بلس"    تدشين دورة إدارة البحوث والتطوير لموظفي وموظفات «كاك بنك»    8200 يمني سيغادرن من مطار صنعاء الى الأرضي السعودية فجر غدا الثلاثاء أقرأ السبب    معالي وزير الصحة يُشارك في الدورة ال60 لمؤتمر وزراء الصحة العرب بجنيف    مغادرة أول دفعة من الحجاج جواً عبر مطار عدن الدولي    ''زيارة إلى اليمن'': بوحٌ سينمائي مطلوب    محرقة الخيام.. عشرات الشهداء والجرحى بمجزرة مروعة للاحتلال في رفح    شيفرة دافنشي.. الفلسفة، الفكر، التاريخ    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    شاهد: فضيحة فيسبوك تهزّ منزل يمني: زوجة تكتشف زواج زوجها سراً عبر المنصة!    مارب.. افتتاح مدرسة طاووس بن كيسان بدعم كويتي    أولويات الكبار وميادين الصدق    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    الثاني خلال أسبوع.. وفاة مواطن نتيجة خطأ طبي خلال عملية جراحية في أحد مستشفيات إب    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقالات تستعيد مواقف د . عبدالله عمران
نشر في الجنوب ميديا يوم 30 - 01 - 2014

تخلد المواقف والإنجازات أصحابها بعد الرحيل . . وبعيداً عن الإنجازات الكثيرة للمغفور له بإذن الله تعالى الدكتور عبدالله عمران تريم كانت مواقفه تنبع من عقل وقلب كاتب مهموم بقضايا الأمة العربية، وفخور بإنجازات الإمارات التي عاش بها ولها .
وعلى هذه الصفحة نعيد نشر بعض من مقالاته لنستعيد وإياكم بعضاً من مواقفه النابضة بقلب إماراتي عربي يتسع ويستوعب العالم من حوله .
آخر ما كتبه الراحل
بيت واحد . . قلب واحد
كذا تحولت قلوب شعب الإمارات إلى قلب واحد بدعاء واحد: كلنا الإمارات، وكلنا خليفة . حفظ الله خليفة .
هو شعور شعبنا الحقيقي والتلقائي، وإذا كان زمن الإماراتيين كله لحب الوطن والقائد والتعبير عن ذلك عملياً ومعنوياً، فإن الساعات القليلة التي تلت بيان وزارة شؤون الرئاسة حول نجاح عملية جراحية أجريت لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، دلت على مدى حب الشعب للقائد، واعتزازه بقيادة سموه، وتمسكه بنهج خليفة وأول عناوينه رشد الحكم .
تلك هي العلاقة المثالية بين أسعد شعب وقائده الملهم، فخليفة يحتل في الوجدان الجمعي لشعب الإمارات المكان الأرفع، وهم يعرفون منجزه التاريخي، منذ تولى مقاليد الرئاسة، ومنذ تمسك بنهج القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبنى من بعد على مرحلة التأسيس مرحلة التمكين، متوجهاً في قراراته ومبادراته إلى تحقيق مصلحة الإمارات وإنسان الإمارات، حتى أصبحت الدولة الأنموذج في تطبيق سياسة داخلية قائمة على تنمية مطوقة بالعدل والأمن، تتوازى مع سياسة خارجية مبنية على السعي إلى تعزيز التعاون الدولي بما يحقق مصلحة شعب الإمارات ومصالح الشعوب الشقيقة والصديقة .
شعب خليفة يلهج بحبه، وشعب الإمارات فريق عمل واحد، وقلب واحد: حفظ الله خليفة، وأدام على الإمارات نعمة الرفاه والعدل والأمن والاستقرار . بصوت واحد وقلب واحد، يحمد شعبنا ربه على سلامة القائد، سائلاً المولى العزيز أن يمن عليه بطول العمر في صحة وعافية، وأن يبقيه لوطنه وشعبه وأمته سنداً وذخراً .
شعب "البيت المتوحد" اليوم كما كل يوم، يلتف حول قائده، وكلمته واحدة، وطريقه واحد، بقلب واحد ودعاء واحد، حفظ الله خليفة عمراً مديداً، وسدد خطاه دائماً لما يحب ويرضى، نحو استكمال مشروعه الوطني النهضوي، والوصول بالإمارات وشعبها إلى مراتب أعلى وأعلى بكثير .
