صلوات مؤجلة إلى فوزية الحسن . أمي ، أم السوسن والخبيزة . (في اليوم الثالث من رحيلها ) شعر : عبدالله عيسى * 1- شاخت ظلالُ الدوالي على وحشة المصطبة ْ وانحنى ظهر ُ ذاك َ الحبق ْ .... إنني صوتُها نام في عتمة ِ العتبة ْ بعدما في النداء ِ علي ّ احترق ْ 2- لم أزل أيتها الأم في نَسغ ِ عُقصَتِك ِ الكستنائيّة ِ خيطاً يشيب ُ ومحنتُه ُ في يديك ِ وأنت ِ ترُشّين َ ملح َ الدعاء ِ على صورتي في مرايا حليبي خطاياه ُ ... ... هذه أمي ياسيدي اللهُ هذه أمي ، وليست إذن خشبَ النخل ِ حتى إذا راودتك َ رياحك َ هزّ دمائِعها في غيابي يهز ّ صليبي .. ..... 3- لا أزالُ نسيت ُ شموعي على حائط ٍ يتأخّر ٌ في الليل ِ حتى يضيء عصاك ِ الطويلة َ كي ، عبثاً ، تبحثي عن صدى اسمي الذي انهدّ في شفتيك ِ ردمت ُ خطاي َ ورائي وبعثرت ُ كل ّ التفاصيل ِ بين أصابع ِ موتى بلا ذاكرة ْ وتماهيت ُ في الظل ّ .. لكن ّ روحي أسيرة ُ نعناع ِ شايك ِ أو ميرميّة ِ ضحكتك ِ العاطرة ْ لا محالٌ إذن ْ لا مُحال ُ 4- أيُّ الكلام ِ هناك َ تأوّهتِ فوق شفاه ِ الزجاج الشتائي ِّ حتى ارتجفت ُ وراء ستائر ِ ذاكرتي ، هاهنا ، مثل نهر ٍ يفيض ُ بلا عودة ٍ أو بقايا ؟ وأي ّ صلاة ٍ فركت ِ بحبر ِ صداها قلوب َ الملائكة ِ الطيّبين َ لئلا تعكّر َ رفّات ُ جنحانهم ، وهي تحرسني خلف ظلّي ، سُكون َ خُطاي َ؟ وأي ّ الأراجيح ِ صُغت ِ على كتفيك ِ النحيلين ِ حتى حَبَت ْ باحتماء ِ الحكايا طفولتي َ المُيتفيضة ُ ؟ أي ّ الحدائق ِ في جِهتَيك ِ؟ : هنا الثلج ُ سوّرَ عمري بآثامه ِ ، وعلى مقعدين ِ رمى صُورتَي َّ كأن حضوري الورود ُ التي ذبُلت ْ في حدائق قتلى بغير انتظار ٍ كأن ّ غيابي الأبَح َّ ضجيج ُ المرايا . 5- أنت ِ أيضاً تخيّلت ِ وجهك ِ شمساً على صفحة الماء ِ نائمة ً وكنورسة ٍ خلقت ْ لونها ، ثم ضيّعها في اضطراب جناحيه ، طِفت ِ ، بقلب ٍ طريٍّ ومستوحش ٍ باحتمال الحياة ، النهار َ البعيدَ ولقّنتِه آخر الدمعات ِ لأن ّ انتظار غدائك ِ حتى العشاء هناك َ سيُذبِل ُ عودي هنا .. أنت ِ ايضا ً تحبّين َ طعم َ احتراقك ِ كالنار ِ تلتهم ُ الريح َ حين تجوع ُ وتحنو على قدّر ِ السوسنة ْ أنت ِ أيضا ً تدلُّ عليك ِ النجوم ُ التي تنزوي فيك ِ حين تلُمِّين َ من دربي َ المنحنى والحصى الخائنة ْ أنت ِ أيضاً وأيضاً إذا مسّ قلبَك ِ زيت ٌ أشد ّ غموضا ً من الليل ِ في جوف ِ عمياء َ أو خيبة ِ الانهيار ِ النهائي ّ ، أو لسعة ِ الموت ِ لا تفزعي منه ُ هذا أنا . 6- لم يعد ْ لازماً أن تظل ّ يداك ِ على ذلك النحوِ : مصباحنا نائم ٌ في الظهيرة ، لا ظلَّ بعد ُ لعينيك ٍ كي توقظيه فلا يتلاطم ُ فوق السلالم ِ خطوُ ضيوف المساء الكتيمين َ . هل ذهبوا تاركين على صمتك ِ المُسترين بهوت َ الكلام ِ البطيء ؟ لم يعد ْ لازما ً أن تظل ّ يداك ِ على ذل.. لاوقت َ يكفي لكي يُسرفا فوق رأسي ارتعاشات ِ لونيهما ، وهما يقبُضان ِ على قلب ِ خوف ٍ تمطّى كما القمل فيه ومن قلق ٍ ، ثانيا ً سيفِرُّ إليك ِ وماؤه مضطرب ٌ كمرايا الصدى في الضجيج الرديءْ لم يعدْ لازما ً أن تظل ّ يداك ِ هنالك َ تنتظران ِ وتستبقيان ِ عناقا ً بسيطاً ومكتملاً كإله ٍ مُضيء ْ لم يعدْ لا أحدْ سيجيء ْ 7- لم أزل قشة في وسادة حلمك ، لكنني في يديك قميص دمي تعب ابنك يا أمنا من دبيب النداء علي وقد دمل العنكبوت بأحبال صوتي فمي *شاعر فلسطيني مقيم في موسكو دنيا الوطن