هذا ما حدث وما سيحدث.. صراع العليمي بن مبارك    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الامطار ويحذر من التواجد في بطون الأودية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    في حد يافع لا مجال للخذلان رجالها يكتبون التاريخ    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقالات تستعيد مواقف د . عبدالله عمران
نشر في الجنوب ميديا يوم 30 - 01 - 2014

تخلد المواقف والإنجازات أصحابها بعد الرحيل . . وبعيداً عن الإنجازات الكثيرة للمغفور له بإذن الله تعالى الدكتور عبدالله عمران تريم كانت مواقفه تنبع من عقل وقلب كاتب مهموم بقضايا الأمة العربية، وفخور بإنجازات الإمارات التي عاش بها ولها .
وعلى هذه الصفحة نعيد نشر بعض من مقالاته لنستعيد وإياكم بعضاً من مواقفه النابضة بقلب إماراتي عربي يتسع ويستوعب العالم من حوله .
آخر ما كتبه الراحل
بيت واحد . . قلب واحد
كذا تحولت قلوب شعب الإمارات إلى قلب واحد بدعاء واحد: كلنا الإمارات، وكلنا خليفة . حفظ الله خليفة .
هو شعور شعبنا الحقيقي والتلقائي، وإذا كان زمن الإماراتيين كله لحب الوطن والقائد والتعبير عن ذلك عملياً ومعنوياً، فإن الساعات القليلة التي تلت بيان وزارة شؤون الرئاسة حول نجاح عملية جراحية أجريت لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، دلت على مدى حب الشعب للقائد، واعتزازه بقيادة سموه، وتمسكه بنهج خليفة وأول عناوينه رشد الحكم .
تلك هي العلاقة المثالية بين أسعد شعب وقائده الملهم، فخليفة يحتل في الوجدان الجمعي لشعب الإمارات المكان الأرفع، وهم يعرفون منجزه التاريخي، منذ تولى مقاليد الرئاسة، ومنذ تمسك بنهج القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبنى من بعد على مرحلة التأسيس مرحلة التمكين، متوجهاً في قراراته ومبادراته إلى تحقيق مصلحة الإمارات وإنسان الإمارات، حتى أصبحت الدولة الأنموذج في تطبيق سياسة داخلية قائمة على تنمية مطوقة بالعدل والأمن، تتوازى مع سياسة خارجية مبنية على السعي إلى تعزيز التعاون الدولي بما يحقق مصلحة شعب الإمارات ومصالح الشعوب الشقيقة والصديقة .
شعب خليفة يلهج بحبه، وشعب الإمارات فريق عمل واحد، وقلب واحد: حفظ الله خليفة، وأدام على الإمارات نعمة الرفاه والعدل والأمن والاستقرار . بصوت واحد وقلب واحد، يحمد شعبنا ربه على سلامة القائد، سائلاً المولى العزيز أن يمن عليه بطول العمر في صحة وعافية، وأن يبقيه لوطنه وشعبه وأمته سنداً وذخراً .
شعب "البيت المتوحد" اليوم كما كل يوم، يلتف حول قائده، وكلمته واحدة، وطريقه واحد، بقلب واحد ودعاء واحد، حفظ الله خليفة عمراً مديداً، وسدد خطاه دائماً لما يحب ويرضى، نحو استكمال مشروعه الوطني النهضوي، والوصول بالإمارات وشعبها إلى مراتب أعلى وأعلى بكثير .
د . عبدالله عمران
26-01-2014
"الخليج" والوطن والأمة
اليوم العيد الأربعون ل"الخليج" صحيفة ومؤسسة ومنبر إشعاع وتنوير . تبلغ "الخليج" اليوم سنتها الأربعين وهي أكثر شباباً وحيوية، وأيضاً أكثر حماسة لنهجها الذي اختارته منذ الإصدار الأول سنة سبعين . أربعة عقود و"الخليج" في مقدم الصفوف، وفي أوج التقدم والازدهار . أربعة عقود من المسؤولية والحرية والمواكبة . أربعة عقود و"الخليج" ضمير الوطن والأمة، وصوت الإنسان العربي في كل مكان .
لكأن هذه الصحيفة الوجه الآخر لمسيرة الإمارات والوطن العربي في تاريخها المعاصر، والشاهد أنها ظلت المثال النادر للتفريق بين المبادئ والثوابت من جهة، والمتغيرات والمستجدات من جهة ثانية، وفي كل عملها الصحفي والفكري كانت تميز بين هذا وذاك، فتتفوق وتنتشر، ويتلهف على قراءتها المواطن العربي في الإمارات والخارج .
بعض إرهاصات الحراك الذي سبق قيام دولة الاتحاد هي، وتزامن إصدارها الأول مع تشكل الوعي بضرورة قيام دولة الإمارات، فأسهمت بدور فعال في التمهيد للتأسيس، ثم في تعزيز فكرة الاتحاد، والمطالبة باعتباره أولوية مطلقة، وبالتالي دعم مؤسساته بأسباب القوة، والبقاء، وتوضيح جهود الآباء المؤسسين الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد رحمهما الله والرجال الذين كانوا معهما .
راهنت "الخليج" على اتحاد الإمارات مصيراً واحداً، لا خياراً ضمن خيارات عدة، وتبلور ذلك في النوافذ التي فتحتها على "الوطن المنسي" وعلى الموقف الراسخ من الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبوموسى، فلم تتعامل مع قضية الجزر تعاملاً موسمياً، وإنما كان الفهم المتكامل للحق في عدالته، وفي ديمومة مشروعه وفكرته، ومن أجل ذلك، أنشأت إضافة إلى انشغالها الصحفي اليومي بتلك القضية، موقعاً إلكترونياً خاصاً بالجزر .
وقاومت "الخليج" الاستعمار في مختلف أشكاله وتوجهاته فتواصل موقفها من الاستعمار البريطاني للمنطقة بموقفها من كل استعمار واحتلال، ومن كل محاولة تمزيق أو تفتيت للوطن العربي أو لأي جزء عزيز منه .
"الخليج" أيضاً، ومنذ البواكير الأولى، بادرت إلى تبني عنوان المشاركة السياسية، وظلت تطرحه بوعي وحكمة وصبر، وهي ما زالت على مبدئها، تتطلع إلى يوم يتحقق فيه أمل شعبنا في مشاركة سياسية أوسع، وأقدر على إيصال صوت المواطن .
وتبنت عناوين وطنية كبرى من خلال الخبر والاستطلاع والتحقيق والحوار والندوة، ومن خلال افتتاحياتها المدوية بصدقها وتفردها، ومن تلك العناوين التي أصبحت تتردد اليوم على كل لسان، بل أصبحت جزءاً أصيلاً من الأدبيات السياسية للإمارات، عناوين "التركيبة السكانية المختلة" و"فوضى سوق العمل" و"التوطين" و"الهوية الوطنية"، وقضايا المناطق النائية وهمومها .
وكانت "الخليج" وستظل صوت فئات المجتمع من معلمين وأطباء ومهندسين وتجار ورجال قانون ومثقفين وغيرهم .
و"الخليج" للعروبة كما للوطن، وللدفاع المستميت عن المقدسات والأحلام، هي صحيفة فلسطين والعراق، وكل الوطن العربي، كما هي صحيفة الإمارات أساساً، وهي منبر حرية العرب . "الخليج" وهي تتناول القضايا العربية تتفاعل ولا تفتعل، وتعبر عن روحها وحسها ومنطقها بشكل تلقائي .
هذه هي "الخليج" التي لا تنسى اليوم، وهي تحتفل بعيدها الأربعين، مؤسسها الكبير الشقيق تريم عمران رحمه الله . لقد كان التحدي التمسك بالمبادئ التي غرسها الأستاذ، والعمل على تحقيق طموحاته غير المحدودة، سواء في حياته أو بعد غيابه، ومرة جديدة متجددة، فاليقين أن غياب تريم حضور مضاعف، وعهد يتجدد بأن تظل "الخليج" كما أسس وبذل وطور، وكما أراد لها صحيفة وطنية عربية في الصميم، وصحيفة لا تمنعها تقاليدها الراسخة عن التحديث والتفوق الدائمين .