د . عبدالله عمران
26-01-2014
"الخليج" والوطن والأمة
اليوم العيد الأربعون ل"الخليج" صحيفة ومؤسسة ومنبر إشعاع وتنوير . تبلغ "الخليج" اليوم سنتها الأربعين وهي أكثر شباباً وحيوية، وأيضاً أكثر حماسة لنهجها الذي اختارته منذ الإصدار الأول سنة سبعين . أربعة عقود و"الخليج" في مقدم الصفوف، وفي أوج التقدم والازدهار . أربعة عقود من المسؤولية والحرية والمواكبة . أربعة عقود و"الخليج" ضمير الوطن والأمة، وصوت الإنسان العربي في كل مكان .
لكأن هذه الصحيفة الوجه الآخر لمسيرة الإمارات والوطن العربي في تاريخها المعاصر، والشاهد أنها ظلت المثال النادر للتفريق بين المبادئ والثوابت من جهة، والمتغيرات والمستجدات من جهة ثانية، وفي كل عملها الصحفي والفكري كانت تميز بين هذا وذاك، فتتفوق وتنتشر، ويتلهف على قراءتها المواطن العربي في الإمارات والخارج .
بعض إرهاصات الحراك الذي سبق قيام دولة الاتحاد هي، وتزامن إصدارها الأول مع تشكل الوعي بضرورة قيام دولة الإمارات، فأسهمت بدور فعال في التمهيد للتأسيس، ثم في تعزيز فكرة الاتحاد، والمطالبة باعتباره أولوية مطلقة، وبالتالي دعم مؤسساته بأسباب القوة، والبقاء، وتوضيح جهود الآباء المؤسسين الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد رحمهما الله والرجال الذين كانوا معهما .
راهنت "الخليج" على اتحاد الإمارات مصيراً واحداً، لا خياراً ضمن خيارات عدة، وتبلور ذلك في النوافذ التي فتحتها على "الوطن المنسي" وعلى الموقف الراسخ من الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبوموسى، فلم تتعامل مع قضية الجزر تعاملاً موسمياً، وإنما كان الفهم المتكامل للحق في عدالته، وفي ديمومة مشروعه وفكرته، ومن أجل ذلك، أنشأت إضافة إلى انشغالها الصحفي اليومي بتلك القضية، موقعاً إلكترونياً خاصاً بالجزر .
وقاومت "الخليج" الاستعمار في مختلف أشكاله وتوجهاته فتواصل موقفها من الاستعمار البريطاني للمنطقة بموقفها من كل استعمار واحتلال، ومن كل محاولة تمزيق أو تفتيت للوطن العربي أو لأي جزء عزيز منه .
"الخليج" أيضاً، ومنذ البواكير الأولى، بادرت إلى تبني عنوان المشاركة السياسية، وظلت تطرحه بوعي وحكمة وصبر، وهي ما زالت على مبدئها، تتطلع إلى يوم يتحقق فيه أمل شعبنا في مشاركة سياسية أوسع، وأقدر على إيصال صوت المواطن .
وتبنت عناوين وطنية كبرى من خلال الخبر والاستطلاع والتحقيق والحوار والندوة، ومن خلال افتتاحياتها المدوية بصدقها وتفردها، ومن تلك العناوين التي أصبحت تتردد اليوم على كل لسان، بل أصبحت جزءاً أصيلاً من الأدبيات السياسية للإمارات، عناوين "التركيبة السكانية المختلة" و"فوضى سوق العمل" و"التوطين" و"الهوية الوطنية"، وقضايا المناطق النائية وهمومها .
وكانت "الخليج" وستظل صوت فئات المجتمع من معلمين وأطباء ومهندسين وتجار ورجال قانون ومثقفين وغيرهم .
و"الخليج" للعروبة كما للوطن، وللدفاع المستميت عن المقدسات والأحلام، هي صحيفة فلسطين والعراق، وكل الوطن العربي، كما هي صحيفة الإمارات أساساً، وهي منبر حرية العرب . "الخليج" وهي تتناول القضايا العربية تتفاعل ولا تفتعل، وتعبر عن روحها وحسها ومنطقها بشكل تلقائي .
هذه هي "الخليج" التي لا تنسى اليوم، وهي تحتفل بعيدها الأربعين، مؤسسها الكبير الشقيق تريم عمران رحمه الله . لقد كان التحدي التمسك بالمبادئ التي غرسها الأستاذ، والعمل على تحقيق طموحاته غير المحدودة، سواء في حياته أو بعد غيابه، ومرة جديدة متجددة، فاليقين أن غياب تريم حضور مضاعف، وعهد يتجدد بأن تظل "الخليج" كما أسس وبذل وطور، وكما أراد لها صحيفة وطنية عربية في الصميم، وصحيفة لا تمنعها تقاليدها الراسخة عن التحديث والتفوق الدائمين .
