حضرموت - خاص قرابة نحو شهر من الزمان مر على تهجير سكان منطقة عبدالله غريب بحضرموت قسراً ، نحو شهر مر والقضية لا تزال تُراوح مكانها في ظل تجاهل تام من قبل أدوات السلطة بحضرموت. كررنا اليوم نزولنا إليهم على أمل أن يكون قد تغير شيء في قضيتهم ومعاناتهم .. ولكن للأسف لم يتغير شيء فالمعاناة لا تزال مستمرة بل وتفاقمت القضية لتصبح المعاناة معانتين ، الأولى للمُهجرين قسراً ، والثانية لطلاب ثانوية غيل باوزير الموقُفون عن مواصلة تعليمهم بسبب اتخاذ اللجنة الشعبية لمبنى ثانويتهم كمخيم للمُهجرين. اللجنة الشعبية بمديرية غيل باوزير ورغم كل ما تقدمه من دعم للمُهجرين إلا أنها تجد الكثير من الصعوبات في توفير احتياجاتهم الأساسية فهنالك ( 120) طفلاً يُعانون من نقص الحليب ، وفاتورة توفير الوجبات الغذائية الثلاث للمُهجرين تصل قيمتها يومياً إلى (55) ألف ريال يمني. مبلغ كبير قد لا تستطيع اللجنة الوفاء به يومياً خصوصاً في ظل تخلي السلطة المحلية بالمحافظة وعلى جميع المستويات عن تقدم أي نوع من أنواع الدعم للمُهجرين وكأن قضيتهم لا تعنيها. البارحة حاول المُهجرين والأمل يحتويهم في لقاء محافظ حضرموت الأستاذ / خالد الديني والذي عاد أخيراً إلى المحافظة بعد غياب أستمر لأيام طويلة في العاصمة صنعاء ، لعله يُنهي معاناتهم . ولكن للأسف فشلت مساعيهم وخابت آمالهم بعد أن أُخبروا أن المحافظ لن يلتقي بهم كونه مشغول بقضية الطائرة العسكرية التي هبطت البارحة في ريدة المعارة ، وطُلب منهم أن يعودوا اليوم لمقابلته. عادت الآمال إلى نفوس أولئك البسطاء المتعسين من جديد وذهبوا اليوم إلى مقابلة المحافظ ، ولكن ومرة أخرى رفض المحافظ مقابلتهم وطُلب منهم التوجه إلى الآمين العام للمحافظة السيد / صالح العمقي ، والذي بدوره قام بالترديد على مسامع المُهجرين نفس الكلمات التى كان يُرددها على مسامعهم منذ أسابيع .. إلا وهي ( بيقع خير ، والصبر طيب ) .!! وأمام معاناة الأهالي والطلاب لم تجد اللجنة الشعبية والسلطة المحلية بمديرية غيل باوزير من خيار أمامها إلا خيار التقسيم للمُهجرين وإجلائهم من مخيمهم الحالي ( ثانوية باوزير ) وتوزيعهم إلى قسمين .. القسم الأول وسيتم تسكينهم في المنازل التي تم بناؤها كتعويضات للمتضررين من كارثة فيضانات 2008 بمنطقة العيون، غير أن تلك المنازل غير جاهزة للسكن الآدمي ، حيث أنه لا تتوفر بها خدمات الكهرباء أو المياه أو حتى الصرف الصحي. فيما القسيم الثاني من المُهجرين قسراً سيتم تسكينهم في مبنى إحدى رياض الأطفال بمدينة الغيل ، وهي روضة حديثة الإنشاء كان يُفترض أن يتم افتتاحها العام المقبل. ويبدو أن الافتتاح سيتم تأجيله مع استمرار هذه الأزمة الإنسانية من محمد اليزيدي شبام نيوز