شيخ حوثي يعلنها صراحة: النهاية تقترب واحتقان شعبي واسع ضد الجماعة بمناطق سيطرتها    الحوثيون يزرعون الموت في مضيق باب المندب: قوارب صيد مفخخة تهدد الملاحة الدولية!    أرسنال يفوز من جديد.. الكرة في ملعب مان سيتي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    مارب.. تكريم 51 حافظاً مجازاً بالسند المتصل    الحوثيون يلفظون أنفاسهم الأخيرة: 372 قتيلاً خلال 4 أشهر    مأرب تغرق في الظلام ل 20 ساعة بسبب عطل فني في محطة مأرب الغازية    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يفوز على مايوركا ويقلص الفارق مع برشلونة    " محافظ شبوة السابق "بن عديو" يدقّ ناقوس الخطر: اليمن على شفير الهاوية "    رسالة حوثية نارية لدولة عربية: صاروخ حوثي يسقط في دولة عربية و يهدد بجر المنطقة إلى حرب جديدة    مقرب من الحوثيين : الأحداث في اليمن تمهيد لمواقف أكبر واكثر تأثيرا    ريال مدريد يسيطر على إسبانيا... وجيرونا يكتب ملحمة تاريخية تُطيح ببرشلونة وتُرسله إلى الدوري الأوروبي!    17 مليون شخص يواجهون حالة انعدام الأمن الغذائي باليمن.. النقد الدولي يحذر من آثار الهجمات البحرية    تكريم مشروع مسام في مقر الأمم المتحدة بجنيف    الرسائل السياسية والعسكرية التي وجهها الزُبيدي في ذكرى إعلان عدن التاريخي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    آرسنال يفوز على بورنموث.. ويتمسك بصدارة البريميرليج    #سقطرى ليست طبيعة خلابة وطيور نادرة.. بل 200 ألف كيلومتر حقول نفط    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    الرئيس الزبيدي: نلتزم بالتفاوض لحل قضية الجنوب ولا نغفل خيارات أخرى    الحوثيون يستعدون لحرب طويلة الأمد ببنية عسكرية تحت الأرض    معاداة للإنسانية !    من يسمع ليس كمن يرى مميز    مكتب الأوقاف بمأرب يكرم 51 حافظاً وحافظة للقران من المجازين بالسند    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تصدر بيانا مهما في اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و654 منذ 7 أكتوبر    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    من هي المصرية "نعمت شفيق" التي أشعلت انتفاضة الغضب في 67 بجامعة أمريكية؟    أول مسؤول جنوبي يضحي بمنصبه مقابل مصلحة مواطنيه    بدء دورة للمدربين في لعبة كرة السلة بوادي وصحراء حضرموت    أبطال المغرب يعلنون التحدي: ألقاب بطولة المقاتلين المحترفين لنا    الرئيس العليمي يوجه بالتدخل العاجل للتخفيف من آثار المتغير المناخي في المهرة    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التوحد مرض لا شفاء له حتى الآن
نشر في الجنوب ميديا يوم 24 - 02 - 2012

قد نلاحظ أن هناك أطفالا منغلقين على أنفسهم ولا يتواصلون ولا يندمجون مع زملائهم ولديهم صعوبة في النطق أو يستخدمون لغة الإشارة بكثرة، فمثل هؤلاء قد يعانون مرض التوحد من دون معرفة الأهل، وفي هذه الحالات يجب استدعاء أولياء أمور هؤلاء الأطفال ومحاولة توجيهم وإشعارهم بأن طفلهم بحاجة إلى كشف طبي .
وحول اضطراب التوحد وأنواعه وأسبابه وتشخيصه وعلاجه وأهمية التدخل المبكر في العلاج، يدور الحوار التالي مع الدكتورة مها درويش، استشارية أطفال، البورد الفرنسي في طب الأطفال .
* ما "التوحد"؟ وما أنواعه؟
- يعرف مرض التوحد عند الأطفال بأنه حالة مرضية تظهر في الطفولة الباكرة يكون الطفل فيها عاجزا عن التواصل مع الآخرين وعاجزاً عن التفاعل مع محيطه .
وما يميز هذا الاضطراب المرضي هو وجود بعض الحركات النمطية المتكررة وبعض السلوكات الشاذة .