د . عبدالله عمران
05-04-2010
زايد . . الرجل الذي صنع الفرق
يصر هذا الوطن، قيادة وشعباً، على إحياء ذكرى الراحل العزيز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كل عام، ويقرر أن تكون الذكرى أوسع وأعمق، عاماً بعد عام، بسبب أكيد من دواعي المشاعر والوجدان، وعلى أهمية ذلك، فإن دواعي المستقبل، ونحن بصدد الشيخ زايد، والدنا وقائدنا وحكيم العرب، أقوى في إثبات حججها والبراهين: القائد الرمز الشيخ زايد زعيم ورجل عظيم صنع الفرق في الإمارات والمنطقة، فنجح في نقل المنطقة من واقع التخلف والفرقة إلى آفاق خصبة من التنمية والتقدم ورفاه المواطن، وفي تذكر زايد الخير دائماً، واليوم خصوصاً، تصميم حقيقي على القيم التي جذرها في أرض الإمارات، وأولاها قيمة التشبث بروح الاتحاد، ومبدأ اعتبار الدولة الاتحادية والمؤسسة الاتحادية الهدف الأول والمطلق، على رأس الأهداف الوطنية التي هي روافد تصب في بحر المبدأ الكبير، وذلك نحو تكريس فكرة الاتحاد على الدوام .
هو "حب ووفاء لزايد العطاء" استناداً إلى ما تشي به الضمائر قبل الألسنة، ومن هنا انسجام شعار يوم زايد للعمل الإنساني مع مضمون المناسبة والذكرى والاحتفاء، ومن هنا تقدير وإشادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في جعل يوم العمل الإنساني متزامناً مع ذكرى رحيل أغلى الناس .
الإمارات في رحاب زايد، وفي حضوره رغم الغياب، سلسلة متواصلة من العطاء، ومن عناوين مضيئة تصطف معاً لتكون معالم هذه الدولة وهي تذهل، بمنجزها، العالم . لقد تحققت منذ الآباء المؤسسين، والشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد في الطليعة، نهضة لم تقم بالمال وحده، وإنما باجتماع القلوب والعقول على كلمة سواء، وعلى ذلك الفضاء الرحب من النيات الصادقة المخلصة . توفر المال، بما هو أكثر، في غير مكان عربي، لكن زايد سخره لخدمة وطنه وأمته، وبذل عمره، والوطن في مبتدأ أيامه والوقت عصيب، من أجل قضايا الوطن والأمتين العربية والإسلامية والعالم، فكانت رسالته في التنمية والمحبة والاعتدال والتسامح والانفتاح على الآخر عالمية وإنسانية، ووصل نهجه في التضامن إلى كل شبر عربي وإسلامي وغايته تحقيق المصلحة القومية، ورفع راية العروبة في كل محفل . ناهيك عن إيمان الشيخ زايد، رحمه الله، بالعمل الإنساني الذي تأمله بالبحث والنظر، ثم أقام له المؤسسات في الداخل والخارج، بعد أن سن لها التشريعات الضامنة بما يكفل ديمومتها، وها هو نهج زايد في العطاء مستمر عبر المؤسسات التي أنشأها، وعبر الأيادي البيض للقيادة الحالية، أصحاب السمو الشيخ خليفة ونائبه والحكام ومحمد بن زايد . ويظل زايد الخير حاضراً بين شعبه وفي شعبه الذي يعاهده، كل إشراقة شمس، بأن يكون الوفي والباقي على العهد، نحو الانتصار لمشروع الاتحاد، وتقوية مؤسساته، وتعزيز مكتسباته، ونحو الإسهام الإيجابي في العمل الوطني والإنساني .
د . عبدالله عمران
28-07-2013
رسالة إلى قيادة مصر
تتسيد المشهد المصري اليوم إرادة شعب مصر . هذه حقيقة أكيدة لا تقبل المساومة أو التأويل . عشرات الملايين فرضت إرادتها وحققت مكتسبها، نحو تكريس قيم الحرية والكرامة والاستقلال .
قال الشعب المصري العظيم كلمته، ما أنتج الواقع المصري الجديد، والقيادة التي تحكم مصر إنما تمارس دورها بتفويض شعبي تم في النور، وأمام العالم كله . هذه مرحلة الشعب وكلمته . هذه مرحلة قوة السياسة المصرية أو هكذا ينبغي . من هنا توجيه هذه الرسالة إلى قيادة وحكومة مصر، وكأننا نخاطب النفس باعتبار الانتماء إلى الجذور ذاتها والمصير، وباعتبار قضية مصر عربية في الصميم .