د . عبدالله عمران
05-04-2010
زايد . . الرجل الذي صنع الفرق
يصر هذا الوطن، قيادة وشعباً، على إحياء ذكرى الراحل العزيز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كل عام، ويقرر أن تكون الذكرى أوسع وأعمق، عاماً بعد عام، بسبب أكيد من دواعي المشاعر والوجدان، وعلى أهمية ذلك، فإن دواعي المستقبل، ونحن بصدد الشيخ زايد، والدنا وقائدنا وحكيم العرب، أقوى في إثبات حججها والبراهين: القائد الرمز الشيخ زايد زعيم ورجل عظيم صنع الفرق في الإمارات والمنطقة، فنجح في نقل المنطقة من واقع التخلف والفرقة إلى آفاق خصبة من التنمية والتقدم ورفاه المواطن، وفي تذكر زايد الخير دائماً، واليوم خصوصاً، تصميم حقيقي على القيم التي جذرها في أرض الإمارات، وأولاها قيمة التشبث بروح الاتحاد، ومبدأ اعتبار الدولة الاتحادية والمؤسسة الاتحادية الهدف الأول والمطلق، على رأس الأهداف الوطنية التي هي روافد تصب في بحر المبدأ الكبير، وذلك نحو تكريس فكرة الاتحاد على الدوام .
هو "حب ووفاء لزايد العطاء" استناداً إلى ما تشي به الضمائر قبل الألسنة، ومن هنا انسجام شعار يوم زايد للعمل الإنساني مع مضمون المناسبة والذكرى والاحتفاء، ومن هنا تقدير وإشادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في جعل يوم العمل الإنساني متزامناً مع ذكرى رحيل أغلى الناس .
الإمارات في رحاب زايد، وفي حضوره رغم الغياب، سلسلة متواصلة من العطاء، ومن عناوين مضيئة تصطف معاً لتكون معالم هذه الدولة وهي تذهل، بمنجزها، العالم . لقد تحققت منذ الآباء المؤسسين، والشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد في الطليعة، نهضة لم تقم بالمال وحده، وإنما باجتماع القلوب والعقول على كلمة سواء، وعلى ذلك الفضاء الرحب من النيات الصادقة المخلصة . توفر المال، بما هو أكثر، في غير مكان عربي، لكن زايد سخره لخدمة وطنه وأمته، وبذل عمره، والوطن في مبتدأ أيامه والوقت عصيب، من أجل قضايا الوطن والأمتين العربية والإسلامية والعالم، فكانت رسالته في التنمية والمحبة والاعتدال والتسامح والانفتاح على الآخر عالمية وإنسانية، ووصل نهجه في التضامن إلى كل شبر عربي وإسلامي وغايته تحقيق المصلحة القومية، ورفع راية العروبة في كل محفل . ناهيك عن إيمان الشيخ زايد، رحمه الله، بالعمل الإنساني الذي تأمله بالبحث والنظر، ثم أقام له المؤسسات في الداخل والخارج، بعد أن سن لها التشريعات الضامنة بما يكفل ديمومتها، وها هو نهج زايد في العطاء مستمر عبر المؤسسات التي أنشأها، وعبر الأيادي البيض للقيادة الحالية، أصحاب السمو الشيخ خليفة ونائبه والحكام ومحمد بن زايد . ويظل زايد الخير حاضراً بين شعبه وفي شعبه الذي يعاهده، كل إشراقة شمس، بأن يكون الوفي والباقي على العهد، نحو الانتصار لمشروع الاتحاد، وتقوية مؤسساته، وتعزيز مكتسباته، ونحو الإسهام الإيجابي في العمل الوطني والإنساني .
د . عبدالله عمران
28-07-2013
رسالة إلى قيادة مصر
تتسيد المشهد المصري اليوم إرادة شعب مصر . هذه حقيقة أكيدة لا تقبل المساومة أو التأويل . عشرات الملايين فرضت إرادتها وحققت مكتسبها، نحو تكريس قيم الحرية والكرامة والاستقلال .