كما يتضمن التوحد أيضا مجموعة من الأمراض التي تحتوي على بعض وليس كل سمات التوحد وبدرجات متفاوتة يطلق عليها اسم أطياف التوحد . وقد كان التوحد في الماضي يعرف بأنه مرض الأغنياء أو مرض طبقات المجتمع العليا، ولكن وجد لاحقاً أن هذا المرض يمكن أن يصيب كل الناس بمختلف طبقاتهم وبشكل متساو، بل إنه لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار هذا المرض بشكل واسع، وأن شدته تتفاوت بين طفل وآخر، وقد حاول العلماء تصنيف التوحد حسب شدة أعراضه إلى عدة أنواع، فهناك التوحد وأطيافه، مرض "اسبرجر"، واضطراب "التطور الاستقبالي المنتشر"، وقد يكون من الصعب أحيانا التفريق بين نوع وآخر أو قد تتداخل الأنواع في بعضها بعضاً من خلال الأعراض المشتركة، ولكن هناك اتفاقا على أن الأطفال الذين يعانون التوحد أو أطيافه يتفاوتون بدرجة القدرات العقلية ودرجة تأثر الكلام واللغة، ففي التوحد التقليدي نجد الطفل تنطبق عليه كل أو معظم سمات التوحد التي سنتكلم عنها لاحقا، أما في اضطراب التطور الاستقبالي المنتشر فنجد لدى هؤلاء الأطفال بعض سمات التوحد ولكنها ليست كافية لتصنيفهم ضمن الأطفال المتوحدين، أما مرض "اسبرجر" فهو المتلازمة الأقل حدة بين الاضطرابات المذكورة سابقا حيث يعاني الطفل بعض المشاكل السلوكية والاجتماعية الخفيفة ولا تتأثر لديه اللغة أو القدرات العقلية .
ويبدأ مرض التوحد في الطفولة الباكرة ويستمر طيلة الحياة ويتأثر الشخص المصاب بدرجات مختلفة، وقد ازداد الوعي في المجتمع بضرورة الكشف المبكر عن هذا المرض خاصة أن التقدم الكبير في الرعاية الصحية والعلاج لهذه الفئة من الناس مكنهم من الاندماج في المجتمع والمشاركة فيه؛ ولا ننسى أهمية تقديم الدعم لأسر هؤلاء الأطفال حيث غالبا ما يكون من الصعب عليهم تقبل حالة طفلهم أو التعايش معها .
هل هناك إحصائية حول مرضى التوحد داخل الدولة؟
- لا توجد إحصاءات دقيقة داخل الدولة حول مرضى التوحد، ولكن نسبتهم في ازدياد مستمر، وتشير أحدث التقارير إلى أن معدلات انتشار مرض التوحد في الدولة 29 حالة بين كل 10 آلاف طفل، وبالرغم من أن هذه المعدلات تعتبر أقل من مثيلاتها في البلدان المتقدمة، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تراجع معدلات انتشار هذه الحالة في العالم العربي .
وفي دراسة نشرت من عدة سنوات تم تقييم عينة عشوائية من 694 طفلاً بعمر ثلاث سنوات في الدولة، وذلك باستخدام استبيان فحص التوحد، وقد لوحظ أن 58 في 10 ألاف طفل يعانون التوحد، وفي المرحلة الثانية باستخدام المقابلة السريرية، وجد أن 29 من كل 10 ألاف طفل يعانون اضطراب النمو المتفشي "PDD"، ومع ذلك لم يتم تشخيص أي من هؤلاء الأطفال قبل الدراسة، وقد كانت النسبة أكبر عند الذكور، وكذلك في حال وجود مشاكل سلوكية وتاريخ عائلي من التوحد .
كيف يتم تشخيص مرض التوحد؟
- هناك العديد من الوسائل التشخيصية، ويجب أن يتم التشخيص على أيدي فريق من المختصين في هذا المجال، ويجب على جميع من يعتني بهؤلاء الأطفال من آباء أو مدرسين أن يكونوا على دراية بأعراض التوحد من أجل الكشف الباكر، لا يتوجب التشخيص إجراء أي فحوص شعاعية أو مخبرية أو جينية إلا في حالات معينة مثل حالات التخلف العقلي الشديدة، أو حالات التشوهات الخلقية، غالبا ما يؤكد التشخيص بما يسمى اللقاء التشخيصي، وهو عبارة عن لقاءات مطولة مع الأبوين والطفل يستعرض خلالها تاريخ المرض وسلوكات الطفل (من عمر سنتين فما فوق)، يستمر اللقاء الواحد ما بين الساعة والساعتين، بالإضافة إلى مجموعة قوائم يطلب من الأهل الإجابة عنها في مجالات اللغة والتواصل الاجتماعي وغيرها، أما الفحص السريري المرافق لهذه اللقاءات فيجب أن يكون دقيقا تراقب فيه حركات الطفل، ونموه الجسمي، وتحديد وجود إعاقة عقلية أم لا .
