أنزلت محكمة الجنايات في دبي، أمس، عقوبة السجن المؤبد بحق سائق من جنسية دولة آسيوية، لإدانته بقتل شخص من جنسيته، مع سبق الإصرار والترصد، وإلقاء جثته على طريق عام، لمضايقته أهل زوجته، كما قضت المحكمة بمعاقبة المتهم بالحبس سنتين، لإدانته بسرقة هاتف المجني عليه. فيما قالت النيابة العامة في أوراق الدعوى، إن المتهم بيّت النية وعقد العزم على قتل المجني عليه، إثر خلافات سابقة بينهما، بسبب مضايقته أهل زوجته، مبينة أن المتهم حمل الضغينة في قلبه، وقادته نفسه المريضة للتخلص من المجني عليه. سبب الوفاة أكد تقرير الطب الشرعي أن «الوفاة نجمت عن الإصابة الطعنية الوخزية في مقدم العنق، والإصابات الرضية في الرأس، التي أحدثت كسوراً في الجمجمة، وتكدماً على سطح المخ». وأشارت إلى أن المتهم قرر تنفيذ جريمته، فأحضر «عتلة» حديدية ومفكاً (أداتا الجريمة)، من عدة الإصلاح الموجودة في الحافلة التي يعمل عليها، واشترى كيساً بلاستيكياً كبيراً، للتخلص من جثة المغدور به بعد تنفيذ جريمته، ثم توجه إليه وطلب منه ركوب الحافلة لمناقشة خلافاتهما. وتابعت أن المتهم اقتاد المجني عليه إلى منطقة مظلمة وبعيدة عن الأحياء السكنية، ليتسنى له تنفيذ جريمته بهدوء، مستغلاً احتساء المغدور به الخمر، وما إن تهيأت له الظروف التي رسمها في مخيلته حتى بادر بالتنفيذ، مباغتاً المغدور به بثلاث ضربات خلف رأسه، بواسطة العتلة الحديدية التي تسببت في شلّ حركته. وأضافت النيابة أن المتهم بعد ذلك تناول مفكاً للبراغي، وطعن المغدور به في رقبته مرتين، لإنهاء أيّ أمل له في النجاة، قاصداً بذلك إزهاق روحه، وشفاء غليل نفسه المريضة بالانتقام، ثم وضع الجثة في الكيس البلاستيكي الذي اشتراه لهذا الغرض، ورماه على قارعة الطريق، مبينة أن المتهم سرق من المجني عليه هاتفه النقال، ثم غادر المكان. وقال ضابط في شرطة دبي بتحقيقات النيابة العامة، إنه تم تحديد هوية المجني عليه من خلال العثور على بطاقته الشخصية التي كان يضعها في ملابسه الداخلية، إذ تم تشكيل فريق من الشرطة للبحث والتحري عن المتهم، فتم إلقاء القبض عليه في اليوم الثاني من الجريمة، وبالاستفسار منه عن الواقعة، اعترف بارتكابه الجريمة، ومثلها أمام أفراد الشرطة، إذ أفاد بأنه أثناء وجوده في الحافلة التي يعمل عليها برفقة الضحية، حصل خلاف بينهما، إذ ضرب المجني عليه بمكنسة خشبية موجودة في الحافلة، فقام المجني عليه بالاشتباك معه، وبعدها أخبره أنه إذا كان يريد العراك فعليه التوجه إلى منطقة خالية من الأشخاص، إذ توجها إلى منطقة رملية، وأوقف الحافلة هناك، وتناول مكنسة وضرب المجني عليه على رأسه فانكسرت العصا إلى نصفين، وتناول المجني عليه نصف العصا الآخر متجهاً ناحية المتهم لضربه، فتفاداه الأخير. وأضاف أنه بعد ذلك توجه إلى مؤخرة الحافلة وأخذ «صامولاً»، وهي عبارة عن عصا معدنية غليظة، وضرب بها المجني عليه على رأسه ثلاث ضربات متتالية سقط على إثرها أرضاً بعد أن نزف من رأسه بغزارة. وقال المتهم إنه بعد ذلك انتابه الخوف، فتوجه بالحافلة إلى منطقة أخرى مظلمة ليتخلص من الجثة، وبوصوله إلى تلك المنطقة لاحظ أن المجني عليه مازال يتنفس، فأخذ مفكاً من عدة الحافلة وطعن المجني عليه في رقبته حتى يتأكد من إنهاء حياته تماماً ومفارقته الحياة، وأحضر الكيس الذي سبق أن اشتراه ووضع الجثة فيه وألقى بالكيس في جانب الطريق، وعاد إلى مقر سكنه. الامارات اليوم