عرفت المصممة اللبنانية سارة ملكي كيف تجمع في محترفها الشياكة الأنيقة والذوق الأنثوي في أزياء مبتكرة تضج بلغة التجدد والتميز، حيث لا تشبه غيرها؛ فهي أزياء للمرأة الجريئة والواثقة بنفسها والراغبة في إطلالة ملفتة للأنظار. واللافت في خط الأزياء الذي ابتكرته ملكي أنه جديد في عالم الموضة، حيث أوجدته بنفسها بصفات غنية بالسحر والإبداع والإتقان لتستقبل كل موسم جديد بأزياء تحمل الكثير من المعاني والأفكار، وتعكس ثقافات مختلفة، فترسمها بريشة الألوان الجميلة وتحيكها بأجود أنواع الأقمشة، وتزينها بأغرب الإكسسوارات الرائعة من تصميمها الخاص. بين باريس ونيويورك ما يميز أزياء سارة ملكي عن أزياء سواها أنها تجمع لمسات هادئة اكتسبتها من باريس وأفكار جريئة اكتشفتها في نيويورك، تقول ملكي: "أمزج في أزيائي الروح الكلاسيكية والنمط العصري المتجدد والجريء، فباريس ملجأ الفن والإبداع تعلمت منها كيفية ابتكار تصاميم هادئة بألوانها وصاخبة بقصاتها، ومن نيويورك تعلمت الجرأة في التصميم ودمج الأقمشة بطريقة غريبة تعبر عن روح المرأة، إضافة إلى أنني اكتسبت معرفة كبيرة في مجال التسويق والترويج، وهي من أحد العوامل الأساسية للاستمرار والنجاح في هذا المجال. ولأن سارة بطبعها تحب الابتكار والكمال، فقد استطاعت خلال فترة قصيرة أن تحصل على تذكرة سفر بتأشيرة شهرة وإبداع من أكبر وأشهر دور الأزياء العالمية Chanel. تقول: "خضت تجربة جميلة مع دار Chanel من خلال فترة التدريب في مؤسسة Malhia Kent التي تعتبر هذه المؤسسة المصدر الحصري لدار Chanel فمن خلال عملي مع Malhia Kent ابتكرت قماش نال إعجاب دار Chanel والذي زينت إحدى مجموعاتي". الطابع العسكري الأشكال الهندسية والأنماط المركبة جمعتها المصممة سارة ملكي في مجموعة خريف وشتاء 2013-2014 وأرادت من خلالها تجسيد جهاز الجيش، وصورة الحرب في باريس، والتي استوحتها من متحف الأسلحة الشهير Musee en valide فوثقت هذا الإلهام في تصاميم أنيقة بألوانها وساحرة بأقمشتها، حيث أضفت الطابع الأنثوي على الطابع العسكري، وتشير ملكي إلى قصة المبدع وليد رعد الذي عاش الحرب اللبنانية وذهب إلى نيويورك، وعكس هذه الصورة وجملها على طريقته الخاصة. وتعبر ملكي: "في التشكيلة الجديدة ظهرت الأشكال الهندسية المتداخلة في نسيج القماش نفسه على هيئة خطوط متعرجة ومستقيمة وأنماط عديدة استوحيتها من أشكال الأسلحة المتنوعة، وقد برزت بقصات متداخلة الخطوط بأنماط Geometrie التي تنوعت على الأقمشة برؤية فنية تجمع المربعات المدمجة والحركية في أشكال متعددة". وتضيف: "دمجت الأقمشة في سياق متناغم ومتآلف فتنوعت بين الجلد والصوف والتويد والبروديه والمخمل، وتميزت التصاميم بالقصات الفضفاضة التي تضفي جواً من الأناقة على القطع"، وتتابع: "اخترت الألوان الشتوية والدافئة والعسكرية من درجات الأخضر إلى ألوان الأرض الأسود والبني والرمادي، إضافة إلى الأحمر الذي يرمز إلى التضحية". على جناح الإكسسوارات وعن عالم الإكسسوارات التي تبتكره ملكي مع كل مجموعة أزياء جديدة تقول: "تصميم الأزياء كما الإكسسوارات يمر في جو واحد، فهما منسجمتان بالمحور والفكرة، وأستوحي الإكسسوارات من التصاميم نفسها، فمثلاً في المجموعة الأخيرة المستوحاة من الطابع العسكري استخدمت المواد الجامدة من النحاس، وقمت بابتكار أشكال من الإكسسوارات، وزينتها بالرصاص وأشكال الصواريخ والقنابل، فالآلية التي استخدمتها في الأزياء هي في الإكسسوارات، حيث تتشابه بفكرة التصميم نفسها". العباءة العصرية وبالنسبة للعباءات التي تصممها ملكي فهي تتميز بالقصات العصرية الملفتة، حيث تزينها بالنقوش الشرقية والألوان الزاهية كالأخضر والأصفر والأبيض، وتضيف: أستورد الأقمشة من مؤسسة Malhia kent وهي أقمشة عالية الجودة، وأحب كثيراً أن أعطي العباءة طابعاً مختلفاً وجديداً في التصميم، فأحركها بالقصات الغريبة والتطريز الأنيق والجذاب. شغف الشهرة تطمح ملكي في الانتشار بالدول العربية والغربية، تقول: "أسعى دائماً إلى أن أصمم أزياء تلائم جميع الأذواق والتوجهات، وأعترف أنني متأثرة بالتصاميم الغربية وخاصة الأوروبية، لكن أعمل جاهدة على ابتكار تصاميم تأخذ الطابع الشرقي، وبذلك يمكنني الانتشار في جميع أنحاء العالم". وتفصح ملكي عن مجموعة ربيع وصيف 2013-2014 وتعبر: "سوف تتميز المجموعة الجديدة بالأقمشة الصيفية كالجورسيه والجلد الخفيف والألوان المتنوعة بين القوية والغامقة من درجات ألوان الأرض إلى ألوان الشمس وقوس قزح"، إضافة إلى ظهور الطبعات والنقوش على الأقمشة من أشكال طبيعية وحيوانية"، وتضيف: "سوف تتميز الإكسسوارات بالريش الملون والمعادن والتي استوحيتها من جزيرة مدغشقر". من هي؟ عملت سارة ملكي لفترة قصيرة مع المصمم اللبناني ربيع كيروز، وعن تلك التجربة تقول: "تدرجت عند المصمم ربيع كيروز، وهذه كانت بمنزلة خطوتي الأولى للدخول في عالم التصميم والأزياء. وفي العام 2008 سافرت ملكي إلى فرنسا وتابعت دراستها في جامعة Studio Bercot في باريس، وتدرجت عند كبار المصممين العالميين مثل إيزابيل مارون ومارتين ستيبون، ومن ثم انضمت سارة إلى مؤسسة الأقمشة Malhia Kent وخضعت فيها لفترة تدريب استمرت نحو ستة أشهر. وفي العام 2009 انتقلت ملكي إلى نيويورك وعملت في دار برويزا شولر الشهيرة حيث اكتسبت أسلوباً ونمطاً جديدين في عالم الموضة. وفي أبريل 2012 عادت ملكي إلى بيروت وأطلقت مجموعتها الأولى في دار الأزياء الخاص بها حيث لاقت تصاميمها إعجاب المرأة العصرية التي تبحث عن إطلالة متجددة ومتميزة. البيان الاماراتية