كتب - المحرر السياسي: يمثل قرار المملكة العربية السعودية أمس، بتصنيف مجموعة من المنظمات المسلحة ذات التوجهات الدينية والفكرية المتطرفة، والتي تحمل أفكاراً إرهابية وتكفيرية، على أنها "منظمات إرهابية" خطوة في الاتجاه الصحيح لمحاربة هذا الفكر الذي يعمل على تدمير مقومات الأمة ومكوناتها، ويسيء إلى الدين الإسلامي ويشوه تعاليمه . وأهمية القرار، أنه صدر عن المملكة السعودية بالذات، كونها أكبر دولة خليجية، وذات تأثير إقليمي وموقع مهم في قلب العالم الإسلامي باعتبارها حاضنة للمقدسات الإسلامية ومؤتمنة عليها، ومن أرضها انطلقت رسالة الإسلام، رسالة المحبة والسلام والعدالة إلى العالم . إذن، فإن إعلان جماعة الإخوان ومنظمات القاعدة وداعش والنصرة، والقاعدة في جزيرة العرب واليمن والعراق وحزب الله داخل المملكة وجماعة الحوثي، منظمات إرهابية، يعتبر خطوة مهمة لإطلاق مواجهة عربية وإسلامية من أجل اجتثاث التهديد المصيري الذي تمثله هذه الجماعات والمنظمات، بعدما باتت ممارساتها تشكل خروجاً على كل القيم الإنسانية والدينية، وتتعارض مع روح الإسلام ومبادئ الدين الحنيف، بل تشكل أداة هدم للأسس التي قام عليها، وبما بات يشكل شبهة للدور الذي تقوم به هذه المنظمات، وبما يلتقي تماماً ويتقاطع مع الأهداف التي تسعى إليها "إسرائيل" منذ قيامها، وما يدعو إليه الفكر الصهيوني العنصري، من إضعاف للأمة وتفكيك لأواصر وحدتها وقوتها . القرار، هو رسالة من المملكة العربية السعودية، بأنها لن تتهاون أو تتساهل بعد الآن مع هذه المنظمات، وستواجهها بكل قوة وحسم . . وأيضاً تجفيف مصادر دعمها وبيئتها . وهو رسالة أيضاً، للدول الأخرى العربية والإسلامية كي تنضم إلى هذه المعركة وتتخذ قرارات مماثلة، بحيث لا يبقى لهذه المنظمات من مقر أو مستقر تنطلق منه أو تتحرك فيه . إن الدين الإسلامي هو دين التسامح والعدالة والمحبة، هو دين الوسطية والحوار والتلاقي، وليس دين الجور والإرهاب والتخويف والتقتيل والعنف، فالإسلام انتشر بسماحته واتساعه ورحابته . أما هؤلاء الذين جاؤوا من مجاهل التاريخ وأدغال الجهل، فلا علاقة لهم بالإسلام . . إنهم يحاولون اختطافه والتدثر به لغايات وأهداف باتت مكشوفة ومشبوهة . الخليج الامارتية