قال الشعب المصري العظيم كلمته، ما أنتج الواقع المصري الجديد، والقيادة التي تحكم مصر إنما تمارس دورها بتفويض شعبي تم في النور، وأمام العالم كله . هذه مرحلة الشعب وكلمته . هذه مرحلة قوة السياسة المصرية أو هكذا ينبغي . من هنا توجيه هذه الرسالة إلى قيادة وحكومة مصر، وكأننا نخاطب النفس باعتبار الانتماء إلى الجذور ذاتها والمصير، وباعتبار قضية مصر عربية في الصميم .
الآن، وبعد هذا التفويض الشعبي العارم غير المسبوق، ينبغي أن تمارس مصر القيادة والدولة دورها، مبنياً، وهذا طبيعي، على الاستقلالية الكاملة، فلا قبول لأي تدخل خارجي . يقال هذا، والشواهد غير المرغوبة أو المتوقعة تتوالى . جاءت آشتون ممثلة للاتحاد الأوروبي بحس الرقيب أو الدخيل، وسمح لها بمقابلة الرئيس المعزول محمد مرسي، الأمر الذي أثار أسئلة مازالت تبحث عن إجابات من قبيل: هل تدخل تلك الزيارة في إطار الدبلوماسية المعتادة أم تتعداه؟ . . مرسي ليس معتقلاً سياسياً، وهو محبوس على ذمة التحقيق في قضايا يجرمها القانون، فلماذا السماح بزيارته؟ . . وبعد آشتون يأتي وفد الاتحاد الإفريقي كما أن هناك تحركاً أمريكياً بتكليف من أعضاء الكونغرس، إضافة إلى تحرك ألماني، فماذا سيقول مرسي لهؤلاء جميعاً . وقد يقود ذلك إلى تدخلات في شؤون مصر الداخلية من بلدان أخرى .
الصواب أن التغيير الأخير في مصر العربية الحرة والمستقلة نزع، وبالإرادة الشعبية الخالصة إلى الصواب المطلق، والأجدر بقيادة وحكومة مصر أن تمضي واثقة بتنفيذ خريطة الطريق المعلنة، من دون الالتفات إلى الوراء . هي مطالبة في هذا الظرف التاريخي الدقيق بعبور الفترة الانتقالية والوصول إلى بر الأمان، وإلى تنمية تتسم بالديمومة، وإلى غد تستعيد فيه مصر مكانتها، كونها هي التي تقود وتتوسط وترسم السياسات، لا أن تكون محل مساءلة من الغير في شأنها الداخلي .
على الصعيد المصري الداخلي، فإن قيادة مصر المفوضة شعبياً، مدعوة إلى فض اعتصام "الجماعة" سريعاً ومن دون تأجيل، حيث إن وجود حركة مناوئة غير مشروعة يشي، ولو تلميحاً، بفكرة الدولة داخل الدولة . فالميادين لابد أن تحرر والإرهاب في سيناء لابد من أن يقضى عليه حتى لا تتحول إلى أفغانستان أو مالي أو كمناطق أخرى يسيطر عليها الإرهاب .
ولا دولة في مصر إلا مصر بكل تاريخها الأصيل الجميل، وبشعبها الذي أذهل العالم وهو يحقق مستقبله ويختار طريقه، فلابد في المقابل، وبالحجم نفسه، من تحقيق هيبة الدولة في مصر المحروسة منذ أشرقت بنور ربها، فجسدت أمل واعتزاز شعبها وأمتها . ولابد من وقوف الدول العربية وجامعتهم مع مصر وحكومتها الانتقالية، فغياب بيان تأييد من الجامعة العربية غير مبرر، فاستقرار مصر ودعم شرعية 30 مليوناً وخريطة الطريق ليس في مصلحة مصر فحسب ولكن في مصلحة العرب جميعاً .
د . عبدالله عمران
01-08-2013
رسالة إلى الرئيس الأسد
سامحنا سيادة الرئيس، إذا تطاولنا عليكم بالنصيحة، وعذرنا أننا نتحدث من موقع الحرص على سوريا، سوريا الدور والتاريخ والموقع، ومن خشيتنا خسارة أسطورة الرئيس الشاب الإصلاحي، الذي تفاءلنا بوجوده في مرحلة معقدة من حياة الأمة العربية، وبخاصة في منطقة ما يسمى الهلال الخصيب، وعلى تماس مع عراق ملتبس، واحتلال "إسرائيلي" شرس ومراوغ، ولبنان الطوائف المتصارعة، وعثمانية جديدة صاعدة، وغيبوبة مصرية في عهد النظام القديم، وأشباح بطالة سياسية عاصفة هنا وهناك، وتمدد إيراني في النسيج والسياسات والمعادلات .
