الشارقة - محمد أبو عرب: افتتحت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون مساء أمس الأول في البيوت التراثية التابعة للمؤسسة، ثلاثة معارض فردية لكل من: عبدالله السعدي "الإمارات"، وأحمد ماطر "السعودية"، والفنان الداغستاني الراحل إدوارد بوتربروت، وذلك بحضور أحمد المدفع رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، والشيخ سلطان بن سعود القاسمي، وهشام المظلوم مدير إدارة الفنون، ومنال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة . وتلتقي المعارض التي تستمر حتى 22 مايو/أيار المقبل، في نقاط عديدة حيث يشتغل الفنانون على التوثيق، ورصد أثر الزمن في المتغيرات، جامعين بذلك رسائل، وحجارة، ومعادن يعود تاريخها إلى عشرات السنين، ضمن مجموعة أعمال تركيبية تنتمي إلى مدارس الفن المفاهيمي . وتبحث المعارض رغم اختلاف أعمال فنانيها، وتباين مفردات تجاربهم، في ثيمة واحدة، تتمثل في التوقف عند المتغيرات والتي ربما تبدو هامشية للوهلة الأولى، وإعادة تقديمها بجمالية مغايرة تكشف عن علاقة الإنسان بمكانه، وما يحدثه الزمن من تبدل للمجتمعات، والقيم، والعادات، والمفاهيم . تتراوح أعمال عبدالله السعدي بين الرسم والتصوير والدفاتر الفنيّة، وتتميز بالتجميع والتصنيف المنظّم لأشياء يتم العثور عليها تقدم علاقته مع الطبيعة والحياة الريفيّة وممارسته الفنيّة والتي تستكشف البيئة المتغيّرة والتاريخ الشخصي . ويأتي معرض السعدي تحت عنوان "الطوبي"، وهو مصطلح محلي يدل على الخبز، يرى السعدي بأنه رابط مشترك يجمع بين الشعوب المختلفة، والسعدي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بوالدته التي لها نصيب كبير في هذا المعرض من خلال عمل "رسائل أمي" الذي بدأه في عام 1998 من خلال جمع الرسائل الرمزية حجر، قطعة خشب . .إلخ، التي تركتها له والدته عند باب مرسمه أو بيته عندما كانت تأتي لزيارته ولا تجده . انتهى العمل في عام 2013 بوفاة والدة الفنان، وانتهى معه كتاب "رسائل أمي" الذي يضم يوميات ورسومات لهذه الرسائل . ويشتمل المعرض أيضاً على قسم للأعمال التي نتجت عن رحلة قام بها السعدي في أمريكا اللاتينية والمناطق الحدودية في عمانوالإمارات برفقة عشرة أحجار حُفر عليها الكثير من أشكال الحيوانات، وذلك على خطى "رحلة قمرقند" التي اصطحب فيها السعدي حماره قمرقند وكلبه ونتج عنها عمل "قمرقند" الذي شارك في بينالي الشارقة عام ،2010 ويعرضه مرة أخرى في هذا المعرض . وأنتج السعدي أيضاً مجموعة "البطيخ"، ومجموعة النعال الحجرية "الزنوبة" ويطرح فيهما صلة عميقة بين الهوية والحياة، تعيد الإنسان إلى مواطن عيشه الأولى: الصحارى، والجبال . ويشتمل معرض أحمد ماطر العثور على 100 قطعة صور فوتوغرافية وأشرطة فيديو، ومواد بحثية جمعها ماطر ليؤرخ لماضي مكة، مقدماً بذلك أرشيفاً غنياً ومعجماً عن التطورات الحضرية وعمليات التوسع المستمر في مكةالمكرمة . وتكشف أعمال ماطر عن جانب تاريخي غير رسمي للحياة الاجتماعية والسياسية السعودية، ويعد هذا المشروع عملاً مفتوحاً سينتهي بانتهاء عمليات التوسع الشامل التي تجري في مكة . أما معرض "إدوارد بوتربروت" بين مشرقي ومغربي فيقدم مجموعة مختارة من أعمال الفنان الداغستاني الراحل بوتربروت، والذي يتتبع رحلة الفنان وأعماله على مدى عقدين من الزمن، حيث تظهر الحكايات الداغستانية الشعبية والثقافية في محور أعماله، إذ كان يصور العلاقة بين الشرق والغرب على استخدام مختلف الأساليب والتقنيات بما في ذلك المسرح والتصميم المسرحي، ليوصف الاختلافات بينهما . وقد خاض بوتربروت في كل شيء من الرسم إلى الكتابة والمسرح . تأثرت أعمال بوتربروت إلى حد كبير بعوالم وطنه داغستان وما يكتنزه من قصص خيالية وأساطير وتقاليد وأبعاد ثقافية، وتصل إلى نحو 60 لوحة رسمت بمواد مختلفة . وتبع افتتاح المعارض عرضاً سينمائياً للفيلم "وجدة" الذي أخرجته السعودية هيفاء المنصوري، في سينما سراب المدينة، وتدور أحداثه حول فتاة اسمها وجدة، تنتمي إلى عائلة من الطبقة المتوسطة، وتحلم دائماً بامتلاك دراجة خضراء معروضة في أحد متاجر الألعاب، على الرغم من أن ركوب الدراجات محظور على الفتيات، كي تتسابق مع ابن جيرانها الطفل في شوارع "الحارة" . الخليج الامارتية