ما سمات أطفال التوحد؟
- تتضمن أبرز سمات اطفال التوحد ما يلي:
1- تراجع التطور واللغة: هذه سمة مهمة وشائعة، حيث نجد الطفل ينسى كلمات كان يستعملها سابقا فيفقد القدرة على الكلام تدريجيا ويكون هذا ما بين عمر 15 الى 30 شهرا حسب بداية ظهور الأعراض، وأحيانا نجد الطفل يبدأ بتكرار كلمة سمعها لتوه أو سابقا فيكررها مرات عديدة، ويتحدث عن نفسه بلغة "أنت" كناية عن نفسه، ويبدأ بالتراجع عن فعل أشياء كان يقوم بها بنفسه، وكثيرا ما يربط الآباء هذا التراجع بإصابة فيروسية سبقت هذا، ولكن يجب التأكيد عليهم ان ذلك محض صدفة ولا علاقة له بالتوحد .
2- الإشارة بالسبابة: علامة مهمة، فإذا لم يستعمل الطفل إصبعه للإشارة لشيء ما كالضوء أو أحد والديه فهذا عامل خطير وينبئ بإمكانية أن يصاب الطفل بالتوحد أو أحد أطيافه، وبشكل عام يستطيع الطفل أن يشير بإصبعه لشيء ما في سن 12 الى14 شهر . يجب على الطبيب ان يسأل الأم عن هذا كما أنه يمكن أن يحاول بنفسه الإيحاء للطفل كي يشير بإصبعه، وغالبا لا يفعل إذا كان ممن سيتطور عندهم التوحد في ما بعد .
3- التفاعل مع المحيط: يميل أطفال التوحد إلى الاهتمام بالأشكال الهندسية ويفضلونها على الألعاب . كما أنهم ينفعلون بشكل غير عادي لمواجهة ظروف عادية، فمثلا إذا سمع الطفل صوت المكنسة الكهربائية فإنه يبدأ بالصراخ، لذلك غالبا ما تحاول الأم تنظيف المنزل عند غيابه . إن الطفل المتوحد يغضب بشدة إذا حاول أحدهم لمسه بيده . أما على مستوى الأسرة فهو لا يتفاعل مع أفرادها ولا يكون صداقات مع أقرانه وأحيانا يختار صديقا واحدا يتبعه دائما حتى لو لم يهتم له هذا الصديق . وتزداد عزلة الطفل مع الوقت كلما كبر، فيكون وحيدا في سن المراهقة وقد يمر عام كامل بدون أن يتصل بأحد أصدقائه على الهاتف .
4- ارتفاع عتبة الألم: (أو اللامبالاة تجاه الألم): لا يتألم الطفل المتوحد بشكل عادي عند إصابته بشيء مؤلم، فنجده لا يبكي ولا يجري نحو والديه لو أصابه أي مكروه . وقد تكتشف الأم صدفة إصابته بجرح أو رض بدون أن يبكي أو أن يكترث لإصابته . أما في حال ارتفاع درجة الحرارة فنجد الطفل يصبح هادئا فجأة فتقل لديه نوبات الغضب والحركات العدوانية وغالبا ما تقول الأم عندما يتحول طفلي إلى ملاك أعرف أنه مصاب بالحمى .
5- إيذاء النفس: يقوم الطفل بإيذاء نفسه ، فيقرص جلده حتى يحمر كما أنه يقوم بعض أصابعه وأطرافه، وقد يضرب رأسه بالأرض أو أي جسم صلب وقد يؤذي عينيه بأداة حادة قد تؤدي الى العمى، وبعضهم يقتلع أظافره وشعره وغير ذلك .