وحينما لاحت تباشير صحوة شباب الأمة العربية، ظننا أن مثلك سيبدأ من أول السطر، وسيواجه ما أدمن نظامه الفرار منه عقوداً تحت ذريعة راية الممانعة والتحدي والصمود . واعتقدنا أن سوريا ستتجاوز أحداث درعا، وستعالج على عجل شحة الحريات وتجاوزات العقلية الأمنية، وأسئلة مزمنة ومعلقة عن أسطورة القائد الضرورة، وخرافة حزب الحاكم القائد، وما تجربة صدام وحزبه البعثي عنكم بعيدة .
لقد بحت أصوات أصدقائك، وهم يناشدونكم قيادة التغيير والإصلاح الحقيقي، ووضع حد للنزيف الجاري، فلا تحرجهم وتمضي إلى آخر الشوط .
لقد اعترفتم منذ اللحظة الأولى للأحداث في درعا، بالحاجة إلى الإصلاح، وقلتم إن الإصلاح قد تأخر، وناديتم باحترام الآراء المعارضة تحت سقف الوطن .
لكن الأفعال فيما بعد، كانت غير الأقوال، ولم تنجح عملية إخفاء وستر الصورة ومنع عدسات الإعلام . كما كان تشخيص نظامكم لما يجري من احتجاجات على أنه مؤامرة خارجية، مستغرباً مع التسليم بأن هناك قوى خارجية ستحاول توظيف الاحتجاجات الشعبية لخدمة مصالحها .
نخشى يا سيادة الرئيس، أن ينتهي دور سوريا العربي، وأن تطول معاناة الشعب السوري، وأن يغرق نظامكم في مستنقع العنف والعنف المقابل .
إن الحلول الأمنية المفرطة في عنفها، هي مجازفة خطرة، وبخاصة في ظل هذا الربيع العربي الممتد زمناً ومكاناً وتحولاً .
لقد نجحت في السنوات القليلة الماضية، ونجح والدك رحمه الله، في لعبة التسويات والتنازلات والتفاوض والكرّ والفرّ، في العلاقات الإقليمية والدولية، لكنك الآن تعاود استخدام هذا المنهج مع قوى شعبك في الداخل .
السيد الرئيس
هل تظن أن هذه القوى الوطنية شبحية ومنعدمة، فلا وساطات ولا مفاوضات ولا تسويات معها؟ أين التفكير العقلاني في التعامل مع شركاء الوطن؟ أين قدراتك في التحليل وفهم الواقع والمتغيرات؟
إن العنف المفرط، والمنفلت من كل قيد أخلاقي ووطني وإنساني، هو وصفة ناجعة لكارثة وطنية كبرى، ويشكل، من جهة أخرى، خيبة أمل لدى قطاع واسع من أصدقاء سوريا في العالم العربي، إلى درجة أن البعض صار يعتقد أنه ليست هناك سيطرة على الأجهزة .
السيد الرئيس
لا أحد في عالمنا العربي قادر على توفير الغطاء لنظامكم وهو يقمع شعبه، لقد انكسرت هيبة النظام، وأصيبت الهالة، ومطلوب منكم مجازفة عاجلة، هي أقل من خسارة سوريا، وانهيار مجتمعها وإراقة دماء أبنائها .
إن سوريا اليوم، مكشوفة أمام الرياح، فلا عراق المالكي المهتز قادر على إقامة الأسوار أمام وصول السلاح إلى معارضيكم، ولا لبنان الذي يقف على برميل بارود متفجر قادر على أن يحارب معكم، ولا في جعبة أردوغان أدوات سحر تستطيع أن تغير أسلوب نظامكم في التعامل مع مجتمعكم الذي غُيبت فيه السياسة المدنية، ولا روسيا قادرة على الصمود أمام الضغط الدولي ومطالب الشعوب بالإصلاح والتغيير .
انتهى الزمن الذي كان يتيح للرئيس وحزبه الأوحد رفض أن يشاركه في الحكم أحد، وانتهى زمن المنهج الأمني في تدبير ومعالجة شؤون الأوطان . إن الاستدراك لايزال ممكناً يا سيادة الرئيس .
د . عبدالله عمران
11-06-2011
الخليج الامارتية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.