أصبح الألماني مايكل كروجر، مدرب نادي المريخ السوداني، مهدداً بالإطاحة من منصبه وفقدان راتبه الشهري البالغ قدره 18 ألف دولار أميركي، بسبب «بركات» أمير الساجدين في الملاعب، لاعب وسط المريخ وكابتن الهلال السابق، هيثم مصطفى، النجم الأبرز في تاريخ كرة القدم السودانية، وذلك بعد خلاف (صامت) نشب بينهما أخيراً. وتعود تفاصيل الخلاف السرية إلى أن هيثم مصطفى طلب من كروجر منحه إذناً بالنزول إلى أرض الملعب بعد 5 دقائق من الحصة التدريبية في التدريب الرئيس لمباراة كمبالا سيتي يوم السبت الماضي في البطولة الإفريقية، وبرر هيثم طلبه بأنه (صائم)، حيث كان موعد التدريب يتزامن مع أذان المغرب، لكن الألماني رفض طلبه واعترض على صيام لاعبه. موضحاً أن الصيام يضعف لياقته البدنية، ليتناول البرنس كوب ماء ويؤدي فريضة المغرب وينزل أرض الملعب مع المجموعة، وبعد نهاية التدريب كانت المفاجأة المدوية التي أحدثت دوياً هائلاً في الوسط الرياضي بإبعاد البرنس عن قائمة المباراة نهائياً، وهي المباراة التي خسرها الفريق 0/2 في نتيجة مفاجئة جلبت السخط على المدرب الألماني وتعرض بسببها لهجوم عنيف من الجماهير التي حصبته بالحجارة، وكادت أن تفتك به لولا تدخل رجال الشرطة. إبعاد واعتبر الجمهور أن إبعاد هيثم مصطفى من المباراة أحد الأسباب المهمة التي قادت للخسارة، لأن الفريق افتقد صانع الألعاب المميز، كما رمى الإعلام بمسؤولية الخسارة على كروجر الذي يقود فريقه اليوم في جولة الإياب بأوغندا، وحال فشله في تعويض الخسارة والفوز على كمبالا سيتي ونيل بطاقة التأهل إلى الدور الأول من دوري الأبطال الإفريقي، فإن قرار إقالته سيصدر بعد المباراة مباشرة. ويتميز هيثم مصطفى بمكانة كبيرة وسط جماهير المريخ، كما كان حاله مع أنصار ناديه السابق الهلال الذي ارتدى شعاره 17 عاماً، نسبة لمقدرته الفائقة في صناعة الأهداف، والتي جعلته صاحب ألقاب عدة من بينها (البرنس، الأسطورة) إلى جانب لقب «سيدا أي» «سيد كرة القدم»، ولأنه من اللاعبين المعروفين بالتمسك الديني فقد أطلق عليه الإعلام لقب (الأمير الساجد) لكثرة وجوده بالمساجد. وصيامه التطوعي يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، ما يجعله لاعباً صاحب بركات سماوية في نظر البعض، خاصة أن كل السوابق تؤكد أن من يختلف معه الأمير الساجد يفقد موقعه سواء كان إدارياً أو مدرباً أو لاعباً، وسبق له أن اختلف مع مدرب الأزرق السابق، الفرنسي غارزيتو الذي تمت إقالته بعد أن تعثرت نتائج الفريق، كما فقد رئيس الهلال السابق الأمين البرير مقعده بعد أن قام بشطب هيثم مصطفى من الكشوف. غياب وبسبب غياب البرنس عن مباراة اليوم، فإن مجموعة كبيرة من أنصار الأحمر، فقدت الثقة في التأهل وترى صعوبة التعويض، بعد أن ربط الأغلبية التأهل بمشاركة هيثم مصطفى وعودته إلى التشكيلة الأساسية، لكنه اعتذر عن السفر بحجة (المرض) لكن المقربين إليه أكدوا أنه غاضب من المدرب الألماني لأنه لم يتعامل معه باحترام، ورغم أن الخلاف يشغل الساحة الرياضية لكن كروجر والبرنس رفضا الحديث بشكل مباشر لوسائل الإعلام، فيما اكتفى البرنس بتقديم إفاداته لأصدقائه، ذاكراً أن المدرب الألماني رفض صيامه وأنه يمكن أن يترك كرة القدم نهائياً إذا كانت ستمنعه من العبادة والفرائض الدينية. شعبية كبيرة تبقى الحقيقة الواضحة أن هيثم مصطفى النجم الأكثر أهمية داخل الميدان وخارجه، ولعل تلك الشعبية التي يتمتع بها ستضع كروجر في مطب صعب أمام أنصار البرنس ومعجبيه، دون أن يشفع له التأهل حال نجاحه في هذه المهمة التي تبدو صعبة كثيراً، وما يزيد صعوبتها حسب الشارع الرياضي غياب الأمير الساجد وبركاته عن هذه المباراة، التي ستكون لنتيجتها الكثير من ردود الأفعال سواء كانت سلبية أو إيجابية. البيان الاماراتية