قامت ديلان فارو، ابنة المخرج السينمائي الشهير وودي آلن بالتبني، برواية تفاصيل اعتدائه جنسيًا عليها عام 1992 عندما كانت طفلة في عمر السبع سنوات، للمرة الأولى، وذلك في رسالة مفتوحة نشرها موقع صحيفة النيويورك تايمز. لوس أنجلوس: ماهو فيلمك المفضل ل "وودي آلن؟"، قبل أن تجيب يجب أن تعلم: بأنه وعندما كنت في السابعة من عمري إقتادني من يدي إلى علية مظلمة في الطبقة الثانية من منزلنا، و"طلب مني أن أستلقي على بطني وألعب بقطار أخي الكهربائي". وأضافت: "ثم إعتدى عليّ جنسيًا، وبقي يتحدث إليّ وهو يمضي بفعلته، هامسًا في أذني بأنني فتاة مطيعة، وبأن هذا سرّنا، واعدًا إيايّ بأنه سيأخذني إلى فرنسا، وبأنني سأصبح نجمة أفلامه". هكذا بدأت ديلان فارو -28 عامًا- رسالتها، التي نشرتها صحيفة النيويورك تايمز على موقعها الإلكتروني. وظهرت رسالتها بعد ثلاثة أسابيع من استلامه جائزة ال "غولدن غلوب"، وتم نشر الرسالة من قبل الكاتب نيكولاس كريستوف، الذي أشار إلى أنه صديق والدة ديلان الممثلة الشهيرة ميا فارو، وشقيقها رونان فارو. في وقت استلام آلن للجائزة، غرّد رونان فارو عبر حسابه على تويتر قائلًا: "فاتني تكريم وودي آلن، هل عرضوا المشهد الذي تتحدث فيه امرأة وتتهمه علنًا بأنه اعتدى عليها جنسيًا عندما كانت في السابعة من عمرها؟". تفاصيل القضية في عام 1992، وبعد إفتضاح علاقة وودي آلن مع "سون يي فارو- بريفن" ابنة ميا فارو وزوجها السابق أندريه بريفن بالتبني، والتي كانت راشدة في حينها، وهي زوجته حاليًا، قامت فارو باتهامه بالاعتداء على ديلان فارو جنسيًا، وكانت لا تزال في السابعة من عمرها - أي إنه كان يعبث مع الابنتين في الوقت نفسه - الطفلة والراشدة - لكنه أنكر أن يكون قد صدر منه أي فعل مشين في حينها، ولم تفلح المحكمة في إدانته بالقضية التي كانت مرفوعة عليه، وتمت تبرئته عام 1993. يعلق المدعي العام في القضية بأنه أفلت من العقاب رغم وجود "سبب محتمل للإدانة"، لأن المحكمة رأت أن المضي في القضية ربما يسبب ضررًا نفسيًا بالغًا للطفلة ديلان فارو. وفي حينها كان فريق من المتخصصين في مستشفى ييل نيو هيفن أستنتج أكد أن الطفلة لم تتعرّض للاعتداء الجنسي. وبعدها بأسبوع تقدم وودي آلن بطلب حضانة الأطفال الثلاثة، وهما موسس وديلان، اللذان كانا متبنين، وساتشيل، وهو ابنه البيولوجي من ميا فارو، ويعرف الآن باسم رونان فارو، ولكن القاضي نقل حضانة الأطفال الثلاثة إلى ميا فارو. أشياء لم تكن تحبها ديلان فارو ذكرت في رسالتها بأنها تتذكر أن آلن دومًا كان يفعل معها "أشياء لم تكن تحبها"، وبأن هذه التصرفات حصلت بشكل روتيني، بحيث إعتقدت بأنها طبيعية. وتذكر أيضًا أنها "كانت تختبئ منه تحت الأسرة أو تقفل باب الحمام عليها". وتصف التصرفات المشينة التي سبقت الاعتداء الجنسي الكامل عليها بالقول: "لم أتقبل منه ما كان يفعله، كأن يضع إبهامه في فمي مثلًا، وكنت أستاء من الدخول معه في سرير واحد تحت الأغطية، وهو لا يرتدي سوى لباسه الداخلي، وكنت أستاء أيضًا عندما كان يقرب رأسه من فخذي العاريين، وينفخ الهواء من فمه وهو يتنفس شهيقًا وزفيرًا". شعور بالذنب تكمل ديلان أنه بعدما حصل الاعتداء (الذي تدعيه) في منزل ميا فارو بكونيتيكت لم تعد قادرة على إبقاء الأمر سرًا، خصوصًا وأنه أفلت من العقاب، هذا الهاجس سيطر عليّ وطاردني وأنا أكبر، كنت أعاني من الشعور بالذنب، لأنني ربما أكون قد سمحت له بأن يقترب من فتيات أخريات، وكنت أرتعب إذا ما لمسني رجل". "عانيت من مشاكل في الأكل، وبدأت أجرح نفسي بآلات حادة، وهذا العذاب زاد سوءًا من قبل هوليوود، باستثناء البعض القليل الذين أغمضوا عيونهم ولم يكترثوا لما حصل". هوليوود تزيد الأمر سوءًا وكتب كريستوف بأن الأطباء قالوا إن ديلان عانت في العام الماضي من اكتئاب يعقب الصدمة، وبأنها قالت له إن إكتئابها ناتج من علمها بنيتهم تكريمه في الأوسكار عن فيلمه الياسمين الأزرق، حيث رشح لثلاث جوائز، وبأنها عندما سمعت بخبر الترشيح، "تكورت على نفسها في السرير، وأجهشت بالبكاء بشكل هستيري". هنا قررت الخروج عن صمتها والحديث عمّا حصل علانية للمرة الأولى في حياتها عبر رسالة قررت إرسالها إلى هوليوود، والتي قد تؤثر على "أخريات مثلها ربما يكن لا يزلن خائفات وضعيفات". ديلان تعيش في فلوريدا حاليًا، وهي متزوجة، وتعمل كاتبة، وتتمع بدعم أخوتها ووالدتها، التي ترى أنها أنقذت العائلة عندما رفعت الأمر للقضاء، ونجحت على الأقل في انتزاع الحضانة وحمايتهم منه. تختم ديلان رسالتها بالقول: "وودي آلن مثال حي للطريقة التي يخذل بها المجتمع الناجين من الاعتداء الجنسي وسوء المعاملة".وتخص ديلان في رسالتها الممثلة دايان كيتون، التي ظهرت في العديد من أفلام وودي آلن، واستلمت الجائزة في حفل الغولدن غلوب بالنيابة عنه، قائلة: "عرفتني عندما كنت طفلة صغيرة، يا دايان كيتون، هل نسيتني؟". ولم يعقب وودي آلن على اتهامات ديلان المباشرة له، ورفض أن يرد على اتصال كريستوف. ايلاف