يغفل العديد من قائدي السيارات عن نقطة مهمة جداً، تكاد تكون الأهم في جدول الصيانة الدورية لسياراتهم، بغض النظر إذا ما كانت السيارة مستعملة "قديمة" أم جديدة "غير مستعملة"، وذلك لارتباطها بشكل مباشر بأحد أهم أجزاء السيارة، ألا وهو "المحرك" والذي يعتبر قلب السيارة، والذي بسلامته وصيانته الدورية الصحيحة مع مراعاة الطرق السليمة في ذلك، يمكنه أن يوفر لك قيادة آمنة وسلسة، ويمكنه أن يخدمك لسنوات وسنوات طويلة، قبل الحاجة إلى فتحه وإصلاح مشاكله، التي تبدأ صغيرة إلى أن تنتهي بمشاكل أكبر، قد تجبر البعض على استبداله بشكل كامل، أو حتى استبدال سياراتهم التي تعاني مشاكل في المحرك. وتبرز عملية تغيير زيت المحرك ومياه تبريده على رأس قائمة أولويات صيانة المحرك بوصفها عملية دقيقة وضرورية تحتاج إلى اتباع خطوات محددة لتنفيذها بشكل سليم. يرتبط محرك السيارة بخلاف العديد من الاعتقادات السائدة ارتباطاً مباشراً بأمرين رئيسين متمثلين بطريقة قيادة السائق، والظروف الخارجية المحيطة على اختلافها، بدايةً من الطقس الخارجي وحرارته أو برودته، مروراً بنوعية زيت المحرك المستخدمة وتوافقه، وانتهاء بالحفاظ على مياه تبريد المحرك بمستواها الصحيح، مع استخدام أنواع مياه التبريد الخاصة والمتخصصة لخزانات تبريد المحرك، ما تعرف باسم "الرادياتير". الصيانة الدورية محرك السيارة مثله تماماً مثل قطع كثيرة أخرى بالسيارة تستهلك مع كثرة ونوعية الاستخدام، مثل إطارات السيارة ومكابحها، مع أن العمر الافتراضي للمحرك أطول بكثير للعمر الافتراضي للعديد من قطع السيارة الأخرى. والذي يمكن لمالك السيارة إطالته وتقصيره حسبما يشاء وذلك، بصيانته الدورية، وتعلم الطرق الصحيحة والسليمة في عملية إعادة تعبة زيت المحرك في حال نقصانه، أو التأكد وبشكل دوري من مستوى خزان مياه تبريد المحرك، واستخدام الأنواع الجيدة في ذلك. فنقصان زيت المحرك في السيارة أو مياه التبريد الخاصة للمحرك، من أخطر الأمور التي لا يجب على سائقي السيارات تجاهلها أو تأجيلها، فنقصان زيت المحرك، يؤدي إلى مشاكل كبيرة وكثيرة جداً في القطع الداخلية للمحرك، قد تتطلب منك الوقت والجهد والمال الكثير لإصلاحها، في حال إهمال وعدم التأكد من مستوى زيت المحرك بشكل دوري، أو في حال استخدام الزيوت غير المتوافقة مع محرك سيارتك والتي لا تتناسب والظروف المحيطة. أما إهمال مستوى تبريد مياه المحرك، وعدم التأكد منها بشكل دوري مستمر وخصوصاً في أوقات الحرارة العالية، أو قبل السفر أو الرغبة في قطع مسافات طويلة في سيارتك، فإنها قد تؤدي إلى مشاكل أكبر بكثير مما هو متوقع لدى العديد من السائقين، قد تصل إلى انفجار المحرك تماماً، وخصوصا في أوقات الحر وارتفاع درجات الحرارة الخارجية. فنقصان ماء خزان تبريد المحرك، يؤدي إلى ارتفاع مباشر في درجات الحرارة الداخلية للمحرك وبشكل أكثر بكثير من القدرة الاحتمالية له، ما يؤدي إلى توليد ضغط كبير، لا يستطيع المحرك تحمله، قد يتسبب في انفجاره أو انفجار خزان مياه تبريد المحرك، أو أي من الأنابيب الرئيسة الموصلة من وإلى المحرك، أو قد تؤدي هذه الحرارة المرتفعة إلى تلف جزئ إلى كلي يصل إلى جسم المحرك، لا يمكن إصلاحه إلا بتغير هيكل المحرك أو رأسه أو القطع الرئيسة بداخله. ... المزيد