تسلط "إيلاف" في التقرير التالي الضوء على نتائج قرعة الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا وترصد أكبر المستفيدين منها وفق منظور تحليلي كروي يأخذ في الحسبان كافة المتغيرات على الصعيديّن المحلي والقاريّ. حازم يوسف-إيلاف: خدمت قرعة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ناديي ريال مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني وجعلتهما أكبر المستفيدين من نتائجها. "إيلاف" تبحث في نتائج قرعة دور الثمانية من المسابقة الأوروبية العريقة وترصد المواجهات الأربع المقبلة وتبرز من خلالها أكبر المستفيدين ومن وقع ضحية لها. ريال مدريد... المستفيد الأول وخرج ريال مدريد الإسباني حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالأميرة الأوروبية الرابح الأكبر من قرعة دور الثمانية إذ سيواجه بوروسيا دورتموند الألماني في إعادة لمباراتيّ نصف نهائي النسخة الماضية حينما انتزعت كتيبة المدرب الشاب يورغن كلوب بطاقة العبور إلى نهائي ويمبلي 2013. وتشكل مواجهتا دور الثمانية فرصة ذهبية لرفاق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أيقونة النادي الملكي للثأر من "أسود فيستفياليا" وإقصائهم من "ذات الأذنين" مثلما تجرعوا ذلك في النسخة الفائتة. ويبدو دورتموند بعيداً نسبياً عن مستواه الرائع الذي قدمه في الموسم الماضي بسبب معاناته من بعض الإصابات مثل نجم خط وسطه إلكاي غوندوغان ورحيل نجمه الشاب ماريو غوتزه إلى الغريم بايرن ميونيخ في الانتقالات الصيفية الماضية وتوقيع البولندي روبرت ليفاندوفسكي - سيغيب عن مباراة الذهاب بسبب تراكم البطاقات الصفراء - عقداً ينتقل بموجبه في نهاية الموسم الحالي إلى ملعب "آليانز أرينا" للعب تحت قيادة المدرب الإسباني الشاب بيب غوارديولا. كما أن كريستيانو رونالدو أمامه فرصة ذهبية من أجل زيادة غلته التهديفية في مسابقة دوري أبطال أوروبا وتحطيم الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في موسم واحد والاقتراب رويداً رويداً من غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي يضع هو الآخر نصب عينيه تحطيم رقم أسطورة ريال مدريد الأسبق راؤول غونزاليس والتربع على عرش اللاعبين كأكثر لاعب تسجيلاً للأهداف في الأميرة الأوروبية على مدار تاريخها. بايرن ميونيخ... المستفيد الثاني وكما كانت القرعة رحيمة نوعا ما بكتيبة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي فقد جاءت سهلة نسبياً لفريق بايرن ميونيخ حامل لقب دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي. ويحل بايرن ميونيخ ضيفاً على مانشستر يونايتد الإنكليزي في مباراة الذهاب على ملعب أولد ترافورد في مواجهة في متناول رفاق القائد فيليب لام إذ يعاني الشياطين الحُمر في الموسم الحالي مع المدرب الأسكتلندي ديفيد مويس خليفة مواطنه السير أليكس فيرغسون. وخرج مانشستر يونايتد من مسابقتيّ "كأس الرابطة الإنكليزية" و"كأس إنكلترا" وابتعد نهائياً عن الدفاع عن لقبه بطلاً للدوري الإنكليزي الممتاز وبات أكبر طموحاته هو احتلال المركز الرابع المؤهل لمسابقة دوري أبطال وهو أمر أصبح أيضاً بعيد المنال مع احتدام المنافسة على لقب البريمير ليغ بين الرباعي تشلسي وليفربول وأرسنال ومانشستر سيتي. ويبدو بايرن ميونيخ مرشحاً فوق العادة لتخطي عقبة اليونايتد في دور الثمانية والوصول إلى المربع الذهبي في مسعى حثيث منه لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي في سابقة تاريخية لم تحدث من قبل. ويسير بايرن ميونيخ بثبات نحو التتويج بلقب الدوري الألماني إذ بات على بعد خطوة واحدة من الاحتفاظ بلقب البوندسليغا والتفرغ نهائياً للدفاع عن لقبه بطلاً للمسابقة الأوروبية العريقة. برشلونة في مواجهة صعبة ضد أتليتكو ولم تكن قرعة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا رحيمة ببرشلونة الإسباني بعدما أجبرته على مواجهة مواطنه أتليتكو مدريد بقيادة مدربه الأرجنتيني الشاب دييغو سيميوني. ويعرف عن برشلونة في دوري أبطال أوروبا أنه كثيراً ما يُعاني أمام الفرق التي تلعب بانضباط تكتيكي والتزام دفاعي كبير وتُغلق المساحات مثلما يفعل سيميوني ولاعبيه علاوة على تألق "الروخي بلانكوس" في الموسم الحالي باحتلاله وصافة الليغا بفارق 3 نقاط عن المتصدر ريال مدريد ويتفوق على الفريق الكاتالوني ذاته بنقطة وحيدة. وخرج برشلونة أمام إنتر ميلان الإيطالي وتشلسي الإنكليزي في السنوات الأربع الماضية بعدما شكلا جداراً دفاعياً صلباً في مباراتيّ "نصف النهائي" أمام رفاق البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي ووقفوا حجر عثرة أمام وصول البلوغرانا إلى "مدريد 2010" و "ميونيخ 2012". وستنعكس المواجهة الإسبانية-الإسبانية سلباً على الفريقين في المنافسة على لقب الليغا فيما يخرج ريال مدريد رابحاً بشدة منها كونها ستستنزف لاعبي برشلونة وأتليتكو بدنياً وذهنياً قبل نهائي كأس ملك إسبانيا بين الميرنغي والبلوغرانا. مواجهة متوازنة بين البلوز وأثرياء باريس وأسفرت قرعة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا عن وقوع تشلسي الإنكليزي وباريس سان جيرمان وجهاً لوجه في منازلة كروية متوازنة إذ يمتلك الفريق اللندني مدرباً ذو خبرة كبيرة في المسابقة الأوروبية هو البرتغالي جوزيه مورينيو بينما تطور مستوى الفريق الباريسي بشكل لافت تحت قيادة المدرب لوران بلان. وكان رئيس النادي القطري ناصر الخليفي قد وعد بأن يصرف لكل لاعب مليون يورو في حال تمكن بطل الدوري الفرنسي من التتويج بالأميرة الأوروبية في النسخة الحالية ما يزيد الأمور تعقيداً على رفاق جون تيري وفرانك لامبارد. وقد تلعب المنافسة على لقب الدوري الإنكليزي دوراً في تحديد المتأهل إلى نصف نهائي البطولة القارية حيث يجد مورينيو نفسه أمام ثلاثة أندية أخرى قادرة على التتويج بالبريمير ليغ وهو ما يزيد من صعوبة اللقاء الأوروبي بالإضافة إلى خشية المدرب البرتغالي من تأثير ذلك على الصراع المحلي. ايلاف