6- اللعب: لا يمكن لطفل التوحد أن يقوم باللعب التخيلي، كأن يمثل دور أم ترضع وليدها أو يقلد صوت قطة وغيرها . وتعتبر هذه علامة مهمة لو لاحظها الأهل يجب عليهم تنبيه الطبيب . كذلك قد يأخذ اللعب منحى غريب الشكل، فبدلا من أن يلعب بالسيارة بأن يمررها على الأرض نجده يهتم بتفاصيلها فيركز على العجلات مثلا وما إلى ذلك . كثيراً ما يستمتع هؤلاء الأطفال برمي الأشياء من ارتفاعات معينة كالدرج مثلا ويراقبون سقوطها مرات ومرات . كما أنهم قد يمضون ساعات طويلة باللعب بشيء ما لا علاقة له بالألعاب كسلسلة حديدية مثلا، وقد يقفون على النافذة يراقبون إشارة المرور لأوقات طويلة .
ما أسباب التوحد؟
- لا تعرف أسباب التوحد ولكن هناك بعض الفرضيات سنذكر بعضا منها:
1- نظرية الإصابة العصبية: حيث أظهرت الدراسات الشعاعية أن بعض الإصابات بالفص الدماغي الجبهي والمخيخ ومناطق أخرى في القشرة الدماغية كانت موجودة عند بعض المصابين بالتوحد، والأهم من ذلك أن اختلاف الإصابة في مناطق المخ المختلفة كانت ترتبط بشدة التوحد وأعراضه كتأثر اللغة والتفاعل مع المحيط . وأظهرت دراسات أخرى أن هنالك علاقة ما بين التوحد وإصابة المادة البيضاء داخل المخ (الرنين المغنطيسي) .
2- اختلال مناعة الجسم: تتجلى بنقص خلايا الدفاع داخل الجسم والتي تظهر أحياناً بعد الإصابة بالفيروسات
3- النظام الغذائي: هذه النقطة مازالت تثير الجدل بين الباحثين، حيث وجدت بعض الدراسات أن " الغلوتين" و"الكازئين" الموجودين داخل الطعام متهمين بأحداث التوحد، وأن أكل الألبان والشوكولاته ومشتقاتهما تزيد من حدة المرض وأعراضه، ولكن لا توجد أي دراسات تدعم هذه الفرضية .
4- فتور الوالدين العاطفي: سادت في أربعينيات القرن الماضي هذه النظرية وقد نقضت حديثاً . ولا يجب أن يلام الأبوان على أن طفلهما قد أصيب بالتوحد بسبب قلة العطف والحنان .
5- مضاعفات الحمل والولادة: مثل التعرض للفيروسات خلال الحمل خاصة فيروس الحصبة الألمانية، أو التعرض للسموم مثل المبيدات الحشرية . كذلك الأمر في حالة الولادة الباكرة ونقص أكسجين (أو اختناق) الوليد .
6- الوراثة والأسباب العائلية: يمكن أحياناً أن يكون للوراثة دور في الإصابة بالتوحد، فقد وجدت الأبحاث أنه إذا كان لدى العائلة طفل مصاب بالتوحد، تزيد نسبة إصابة أحد الإخوة بنسبة 8 .2 أي ثلاث مرات تقريبا عن المعدل العام . كما أنه إذا أصيب أحد التوائم بالتوحد تزيد نسبة إصابة التوأم الآخر بثلاث مرات تقريبا .
7- عمر الأب: وجدت دراسات حديثة أنه إذا كان عمر الوالد عند ولادة طفله 55 عاماً تزيد نسبة إصابة هذا الطفل بالتوحد بمعدل مرتين ونصف .
8- التطعيم: لقد اتهمت بعض التطعيمات في الماضي بأنها مسببة للتوحد خاصة تطعيم السنة، وقد نقضت الدراسات الحديثة هذه النظرية، وإن الدراسة الشهيرة التي نشرت في بريطانيا في التسعينيات قد سحبت من السجلات الطبية، وقدمت المجلة الناشرة اعتذارا عن نشر تلك المقالة حيث إنها كانت مملوءة بالتناقضات والأخطاء والكثير من الكذب، لذلك يجب على الأطباء ومسؤولي الرعاية الصحية تشجيع الآباء على تطعيم أطفالهم
هل هناك اختلاف بين اضطراب التوحد واضطراب فرط الحركة وعدم التركيز؟
- فرط الحركة وعدم التركيز هي سمة بارزة ومهمة من سمات التوحد، ويعتبرها البعض من أوائل العلامات الدالة على التوحد وتظهر بسن مبكرة، مثل أن نجد الطفل يمد أصابعه أمام عينيه ويحدق بها مطولا، أو نراه ينظر من فتحات الستائر المعدنية فيتحرك صعودا وهبوطا لينظر من خلال هذه الفتحات لساعات طويلة وغير ذلك .
هل يصاحب مرضى التوحد إعاقة عقلية؟
- تصعب الإجابة عن هذا السؤال، فقد نجد أن بعض هؤلاء الأطفال لديهم قدرات عقلية منخفضة تراوح بين 30% إلى 50%، ولكن يجب أن نعلم أنه من الصعب تقدير درجة الذكاء لديهم بسبب صعوبة التواصل والاستجابة لاختبارات الذكاء، وقد وجد أن نحو 75% من أطفال التوحد يعانون درجة مختلفة من الإعاقة العقلية، وبشكل آخر يمكن القول إنه كلما زادت الإعاقة العقلية زادت احتمالات التوحد، وقد يصنف بعض من أطفال التوحد ضمن المعاقين عقليا بسبب عدم تطور اللغة لديهم وصعوبة تقدير معدل الذكاء .
هل التوحد في ازدياد؟ أم أن طرق الكشف عنه قد أصبحت أكثر دقة؟
- وجدت جميع الدراسات أن هناك ازديادا حقيقيا في معدلات الإصابة بالتوحد لدى الأطفال، فبينما كان المعدل في الثمانينيات إصابة واحدة لكل عشرة آلاف طفل أصبحت الآن طفل واحد لكل 80 طفلاً ذكراً وطفلة واحدة لكل 315 طفلة أنثى (أنثى واحدة مقابل خمسة أطفال ذكور)، وقد اعتبرت اللجنة العالمية لمرض التوحد هذه الزيادة "حالة طوارئ طبية" .
هل هناك خطة لعلاج التوحد؟
- لا توجد خطة علاج واحدة لجميع هؤلاء الأطفال، بل توجد خطة خاصة بكل طفل حسب شدة الأعراض وحسب درجة العجز اللغوي والتواصل مع المحيط، كما يجب مناقشة الخطة العلاجية مع الأهل، وهناك جدل بشأن البرامج الثقافية و التدريسية لهؤلاء الأطفال حيث توجد طرق مختلفة، ولكن تتفق جميعها بضرورة التدخل الباكر قدر الإمكان، إذ يجب أن يكون العلاج مكثفا، بحيث يكون معالج واحد لطفل واحد ويعتبر هذا الإجراء الأمثل .
ما أنواع العلاجات المستخدمة لأطفال التوحد؟
- هناك العلاج السلوكي المبكر والذي يعطي نتائج ممتازة، لذلك يجب أن يكون متاحا للجميع خاصة بعمر 3-5 سنوات، يكون لهذا العلاج طرق مختلفة تعتمد على الصور والمجسمات والتواصل السمعي إما المباشر أو عن طريق سماعات، يمكن للتمارين الرياضية والعلاج الطبيعي بأيدي مختصين أن تحسن من حالة الطفل المتوحد . وهناك أيضا التدريب على المهارات الاجتماعية وعلاج القلق وفرط النشاط .
وعن طريق الغذاء حيث يجب التركيز على إعطاء الطفل ثلاث وجبات رئيسة كاملة، وقد وجدت بعض الأبحاث أن حذف " الغلوتين" و"الكازئين" من غذاء الطفل سمح ببعض التحسن، كذلك إعطاء أو حذف بعض الفيتامينات والمعادن . أما الأدوية، فعلى الرغم من أن نحو 70% من أطفال التوحد يأخذون بعض الأدوية فإنه لا يوجد أي دليل على فائدتها، ولكن يمكن إعطاء الأدوية لعلاج حالات فرط النشاط والحركة وقلة التركيز إذا كانت مترافقة مع التوحد .
هل يتعرض طفل التوحد للإيذاء؟ وكيف يتم حمايته؟
- بسبب الحالة النفسية الخاصة لهؤلاء الأطفال، يتوجب على المجتمع حمايتهم وتقديم الدعم المادي والنفسي لهم و لذويهم، من خلال حمايتهم من أذى الآخرين وكذلك أذيتهم لأنفسهم، حيث إنهم كثيرا ما يهربون من المنزل أو المدرسة، إن هؤلاء الأطفال لا يستجيبون للأوامر لذلك كثيرا ما يكونون عرضة للإيذاء الجسدي من قبل من يرعاهم، وبما أنهم لا يكترثون للألم يتوجب على الأطباء فحصهم بدقة وتشجيعهم على شرح ما يجرى لهم في حال ملاحظة أي أثر لأي أذية على أجسادهم، وعلى عكس المعاقين عقليا فإن هؤلاء الأطفال غالبا ما يكونون جميلي المنظر، لذلك فهم أكثر عرضة للتحرش الجنسي، لذلك يجب لفت نظر الأهل لهذه النقطة المهمة .
