ما حقيقة الحرب الاعلامية بين حزبي المؤتمر والاصلاح اليمنيان ((عدن حرة)) صنعاء / خاص : الاثنين 2014-03-03 23:46:32 . ما حقيقة الحرب الاعلامية بين حزبي المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح" وبين التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) الذي يرأسه "اليدومي" ، التي ظهرت واشتدت ضراوتها مؤخراً ؟ ! . لعل ماهو متعارف عليه ان تلك الحرب والفرقعات الاعلامية "التوافقية" بين هذين الحزبين ليست وليدة اللحظة ، بل متجذرة منذ زمن ليس بطويل ، فمن لديه معرفة بأسباب نشأة حزب الاصلاح اليمني الاخواني في مطلع تسعينيات القرن الماضي ، الذي انبثق من ضلع حزب المؤتمر الشعبي العام آنذاك ، سيعلم جيداً ان كل تلك الحروب الاعلامية والتصريحات النارية الصادرة من قيادات هذين الحزبين بين الفينة والاخرى ، انما هي ممنهجة ومدروسة من قبلهما . . فطيلة السنوات الماضية ومنذ ولادة حزب اخوان اليمن "الاصلاح" الذي ولد مشوهاً من ضلع اعوج "المؤتمر" ، بدأت تلك الحرب والفرقعات الاعلامية بينهما ، ليس بسبب الإختلافات والتباينات التي يقال بأنها بينهما وخصوصاً في الجانب الفكري والعقائدي وغيره ، بل من اجل اظهار ضغطاً يمنحهم المحاصصة على المزيد من المناصب القيادية في السلطة ومزيداً من غنائم وثروات البلد . . لكن الحقيقة التي لاتخفى على اي مواطن ان هذين الحزبين انما هما حزب واحد تجمعهما الكثير من المصالح والصفات المشتركة ، كيف لا ، وهما اصلاً ظلاً لسنوات حزب واحد يحكم دولة اليمن الشمالي السابقة "الجمهورية العربية اليمنية" ، قبل ان ينبثقا وبشكل ممنهج ومدروس لحزبين ، خصوصاً في تلك المرحلة البائدة عقب التوقيع على الوحدة اليمنية في العام 1990 ، التي دفعتهم للإنشطار الى حزبيين كبيرين للحصول على المزيد من مقاعد البرلمان والحكومة اليمنية بمقابل مقاعد حزب كبير واحد فقط من اليمن الجنوبي الذي كان يحكم في تلك الفترة . . واستمر هذين الحزبين كصديقين تجمعهما افكار ومصالح وغنائم واسرار مشتركة طيلة تلك السنوات التي هيمن عليها حزب المؤتمر الشعبي الذي ظل حاكماً لليمن حتى العام 2011 ، وفي تلك الفترة الطويلة تبدلت وجوه جديدة داخل هذين الحزبين ، منهم من قضى نحبه ومنهم من احتضن احد الحزبين كمنتمي له ، وبتبدل الوجوه ، بدأت الافكار تتبدل رويدا رويداً ، ومع الارتباطات بالتنظيمات الدولية ، التي فرضت افكار جديدة قد تكون منافية للأفكار السابقة لهذين الحزبين . . حينها استغل حزب الاصلاح اليمني "الاخوان" ما بدأ به شباب مستقلين في صنعاء وتعز من ثورة شبابية لمواكبة ماسمي حينها بثورات الربيع العربي التي نشأت في دول عربية لتغيير الانظمة الحاكمة ، فسرعان ما انقض حزب الاصلاح عليهم وطوقهم من جميع الجهات ، وبموجب الاعانات المالية والعينية التي قدمها لهم آنذاك ، تمكن من الاستحواذ على ساحتهم ومنصتهم وازاحهم من طريقه لتتحول حينها الثورة الشبابية الى أزمة سياسية بين الاحزاب اليمنية التي تم حلها عبر مبادرة سياسية من دول مجلس التعاون الخليجي ، . الا ان مراقبين ومحلليين سياسين بارزين محليين وعرب اكدوا ان انقضاض حزب الاصلاح على ماسمي حينها بثورة الشباب كان بموجب اتفاق سري جرى بين "صالح" وبين اللواء علي محسن الاحمر" وحزب الاصلاح ، للإستحواذ على الثورة بمقابل خروج آمن للرئيس صالح من الحكم ، وتقاسم الحكومة الجديدة بين قيادات الحزبين . . وبموجب الشراكة الازلية بين حزبي المؤتمر والاصلاح والتوافق الذي يجمعهما منذ زمن ، تم منح الرئيس السابق "صالح" حصانه تمنع محاسبته ومحاكمته على الجرائم التي نفذها خلال فترة حكمه ، مثلما حصل في الدول العربية التي احتضنت ثورات الربيع العربي ، والتي حاول اليمنيين ان يواكبوها لكن بطريقة "اخوانية مؤتمرية" جديدة !! . وتقاسم الحزبين الحقائب الوزارية والمناصب القيادية في الحكومة الانتقالية الجديدة التي عينت الرئيس "هادي" المؤتمري رئيساً توافقياً لفترة انتقالية لمدة سنتين قبل ان يتم مدها مؤخراً . . وخرج الشباب والمواطنين اليمنيين خارج ملعب حكومة حزبي المؤتمر والاصلاح ، خرجوا بعد مجزرة يوم الكرامة بصنعاء ، التي اتضح بعدها بحسب تحليلات وتقارير محلية وعربية انها كانت مدبرة ونتائجها مدروسة من قبل قيادات كبيرة للحزبين . . بدأت بعدها مسرحية الحرب الاعلامية الباردة بين وسائل اعلام هذين الحزبين ، تحت مسمى "مكاشفات وفضائح" ، التي في الحقيقة لم تكن مكاشفة ذات اهمية المراد منها اصلاح ما افسده الحزبين ، بل كانت مكاشفات متفق عليها من قبل الحزبين ، ومانشيتات عريضة في واجهة الصحف والوسائل الاعلامية ، لإستقطاب الاف الزوار والقراء وامتصاص الغضب الشعبي ، وليس لها اي دور او بعد سياسي ، او حتى حلول ، كتلك المكاشفات التي نشرتها وسائل اعلام عدة حول الاراضي الجنوبية التي نهبها متنفذين عسكريين ومدنيين يمنيين في عدن وبقية المحافظات الجنوبية عقب حرب الاجتياح عام 1994م ، وظلت حبر على ورق دُفع ثمنها باهظاً !! . هذة هي اليمن ، وهذا هو السائد في اليمن ، فليس في قول رسولنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، من غرابة ، عندما قال "اليمن يمان والحكمة يمانية" ، صدق رسول الله .. . نعم الحكمة يمانية ، فما معنى كلمة "الحكمة" ؟ . الحكمة في اللغة العربية هي "الخبرة" واكتساب العلم من التعلم او التجارب ، لتحكيم العقل من خلال الخبرات والتجارب المكتسبة من الحياة . . وعند تطبيق تعريف كلمة "الحكمة" على هذين الحزبين اليمنيين نجد انهما خبراء ، اكتسبا خبراتهما من تجارب الحياة وليس من العلم ، وتجارب حياتهما كما هو معروف مليئة بالصفات التي تسود منها الوجوه وتقشعر لها الابدان . . شارك بالنشر1 50 مشاهدة عدة حرة