الآن، وبعد هذا التفويض الشعبي العارم غير المسبوق، ينبغي أن تمارس مصر القيادة والدولة دورها، مبنياً، وهذا طبيعي، على الاستقلالية الكاملة، فلا قبول لأي تدخل خارجي . يقال هذا، والشواهد غير المرغوبة أو المتوقعة تتوالى . جاءت آشتون ممثلة للاتحاد الأوروبي بحس الرقيب أو الدخيل، وسمح لها بمقابلة الرئيس المعزول محمد مرسي، الأمر الذي أثار أسئلة مازالت تبحث عن إجابات من قبيل: هل تدخل تلك الزيارة في إطار الدبلوماسية المعتادة أم تتعداه؟ . . مرسي ليس معتقلاً سياسياً، وهو محبوس على ذمة التحقيق في قضايا يجرمها القانون، فلماذا السماح بزيارته؟ . . وبعد آشتون يأتي وفد الاتحاد الإفريقي كما أن هناك تحركاً أمريكياً بتكليف من أعضاء الكونغرس، إضافة إلى تحرك ألماني، فماذا سيقول مرسي لهؤلاء جميعاً . وقد يقود ذلك إلى تدخلات في شؤون مصر الداخلية من بلدان أخرى .
الصواب أن التغيير الأخير في مصر العربية الحرة والمستقلة نزع، وبالإرادة الشعبية الخالصة إلى الصواب المطلق، والأجدر بقيادة وحكومة مصر أن تمضي واثقة بتنفيذ خريطة الطريق المعلنة، من دون الالتفات إلى الوراء . هي مطالبة في هذا الظرف التاريخي الدقيق بعبور الفترة الانتقالية والوصول إلى بر الأمان، وإلى تنمية تتسم بالديمومة، وإلى غد تستعيد فيه مصر مكانتها، كونها هي التي تقود وتتوسط وترسم السياسات، لا أن تكون محل مساءلة من الغير في شأنها الداخلي .
على الصعيد المصري الداخلي، فإن قيادة مصر المفوضة شعبياً، مدعوة إلى فض اعتصام "الجماعة" سريعاً ومن دون تأجيل، حيث إن وجود حركة مناوئة غير مشروعة يشي، ولو تلميحاً، بفكرة الدولة داخل الدولة . فالميادين لابد أن تحرر والإرهاب في سيناء لابد من أن يقضى عليه حتى لا تتحول إلى أفغانستان أو مالي أو كمناطق أخرى يسيطر عليها الإرهاب .
ولا دولة في مصر إلا مصر بكل تاريخها الأصيل الجميل، وبشعبها الذي أذهل العالم وهو يحقق مستقبله ويختار طريقه، فلابد في المقابل، وبالحجم نفسه، من تحقيق هيبة الدولة في مصر المحروسة منذ أشرقت بنور ربها، فجسدت أمل واعتزاز شعبها وأمتها . ولابد من وقوف الدول العربية وجامعتهم مع مصر وحكومتها الانتقالية، فغياب بيان تأييد من الجامعة العربية غير مبرر، فاستقرار مصر ودعم شرعية 30 مليوناً وخريطة الطريق ليس في مصلحة مصر فحسب ولكن في مصلحة العرب جميعاً .
د . عبدالله عمران
01-08-2013
رسالة إلى الرئيس الأسد
سامحنا سيادة الرئيس، إذا تطاولنا عليكم بالنصيحة، وعذرنا أننا نتحدث من موقع الحرص على سوريا، سوريا الدور والتاريخ والموقع، ومن خشيتنا خسارة أسطورة الرئيس الشاب الإصلاحي، الذي تفاءلنا بوجوده في مرحلة معقدة من حياة الأمة العربية، وبخاصة في منطقة ما يسمى الهلال الخصيب، وعلى تماس مع عراق ملتبس، واحتلال "إسرائيلي" شرس ومراوغ، ولبنان الطوائف المتصارعة، وعثمانية جديدة صاعدة، وغيبوبة مصرية في عهد النظام القديم، وأشباح بطالة سياسية عاصفة هنا وهناك، وتمدد إيراني في النسيج والسياسات والمعادلات .
