«رب صدفة خير كمين»، تلك حال طفل آسيوي لم يتجاوز عمره التسع سنوات، كادت أنياب الشذوذ الجنسي لشاب من جنسيته أن تنهش براءته، وطفولته النقية، وتوقعه بين شقي رحى الإغراء بالمال، والجهل بنتائجه التي حسمها تدخل شاب عربي ساقته الأقدار ليكون شاهداً على واقعة «هتك عرض الطفل»، من قبل المتهم الذي حاول إغراءه بخمسة دراهم، ثمن قذارة سلوكه واستغلال عفوية وبساطة تفكير «فريسته»، وعواقب فعلته «الدنيئة». سرعة بديهة الشاب العربي الذي يعمل بوظيفة مندوب في دبي، وحسه الأمني العالي، وتدخله لإنقاذ الطفل بعد الشك في أمر من يصطحبه نحو مكان مهجور، حالت جميعها دون «تسريع» فصول الجريمة التي كادت أن تتطور، وتنزلق إلى نتائج أشد صفاقة وبشاعة من الاستغلال الجنسي و«هتك العرض». وبالاقتراب إلى تفاصيل الجريمة، فإن المتهم (ع ح ع) البالغ من العمر 22 عاماً، شاهد الطفل (ن م ع) واقفاً أمام منزله في منطقة البرشاء في وقت مبكر من الليل، ولوّح له بخمسة دراهم «طُعماً» ليغريه بها، ويوقعه في «صنارة» شذوذه ورغباته المريضة، مقابل «تلمس مناطق العفة في جسده النحيل الذي يشع براءة وطفولة وسلاماً». المتهم الذي كان يقود دراجة هوائية، وقت «فعلته العوجاء»، اصطحب الطفل معه إلى البقالة بعد «إتمام الصفقة»، ووعده بشراء حلوى له زيادة على «المبلغ الذي تم الاتفاق عليه»، وهو ما تم فعلاً، إذ وافق الطفل على «العرض»، وسمح للمتهم أن يلمس المنطقة «المقصودة» من جسده، قبل أن يخل المتهم «بشروط العقد»، ويطمع في اصطحاب فريسته إلى بناية قريبة تحت الإنشاء. شهادة «المنقذ» ووفق ما جاء في أوراق دعوى القضية التي كانت محل نظر الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، فإن المنقذ (خ ص ظ) الذي أبلغ الشرطة بالجريمة، شاهد المتهم وهو يلوّح بيده للمجني عليه، حاملاً فيها ورقة نقدية من فئة الخمسة دراهم، «بطريقة تدلل على أنه يغريه بها لحاجة سيئة يخفيها في نفسه»، قبل أن يتوجه «المبلّغ» إلى إحدى محطات البترول القريبة من المكان، ويعود بعد نحو 10 دقائق، ليجد المتهم ماشياً مع الطفل باتجاه أحد مواقع الإنشاء المهجورة، من دون أن يستقل دراجته، الأمر الذي فتح باب الشك على مصراعيه، بشأن نيات ذلك «الدرّاج»، وإلى أين يريد أن يصل في نياته. الشاهد نفسه استغل وجود صديق له معه في المركبة، وطلب منه النزول، والتموقع في أحد الأماكن لمراقبة المتهم والطفل، بينما «كلّف» نفسه بعد ركن المركبة، استيقاف «الأول»، واستجوابه، حول وجهته مع الطفل، وعن علاقته به، ولِمَ يصطحبه معه في الليل، وسرعان ما أجابه المتهم بكلمات متقطعة ثقيلة النطق، ومغلفة بطبقة من الخوف والارتباك، بأن الطفل الذي بصحبته هو ابن رب عمله، وأنه في طريقه معه إلى البقالة، قبل أن يفر هارباً من المكان، بعد أن توجه «العربي» إلى مركبته، ليحضر بعض الشيء منها، ويترك الطفل، ودراجته، و«حمولتها» التي كانت عبارة عن ملابس ومعدات عمل. كما يظهر من خلال التحقيقات أن الشاهد توجه إلى أهل الطفل، بعد أن سأل الأخير عن منزله، وأخبرهم بالواقعة، بالتوازي مع اتصاله بالشرطة التي حضرت إلى المنزل، وحاولت كشف خيوط الجريمة، من خلال الاستماع إلى رواية الطفل الذي كان خائفاً وهو يروي تفاصيل ما جرى معه والمتهم. خيط أما الخيط المتين الذي أمسكت به الشرطة للوصول إلى المتهم، فهو صديق الأخير الذي حضر إلى مكان الجريمة لأخذ الدراجة، ومن خلاله وصلوا إلى شقيق «الجاني» الذي أنكر في بداية الأمر أن له شقيقاً في الدولة، ثم اعترف، إلى أن وقع «بطل القصة» في قبضة الشرطة في وقت قصير جداً، وراح يتحدث عن علاقته ب«الجريمة»، وسوَّق نفسه على أنه لا ناقة له ولا بعير، وأنه صادف الطفل وهو في طريقه إلى البقالة، وهرب من «العربي» الذي استوقفه في الطريق، بحجة أنه خاف منه لأنه «مخالف لقانون الإقامة وشؤون الجانب». طالب يورط والده المُقعد في قضية مخدرات لم يجد طالب خليجي في باكورة عقده الثالث من العمر، بداً للتنصل من تهمة حيازة المخدرات التي ضبطتها جمارك مطار دبي بحوزته، سوى زج والده المقعد الذي كان برفقته بها، والادعاء بأن أقراص الترامادول التي وجدتها في حقيبة ملابسه ليست له، وإنما من أجل علاج والده الذي أنكر علاقته وعلمه بها. واستناداً إلى أوراق الدعوى التي نظرتها محكمة الجنايات، فإن الطالب (ر س م) متهم بتعاطي المخدرات، وجلب وحيازة مؤثر عقلي عبارة عن 20 كبسولة و10 أقراص من مادة الترامادول، حاول إخفاءها في جيب بنطاله الذي كان داخل شنطة سفره، إلا أن موظفي الجمارك في «المطار» اشتبهوا في المتهم لدى وصوله إلى نقطة التفتيش الخاصة بهم، وسألوه إن كان يحمل أية مواد مخدرة معه أو لا، فأجاب بالنفي، وعليه باشروا تفتيش حقيبته، ووجدوا تلك المواد المخدرة، وأدوية أخرى كانت مخفية داخل جيوب ملابسه. وقال مفتش جمارك في إفادة قدمها للنيابة، إنه بسؤال المتهم عن «الترامادول» المضبوطة معه، أنكر صلته بها، وادعى أنها لوالده الذي نفى علمه بها، أو حاجته إليها. البيان الاماراتية