نظرة سريعة على كيفية قضاء الكثير من الناس ساعات يومهم تعطيك ملامح وصورة واضحة لخلل بالغ وخطير يجب معالجته، والعمل على تنمية وعيهم بالأضرار الجسيمة التي يرتكبونها بحق سلامتهم وصحتهم. لقد تواترت الدراسات والتصريحات من الأطباء والخبراء والمتخصصين التي تؤكد أن الخمول والكسل جالب لعدة أمراض خطيرة، لعل آخرها ما كشفه المشاركون في المنتدى الإقليمي عن تعزيز النشاط البدني الذي تم تنظيمه في دبي، عن أن الخمول البدني يعد سبباً رئيساً في 21 إلى 25 في المئة من حالات الإصابة بسرطان الثدي والقولون، كما أنه وراء حدوث 27 في المئة من حالات الإصابة بالسكري عالمياً، و30 في المئة من حالات الإصابة بمرض القلب الإقفاري، كما يحتل الموقع الرابع بين أكبر العوامل الرئيسة للوفيات على مستوى العالم. قد يستغرب البعض منا مثل هذه الأرقام ويسأل كيف تداهمه مثل هذه الأمراض، بسبب الخمول وعدم الحركة، وهو يومياً يذهب ويعود لعمله؟ ولكن برصد اليوم الذي يقضيه كثير منا، حيث نبدأ بالذهاب لمقر أعمالنا صباحاً ونستخدم مركباتنا الخاصة، وعند وصولنا، فإن طبيعة العمل مكتبية بمعنى أننا لا نتحرك من الكرسي الدوار لعدة ساعات، ثم نعود إلى المنزل مرة أخرى في آخر النهار ولو جمعنا عدد الأمتار التي مشيناها خلال هذه الرحلة لن تجدها تتجاوز العشرات. من دون شك إن أنشطتنا البدنية، سواء في مقر العمل أو في أي مرفق من مرافق المجتمع الأخرى قد خفت تماماً وانخفضت معدلات الحركة لدينا بشكل بالغ وكبير من دون أن نشعر بهذا التغيير والتحول، لأنه حدث على فترات زمنية طويلة. لذا، فإن المشاركين في هذا المؤتمر، وفي توصياتهم، ركزوا على ضرورة أن تعمل قطاعات التخطيط العمراني على ضمان تصميم الشوارع والمنتزهات، بحيث يستطيع الجميع المشي بها، وممارسة الأنشطة بسلامة وأمان. ويجب أن يضمن قطاع التعليم إدماج التربية البدنية والنشاط البدني كجزء أصيل في المناهج الدراسية، ولا بد أن تكون منظومة النقل سهلة الاستخدام، حتى يتمكن الناس من تقليل اعتمادهم على سياراتهم الخاصة، كما يجب أن يتيح أصحاب العمل الفرصة للعاملين بمؤسساتهم، لممارسة الأنشطة البدنية في مكان العمل. ببساطة متناهية إذا كنت تود تجنب الأمراض مارس الرياضة، واجعلها جزءاً من يومكم، ولنحاول جميعاً أن نغير الروتين والاعتماد على الغير، ولنبدأ في التخلص من الخمول الذي يقتلنا ببطء قاس وكبير، لنأخذ زمام المبادرة لحياة مديدة، حياة صحية محملة بالإنجاز والسعادة. [email protected] The post حرك نفسك تسلم appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية