أكد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أن الحكومة ستتخذ الإجراءات الأمنية والسياسية اللازمة لإنهاء «الظاهرة الانتحارية المجرمة وإقفال معابر الموت». وأفاد المشنوق لدى تفقده موقع تفجيري منطقة بئر حسن قرب المستشارية الثقافية الإيرانية في بيروت، واللذين أسفرا عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 128 بينهم حالات خطيرة، بأنه «هناك معابر لبنانية للسيارات المسروقة التي ترسل إلى سورية وتفخخ، وعندما تدخل إلى الأراضي اللبنانية هي مسؤوليتنا، وبالتالي على كل القوى السياسية التعاون لإنهاء بؤر الموت الموجودة في مناطق البقاع في أكثر من منطقة أهمها مناطق «الحرامية» والمزورين. وتابع المشنوق أن هناك من يسهل لكتائب «عبدالله عزام»، التي تبنت التفجير في منطقة بئر حسن أمس، وهذا التسهيل لا يقل إجراماً ومسؤولية، وهؤلاء المسهلون هم لبنانيون. من جانبه أدان رئيس الحكومة الأسبق وزعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري الانفجار، مؤكداً ضرورة وحدة الموقف اللبناني في مواجهة الإرهاب. وبين الحريري، الموجود خارج لبنان، في بيان أمس أنه «إذا كان الهدف من العملية الإرهابية توجيه رسالة إلى اللبنانيين بأن لبنان لن يكون في منأى عن الإرهاب بعد تشكيل الحكومة، فإننا نؤكد أكثر من أي وقت آخر وحدة الموقف اللبناني في مواجهة الإرهاب وكل المحاولات المشبوهة والمدانة لإثارة الفتن وضرب الجهود القائمة لحماية الاستقرار». ودان كل من إيرانولبنان «بحزم» أمس التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا المستشارية الثقافية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأفاد الجيش اللبناني أن الهجوم الذي وقع ساعة الذروة نفذه انتحاريان بشكل متزامن في منطقة بئر حسن، واستخدم مفجرون انتحاريون الأسلوب نفسه في مهاجمة السفارة الإيرانية في بيروت نوفمبر الماضي. وأعلنت كتائب عبد الله عزام المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم الذي دانه رئيس الوزراء تمام سلام واعتبره عملاً من أعمال الإرهاب. ونددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم بحزم «هذا العمل الإرهابي الذي يستهدف استقرار لبنان وأمنه ووحدته..». وأوضح صقر صقر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية أن المعطيات تشير إلى أن الانتحاريين استخدما سيارتين ملغومتين الأولى مرسيدس إس.إي بداخلها 70 كيلوغراماً من المتفجرات، والثانية بي.أم.إكس 5 وتحوي 90 كيلوغراماً. الضاحية الجنوبية معقل حزب الله الذي يقاتل إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد في صراع أذكى التوترات في لبنان. وتحطمت في الهجوم نوافذ دار قريبة للأيتام حيث هرع الأطفال خارج المبنى المهشم وهم يصرخون «انفجارانفجار» وكان بعضهم يبكي. وأوضح رجل يعمل في متجر للحلوى بالقرب من مكان الانفجار الذي هز المنطقة كلها «سمعنا انفجاراً ثم الآخر، ودفع بنا عصف الانفجارين إلى الداخل، لا أصدق أنني ما زلت على قيد الحياة». وتناثرت أشلاء الجثث في المكان، وكان بين المصابين عدد من الأطفال. وتوعد متشددون بمهاجمة حزب الله في الأراضي اللبنانية، وجاء هذا الهجوم ضمن سلسلة تفجيرات بسيارات ملغومة استهدفت بيروت وشرق لبنان منذ يوليو الماضي. وعقب التفجير أفاد رئيس الوزراء سلام فياض في بيان أنه «وسط الأجواء الإيجابية التي رافقت ولادة الحكومة وتركت ارتياحاً لدى اللبنانيين، وجه الإرهاب ضربة جديدة للبنان عبر تنفيذ تفجير في منطقة مدنية آمنة. في رسالة تعكس إصرار قوى الشر على إلحاق الأذية بلبنان وذر بذور الفتنة بين أبنائه». The post الداخلية اللبنانية تتعهد بإغلاق «معابر الموت» appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية