دبي (الاتحاد) - أوضحت سارة أحمد باقر، رئيسة وحدة خدمة المجتمع في مركز دبي للتوحد، أن معظم الدراسات والأبحاث أكدت أن نسبة أطفال التوحد الذين يملكون قدرات خاصة وخارقة هي 10%، بينما نسبة من ليست لديهم اضطرابات التوحد 1% فقط من بين العدد الإجمالي للأطفال، أي أن فرصة امتلاك أحد الأطفال المصابين بالتوحد موهبة تزيد بعشرة أضعاف عنها عند الأطفال بشكل عام. وعن الأسباب التي تقف وراء هذه القدرات، قالت باقر: إن الأسباب التي تقف وراء هذه القدرات الخاصة والمواهب النادرة لدى أطفال التوحد ليست معروفة حتى الآن، كما هو الحال في مسألة أسباب التوحد التي مازالت نظريات افتراضية، وفي القدرات الخاصة الافتراضات قائمة، حيث يؤكد البعض أن موضوع الاهتمام والرعاية والتدريب يمكن أن يكون وراء هذه القدرات، لكن البعض الآخر يؤكد أن معظم أطفال التوحد تظهر لديهم تلك القدرات في سن مبكرة، تسبق مسألة الرعاية والتدريب والاهتمام، مما جعل الباحثين في اضطراب التوحد، يعتقدون أن هناك نمطا تنظيميا آليا غير مألوف في عمليات المخ لديهم. بناءً على هذه النسبة الكبيرة التي أثبتتها تلك الدراسات، وعلى هذا التنوع من القدرات الخاصة يشكل مصطلح عالم التوحد، العالم الذي يمتلك ذاكرة قوية وقدرات حسابية وفنية وأخرى كثيرة غير اعتيادية، وقد أثبتت الأبحاث وفقاً لما ذكرته باقر أن أطفال التوحد الذين يندرجون ضمن الذكاء الطبيعي، يمتلكون قدرات خاصة ومختلفة تميزهم عن الأطفال من أقرانهم، ممن يندرجون ضمن الذكاء المتوسط، لديهم موهبة وقدرة خاصة في مجال واحد أو أكثر من تلك المجالات التي ذكرت، مما يؤكد أن هناك علاقة وثيقة ما بين ظهور القدرات الخاصة لطفل التوحد ومستوى الذكاء الذي يتمتع به، فالقدرات العقلية تساعد وتسرع في ظهورها. وتتابع: هناك مسألة جدلية ما بين اضطراب التوحد وارتباطه بالقدرات الخاصة، فهناك من ذكر أن كل أطفال التوحد يمتلكون قدرات مميزة تتفاوت من طفل لآخر، ولديهم مهارات تميزهم عن غيرهم من أقرانهم في مجال ما، لكن علينا فقط اكتشافها والتماس نقاط القوة في تلك البذور الأولى لموهبة الطفل والعمل على رعايتها وتطويرها، وبالتالي منحها الفرصة للظهور. ورداً على سؤال عما إذا كان المصاب بالتوحد يتمتع فعلاً بمستوى ذكاء خارق حسب ما يتردد، أجابت بأن لأطفال التوحد قدرات خاصة ومستوى ذكاء طبيعي وليس خارقاً بمعنى الكلمة، إلا أنهم لا يتركون هذا الانطباع لدى الآخرين بسبب ما يعانونه من صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي وبعض السلوكيات، كما يتميز %10 من أطفال التوحد بقدرات متميزة في النواحي الحسابية والحفظية والفنية، إلى جانب تمتعهم بنسبة عالية من الانتباه، والذي يتم التركيز عليه في عمليات التعليم والتفاعل مع الآخرين، ويشدد الباحثون على أن التعامل مع اضطراب التوحد هو محور أساسي لاكتشاف نقاط القوة في الطفل بدلاً من اعتباره اضطراباً يثير المخاوف، وقد أشارت معظم الدراسات إلى أن أطفال التوحد تتراوح مستوياتهم العقلية والمعرفية ما بين 50% ممن يعانون من اضطراب التوحد مصحوباً بإعاقة عقلية متوسطة، ويتراوح حاصل ذكائهم من 50 إلى 69 درجة، ويظهرون ذكاءً متوسطاً في مهاراتهم الحياتية والمعرفية، ولكن يتمتعون بقدرات فائقة وخاصة يمكن ملاحظتها وتطويرها واستثمارها، كما أن هناك 25% ممن يعانون من اضطراب التوحد لديهم نسبة ذكاء تبلغ 70% فأكثر، وهي تعد نسبة ذكاء طبيعية وجيدة يمتلك الأطفال هنا قدرات خاصة ومختلفة من بينها القدرات الخارقة. وهناك كذلك نسبة 25% ممن يعانون من التوحد مصحوباً بإعاقة عقلية شديدة تبقى نسبة ذكائهم دون 50 درجة، ومع ذلك يمتلك بعض الأطفال قدرات لافتة في مجال ما، ويمكن تطوير هذا الجانب وتنميته. وحول سبب انخفاض نسبة ذكاء الأطفال المصابين بالتوحد خلال نتائج اختبارات الذكاء، أجابت باقر بأن الذكاء هو مجموعة القدرات التي تقيسها تلك الاختبارات عندما يتم قياس ذكاء شخص ما خلال فترات مختلفة من مراحل نموه، فعلى سبيل المثال الطفل الذي تكون درجة ذكائه أقل من 70 يتوقع أن يواجه مشاكل تعليمية. الاتحاد الاماراتية