ما مستقبل هؤلاء الأطفال؟
- يعتمد مستقبل هؤلاء الأطفال على شدة التوحد وعلى درجة الذكاء، كما يعتمد أيضا بشكل خاص على مدى تأثر اللغة وبالتالي التواصل مع المحيط، فإذا كان معدل الذكاء منخفضا فإن الطفل سوف يبقى معتمدا على الآخرين طيلة حياته وبشكل متفاوت، أما الأطفال ذو الذكاء العادي أو العالي فيمكنهم العيش بشكل مستقل يعملون في وظائف، يتزوجون، وينجبون الأطفال، كما أنهم يتعايشون مع مرضهم، أما أن يشفى التوحدي بشكل كامل فهو أمر نادر الحدوث، وقد وصفت بعض من حالات الشفاء في عدد من التقارير النادرة .
إمكانية التغلب على مرض
التوحّد عند الأطفال مع التقدم بالعمر
خلصت دراسة أمريكية جديدة إلى إمكانية أن ينجح بعض الأطفال في التغلب على مرض التوحد وذلك مع التقدم بالعمر .
وبيّنت الدراسة التي نشرت في دورية "تشايلد سايكولوجي أند سايكاياتري" العلمية، أن بعض الأطفال لم يعودوا يعانون أعراض التوحد المتمثلة بمشكلات في النمو، والتي كانت تصعّب عليهم التواصل والاختلاط بغيرهم، رغم أنهم شخّصوا في وقت مبكر من حياتهم بالإصابة بمرض التوحّد .
وقام الباحثون من جامعة "كونيتيكيت" بالإطلاع على نتائج 34 طفلاً وشاباً تتراوح أعمارهم بين سنّ 8 و21 عاماً، أطلق عليهم تسمية "أفضل نتيجة"، وقارنوهم مع 44 طفلاً أو شاباً تم تشخيص إصابتهم بدرجة عالية من التوحد .
ولاحظوا أن المجموعة الأولى لا تعانين مشكلات في اللغة، أو التعرّف إلى الوجوه، أو التواصل، أو التفاعل الاجتماعي، رغم تشخيص إصابتها السابق بالمرض .
ولا يزال الباحثون يحلّلون حتى الساعة معطيات حول التغيرات الطارئة على وظائف الدماغ لدى المجموعة الأولى .
كما يحللون أنماط العلاج التي أخضعت لها هذه المجموعة، والدرجة التي ساهمت في علاجها، والدور الذي يؤديه معدّل الذكاء الفردي في عملية التحسّن . من جهتها، قالت الباحثة الأساسية في الدراسة الطبيبة ديبورا فين، إن "كل الأطفال الذين يعانون التوحّد يمكنهم التحسّن مع العلاج المكثّف"، غير أنها أضافت أنه "نظراً إلى معلوماتنا الحالية، يعجز معظمهم عن تحقيق هذه النتيجة الفضلى التي ندرسها في الوقت الحالي" .
وأعربت عن أملها بأن "تساعد أبحاث جديدة على فهمنا لآليات التغيير التي تمكّن كل طفل من أن يحظى بأفضل حياة ممكنة" .
كما علّق مدير المعهد الأمريكي القومي للصحة العقلية الذي شارك في هذه الدراسة، الطبيب توماس إنسال، قائلاً إنه "رغم أن تشخيص مرض التوحّد لا يتغيّر مع الوقت، فإن هذه النتائج تفترض أن مصير المصابين به يختلف" .
وأضاف أنه "بالنسبة إلى كل طفل، يمكن معرفة نتيجة هذا المرض مع الوقت وبعد سنوات من العلاج فحسب"، مشيراً إلى أن "تقارير تلي هذه الدراسة من المتوقع أن تطلعنا على طبيعة التوحّد، ودور العلاج فيه، وغيرهما من العوامل التي تؤثّر في النتيجة الطويلة الأمد لمرض هؤلاء الأطفال" .
يشار إلى أن هذه الدراسة لم تذكر نسبة الأطفال الذين من الممكن أن يتعافوا من هذا المرض مع الوقت .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.