وحينما لاحت تباشير صحوة شباب الأمة العربية، ظننا أن مثلك سيبدأ من أول السطر، وسيواجه ما أدمن نظامه الفرار منه عقوداً تحت ذريعة راية الممانعة والتحدي والصمود . واعتقدنا أن سوريا ستتجاوز أحداث درعا، وستعالج على عجل شحة الحريات وتجاوزات العقلية الأمنية، وأسئلة مزمنة ومعلقة عن أسطورة القائد الضرورة، وخرافة حزب الحاكم القائد، وما تجربة صدام وحزبه البعثي عنكم بعيدة .
لقد بحت أصوات أصدقائك، وهم يناشدونكم قيادة التغيير والإصلاح الحقيقي، ووضع حد للنزيف الجاري، فلا تحرجهم وتمضي إلى آخر الشوط .
لقد اعترفتم منذ اللحظة الأولى للأحداث في درعا، بالحاجة إلى الإصلاح، وقلتم إن الإصلاح قد تأخر، وناديتم باحترام الآراء المعارضة تحت سقف الوطن .
لكن الأفعال فيما بعد، كانت غير الأقوال، ولم تنجح عملية إخفاء وستر الصورة ومنع عدسات الإعلام . كما كان تشخيص نظامكم لما يجري من احتجاجات على أنه مؤامرة خارجية، مستغرباً مع التسليم بأن هناك قوى خارجية ستحاول توظيف الاحتجاجات الشعبية لخدمة مصالحها .
نخشى يا سيادة الرئيس، أن ينتهي دور سوريا العربي، وأن تطول معاناة الشعب السوري، وأن يغرق نظامكم في مستنقع العنف والعنف المقابل .
إن الحلول الأمنية المفرطة في عنفها، هي مجازفة خطرة، وبخاصة في ظل هذا الربيع العربي الممتد زمناً ومكاناً وتحولاً .
لقد نجحت في السنوات القليلة الماضية، ونجح والدك رحمه الله، في لعبة التسويات والتنازلات والتفاوض والكرّ والفرّ، في العلاقات الإقليمية والدولية، لكنك الآن تعاود استخدام هذا المنهج مع قوى شعبك في الداخل .
السيد الرئيس
هل تظن أن هذه القوى الوطنية شبحية ومنعدمة، فلا وساطات ولا مفاوضات ولا تسويات معها؟ أين التفكير العقلاني في التعامل مع شركاء الوطن؟ أين قدراتك في التحليل وفهم الواقع والمتغيرات؟
إن العنف المفرط، والمنفلت من كل قيد أخلاقي ووطني وإنساني، هو وصفة ناجعة لكارثة وطنية كبرى، ويشكل، من جهة أخرى، خيبة أمل لدى قطاع واسع من أصدقاء سوريا في العالم العربي، إلى درجة أن البعض صار يعتقد أنه ليست هناك سيطرة على الأجهزة .
السيد الرئيس
لا أحد في عالمنا العربي قادر على توفير الغطاء لنظامكم وهو يقمع شعبه، لقد انكسرت هيبة النظام، وأصيبت الهالة، ومطلوب منكم مجازفة عاجلة، هي أقل من خسارة سوريا، وانهيار مجتمعها وإراقة دماء أبنائها .
إن سوريا اليوم، مكشوفة أمام الرياح، فلا عراق المالكي المهتز قادر على إقامة الأسوار أمام وصول السلاح إلى معارضيكم، ولا لبنان الذي يقف على برميل بارود متفجر قادر على أن يحارب معكم، ولا في جعبة أردوغان أدوات سحر تستطيع أن تغير أسلوب نظامكم في التعامل مع مجتمعكم الذي غُيبت فيه السياسة المدنية، ولا روسيا قادرة على الصمود أمام الضغط الدولي ومطالب الشعوب بالإصلاح والتغيير .
انتهى الزمن الذي كان يتيح للرئيس وحزبه الأوحد رفض أن يشاركه في الحكم أحد، وانتهى زمن المنهج الأمني في تدبير ومعالجة شؤون الأوطان . إن الاستدراك لايزال ممكناً يا سيادة الرئيس .
د . عبدالله عمران
11-06-2011
الخليج الامارتية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.