تحول الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية إلى ناقد بعدما ألقى كلمة بعد تكريمه للشاعر علي الدميني والشاعر أحمد حسن محمد والدكتور طارق شلبي الفائزين بجائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع في دورتها الأولى. وقال الحجيلان: شعر محمد الثبيتي متدثر بطاقة شعرية إيجابية ظاهرة الملامح وذات أثر على المتلقي من خلال الصور الجميلة المبتكرة التي يجيدها الثبيتي والتي يستوحيها من الصحراء ومن المدينة فيؤسس رابطة تساهمية توحي لك بأنك تقف أمام المتنبي والأعشى أو شاكر السياب أو محمود درويش من خلال اللغة والأسلوب والصورة ليشكل محمد الثبيتي طاقة شعرية إيجابية لها أسلوبها ودلالاتها اللغوية المتفردة والمتجددة. وأضاف الحجيلان بأن الثبيتي ترك له بصمة في خارطة الإبداع لن تتكرر، وأما تجربة الشاعر علي الدميني الفائز بفرع الجائزة الأول فهو شاعر متميز وصاحب تفرّد شعري واضح. وأعرب الدكتور الحجيلان عن سعادته بفوز الشاعر المصري أحمد حسن محمد بجائزة الديوان الشعري عن ديوانه «البرد ينسج معطفًا»، وكذلك فوز الأديب المصري الدكتور طارق شلبي في بحث الشعرية، شاكرًا النادي على تبنيه الجائزة ودعمها. كما عرج الحجيلان إلى أمين الجائزة الدكتور عالي القرشي، وقال: عندما يكون الأمين ناقدا متمكنا مثل الدكتور عالي فإننا سنشعر بثقة بتميز الجائزة وبأمانة وبأحقية من فاز بها. وكان الدكتور عالي القرشي قد ألقى كلمة أمانة الجائزة خلال حفل تكريم الفائزين بجوائز «مسابقة محمد الثبيتي» مساء أمس الأول بنادي الطائف الأدبي، اشار فيها إلى انتصار القصيدة الحديثة، مترحمًا على مؤسسها الثبيتي والذي رسم ما خلد ذكره كشاعر تظل الأجيال تردد إبداعه ولا تمل من ذكره وسماعه. حفل التكريم حضره وكيل الوزارة الدكتور ناصر الحجيلان، ومدير عام الأندية الأدبية سعود بن محمد وعدد من المثقفين وأصدقاء الشاعر الثبيتي وعائلته في قاعة المحاضرات بالنادي. وتحوّل رئيس النادي عطاالله الجعيد أيضًا إلى شاعر وألقى ثلاثة أبيات أهداها لروح الشاعر محمد الثبيتي ولكل من حضر هذه المناسبة، قال فيها: بين الرمال نما حب التضاريسِ بداية العشق في رسم الأحاسيس يا شاعر البيد لا لوم ولا عتبٌ قد استحق نداكم شدو تقديسي أنت الذي أوقد الإبداع موهبة كالشمس فاء لها ضوء النباريس ثم رحب الجعيد بالحضور، وشكر من قام على الجائزة، معلنًا أن هناك دورة ثانية لجائزة الثبيتي ستعلن تفاصيلها لاحقًا. بعد ذلك سافر الحضور مع الشعر ومع الصورة التي ظهر فيها الثبيتي من خلال العرض المرئي والذي كان يجسّد حكاية الثبيتي وبفواصل شعرية بصوت الثبيتي. وبعد العرض أعلن مقرر الجائزة قليل الثبيتي أسماء الفائزين ودعاهم لاستلام جوائزهم وتكريمهم، حيث فاز الشاعر علي الدميني بفرع الجائزة الأول «التجربة الشعرية» وقيمتها 100000ريال، والشاعر الفائز في الفرع الثاني «الديوان الشعري» الشاعر المصري أحمد حسن محمد صاحب ديوان «البرد ينسج معطفًا» وقيمتها 50000 ريال، والفائز في الفرع الثالث «بحث الشعرية» البروفيسور طارق سعد شلبي الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس وكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى وقيمتها 50000 ريال. وفي نهاية الحفل الخطابي كرّم رئيس نادي الطائف الأدبي وكيل الوزارة ومدير الأندية الأدبية بدروع تقديرية، ليكون الجمهور على موعد مع الشعر بعدما غابت منصته لتتحوّل الأمسية إلى جلسة حميمية بدأها الشاعر علي الدميني والذي ألقى «الرعيان» و»الأشجار»، وفي جولته الثانية قال «أنا الطائر» و»حارس الليل»، وعندما ألقى الشاعر أحمد حسن «حزن الشاعر» ونص «الشعر داء ودواء» قدم مدير الأمسية الشاعر أحمد البوق الناقد طارق شلبي ليعترض الشاعر علي الدميني بقوله: نحن في حالة شعرية لا وجود للنقد فيها فدعونا في حالتنا، إلا ان الدكتور شلبي لم يطل في نقده وتناول تجربة الثبيتي والذي يكتب النص فيقرأه المتلقي بدلالات بينما هو مضمر بدلالات أخرى لا يعرفها إلا من سبر أغوار القصيدة الحديثة ودلالاتها. الفائزون ماذا قالوا؟ رصدت «المدينة» انطباعات الفائزين بجائزة الثبيتي ورؤيتهم لتجربته، حيث قال الدكتور طارق شلبي: انطباعي عن الجائزة إيجابي وهذه اللفتة التي قام بها أدبي الطائف هي لفتة يجب أن تذكر ليشكر من كان وراءها لأنه من المهم أن تلتفت الأندية الأدبية لجميع التيارات الأدبية السائدة في الساحة دون تمييز وأن تحفّز روح التنافس وتوجّه الدارسين من النقاد وغيرهم إلى عالم المبدعين لتتوالى الدراسات لهؤلاء المبدعين الذين لم ينالوا حقهم من الدراسة والتكثيف، والأندية الأدبية السعودية ذات حراك ثقافي متميز ومنفتحة وكمثال نادي الطائف الذي له حراكه وطموحه وانفتاحه على جميع الفنون. وعن تجربة الثبيتي، قال: الثبيتي له رسم ووسم خاص وخالص من خلال طبيعة توظيفه لرمز ورؤيته التي يقدمها لقضايا الإنسان وصياغته المبتكرة والتي احسنت الترابط مع التراث وهو شديد الولاء للتراث وان حاول أن يتمرّد عليه إلا أنه وظفه بما يجب من فنيات النص وتمرّد على التراث بآليات جديدة من خلال فهمه له وولائه له، والثبيتي ينطبق عليه القول الشائع والشعبي «فلان سابق لعصره» فالثبيتي سابق لعصره فعلا. وقال الشاعر علي الدميني: لا شك أن محمد الثبيتي يُعتبر علما رائدا ومتميزا في كتابة القصيدة الحداثية على مستوى المملكة وعلى مستوى العالم العربي وتستحق تجربته الشعرية الغنية والثرية أن يُحتفى بها على مستوى الدراسات وعلى مستوى الإفاده بان ننادي ونناشد القائمين على تأليف المناهج أن يختاروا بعض قصائده الجميلة لكي تصبح من المناهج الدراسية لانها تمتلك رؤى جمالية وتشتغل على لغة فصحى باذخة، ولذلك تأتي الجائزة في سياق ما يستحقه محمد الثبيتي من تقدير واحترام ونقدّر لنادي الطائف ما قام به من لفتة جميلة نأمل أن تستمر بهذه الجائزة. وقال الشاعر أحمد حسن: الفوز بهذه الجائزة له نكهة خاصة كونها أتاحت لي لأول مرة زيارة المملكة وزيارة الحرمين الشريفين، وارتباط الجائزة بالثبيتي شرف آخر فهو شاعر أثار وحرك الساكن وأثار الركود الذي كان ليس هنا فحسب ولكن في بعض البلدان العربية، فالثبيتي الشاعر الرجل الذي وقف ضد التحديات والتي حاولت أن تثني عزمه وتوهنه إلا انه كان «الحصان العصي»، ولاشك أن تمرّد الشاعر يُجبر الناقد على التمرّد واكتشاف آليات جديدة تتناسب مع هذا التمرّد الشاعري الجميل والنص الجديد وتجربة الثبيتي الثائرة والمغايرة خلقت نقدا ثائرا مغايرا يحاول أن يتماشى مع هذه التجربة الحديثة الجديدة، فتجربة الثبيتي حالة ثائرة ولكن ثورتها حميدة، والسعودية لديها شعراء مبدعون يمتلكون لغة ممتلئة بشكل كبير بالدهشة. صحيفة المدينة