ماذا تريد قطر من الدول الخليجية والعربية؟ ولماذا تصر على الاستمرار في نهجها المعادي لها؟ ولمصلحة من ذلك؟ أسئلة منطقية يطرحها الشارع الخليجي الذي يتابع بقلق مستقبل ومصير العلاقات الخليجية ومنظومة مجلس التعاون الخليجي التي كانت يوماً مضرب الأمثال في التنسيق المشترك بين الدول الست. لقد توقع الجميع أن تبدأ قطر مع تولي قيادتها الشابة المسؤولية صفحة أكثر حكمة وروية ورصانة، وأن توقف مسلسل التدخلات لا في منطقة الخليج أو الدول العربية فقط، بل في مناطق بعيدة عنها جغرافياً، ولكن كل هذه التوقعات باءت للأسف بالفشل. فالتحليل الموضوعي لسياسة قطر يشير إلى أنها مصرة على النأي بنفسها عن جاراتها الخليجيات التي يتقاسم القطريون مع شعوبها كل الآمال والطموحات في رؤية هذه المنطقة الحساسة، وهي تمضي نحو تحقيق أحلام هذه الشعوب في الاتحاد والوحدة. ومن حق كل خليجي غيور على هذه المنطقة ومستقبلها أن يسأل لمصلحة من كل ذلك؟ الإجابة بالتأكيد لصالح قوى خارجية لا يروق لها أن تمضي مسيرة مجلس التعاون الخليجي بنجاح، وأن تستقر دوله، وأن يزدهر مستقبلها، وأن تعيش شعوبها حياة آمنة. ومن يعرف دولة الإمارات وسياستها الخارجية التي أرسى قواعدها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي يعود إليه الفضل في قيام منظومة مجلس التعاون، يدرك تماماً أنها لجأت إلى خطوة سحب سفيرها من الدولة بعد أن فاض بها الكيل من سياسة «الشقيقة» قطر، وبعد أن أدركت تماماً ألا ضوء في نهاية النفق. فالإمارات التي احتضنت أول قمة خليجية بعد قيام مجلس التعاون «قمة الميلاد» في الخامس من مايو عام 1981 حريصة على تعزيز التعاون والتنسيق بين دول المجلس، وأن يكتب لهذه المنظومة الاستمرار والنجاح. ورغم هذه الصورة القاتمة فإن الآمال معقودة على تحرك تقوده الشقيقة الكويت التي حاولت غير مرة إثناء قطر عن طريقها، لرأب الصدع وإقناع الدوحة بخطورة سياستها، ليس فقط على دولة مجلس التعاون، بل على القطريين أنفسهم. فمازال الباب مفتوحاً أمام الدوحة للعودة عن مسارها الذي اختارته خلال الفترة الماضية، ومازالت الفرصة متاحة كي تزن الأمور بميزان الحكمة والمصالح والأخوة، وليتها تعي الدرس الثلاثي وتعود إلى رشدها وتصحح أخطاءها لمصلحة شعبها والمنطقة، وهذا ما يتمناه كل محب وغيور على استقرار المنطقة ورخاء شعوبها. [email protected] The post قطر والدرس الثلاثي appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية