كانت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية على موعد أمس مع مفخخات الموت، التي أزهقت أرواح 5 لبنانيين وتسبب بجرح 128 منهم 7 حالاتهم خطيرة، في وقت توحدت الأصوات الحكومية اللبنانية في إدانتها لهذه الاعمال الإرهابية التي رأوا أنها تستهدف استقرار لبنان بعد تشكيل الحكومة، فيما أعلنت السفارة الايرانية أن دبلوماسييها الذين أصيبوا في العملية جراحهم طفيفة، بينما نفت السفارة الكويتية إصابة أحد من أفرادها. وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن تفجيرين إرهابيين استهدفا منطقة بئر حسن في ضاحية بيروت الجنوبية، أحدهما أمام أحد المحال والاخر عند ثكنة هنري شهاب. وأفاد الصليب الأحمر اللبناني أن حصيلة ضحايا التفجيرين بلغت 5 قتلى و 128مصابا بينهم 7 حالاتهم خطيرة. بيان الجيش ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن بيان للجيش اللبناني القول إنه «في حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي، حصل انفجاران انتحاريان متزامنان تقريباً في منطقة بئر حسن، الأول داخل سيارة نوع «بى ام دبليو» بالقرب من المستشارية الثقافية الإيرانية، والثاني داخل سيارة نوع مرسيدس بالقرب من المعرض الأوروبي، ما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف المواطنين، بالإضافة إلى حصول أضرار مادية في الممتلكات». وأضاف البيان أنه «على الأثر فرضت قوى الجيش طوقاً أمنياً حول البقعة المستهدفة، فيما حضرت وحدة من الشرطة العسكرية وعدد من الخبراء المختصين الذين باشروا الكشف على موقعي الانفجارين والأشلاء البشرية التي وجدت بالقرب منهما، وذلك تمهيداً لتحديد طبيعتيهما وظروف حصولهما». وأعلن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في بيروت القاضي صقر صقر أن وزن العبوتين في الانفجار المزدوج 70 و 90 كيلو جراما من المتفجرات، مؤكداً، خلال تفقده موقع الانفجارين، أن «المعطيات تشير الى سيارتين في داخلهما انتحاريان، الاولى نوع مرسيدس 500 SE وفي داخلها 70 كيلو جراما ، والثانية نوع بي .ام. دبليو اكس.5 وفي داخلها 90 كيلو جراما من المواد المتفجرة». تبني القاعدة وأعلنت كتائب عبد الله عزام المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن التفجيرين في رسالة على حسابها على تويتر ذكرت فيها ان المستشارية الثقافية الإيرانية كانت مستهدفة في الهجوم، رداً على «قتال حزب إيران إلى جانب النظام المجرم في سوريا واستمرار اعتقال الشباب المسلم في لبنان»، حسب الرسالة. من جانبها، أكدت السفارة الإيرانية في بيروت «عدم وجود إصابات خطيرة بين الدبلوماسيين والعاملين في المستشارية الثقافية الايرانية»، لافتة إلى أن «الانفجار أدى إلى تحطم زجاج بعض الابنية بما فيها مكتب «إرنا»، والإذاعة والتلفزيون الإيراني». في حين أكدت سفارة دولة الكويت لدى لبنان سلامة الدبلوماسيين والمواطنين الكويتيين في بيروت بعد الانفجار. وطمأنت السفارة في بيان بثته وكالة الأنباء الكويتية جاء فيه «إن كافة مواطنينا وموظفينا بخير» كما أعربت عن إدانتها «مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تؤدي إلى قتل الأبرياء وتدمر الممتلكات من غير وجه حق». موقف رئاسي إلى ذلك، قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان إنه لا خلاص من «الإجرام الإرهابي» في لبنان إلا بالتضامن الكامل في مواجهته مهما كانت المواقع والانتماءات السياسية، وذكر بيان رئاسي إن «الإرهاب لا يميّز بين المناطق والأديان بل هو يتبع عقيدة وحيدة هي القتل والتدمير». وأجرى سليمان سلسلة اتصالات شملت وزير الداخلية نهاد المشنوق والسفيرين الكويتي عبد العال القناعي والإيراني غضنفر ركن ابادي والمسؤولين المعنيين للاطلاع على ما توفر من معلومات عن عملية التفجير «الإرهابي». وكان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، أدان الانفجار واعتبره «رسالة بإصرار قوى الإرهاب على المضي في مخططها في نشر الموت العبثي في الربوع اللبنانية»، مضيفاً إنه «وسط الاجواء الايجابية التي رافقت ولادة الحكومة وتركت ارتياحا لدى اللبنانيين، وجه الإرهاب ضربة جديدة للبنان عبر تنفيذ تفجير في منطقة مدنية آمنة، في رسالة تعكس اصرار قوى الشر على الحاق الأذية بلبنان وابنائه وذر بذور الفتنة بين ابنائه». من جانبه، أكد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أن الحكومة ستتخذ الإجراءات الامنية والسياسية اللازمة لإنهاء «الظاهرة الانتحارية المجرمة واقفال معابر الموت». وقال المشنوق ، خلال تفقد موقع التفجيرين: «هناك معابر لبنانية للسيارات المسروقة التي ترسل الى سورية وتفخخ، وعندما تدخل إلى الأراضي اللبنانية هي مسؤوليتنا، وبالتالي على كل القوى السياسية التعاون لإنهاء بؤر الموت الموجودة في مناطق البقاع في اكثر من منطقة أهمها مناطق «الحرامية» المزورين». الحريري: رسالتان من وراء العملية أدان رئيس الحكومة الأسبق وزعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري الانفجار، مؤكدا ضرورة وحدة الموقف اللبناني في مواجهة الإرهاب. وقال الحريري، الموجود خارج لبنان، في بيان، إنه «إذا كان الهدف من العملية الإرهابية توجيه رسالة الى اللبنانيين بان لبنان لن يكون في منأى عن الإرهاب بعد تشكيل الحكومة ، فإننا نؤكد اكثر من أي وقت آخر وحدة الموقف اللبناني في مواجهة الإرهاب وكل المحاولات المشبوهة والمدانة لإثارة الفتن وضرب الجهود القائمة لحماية الاستقرار»، وكرر الحريري «الدعوة الى تحييد لبنان عن اتون النيران السورية، والى انسحاب حزب الله من القتال الدائر في سوريا، والتزام مقررات الحوار الوطني في إعلان بعبدا». البيان الاماراتية