بعد أن تغلق ملاعب "دورينا" أبوابها عقب كل جولة، من جولات دوري المحترفين، يفتح "ستاد الاتحاد" أبوابه ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم رؤية تحليلية عميقة للمباريات، بوجهة نظر فنية بحتة، من خلال الخبير الكروي، والمحلل الفني، والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا للعام الثاني على التوالي مرة أسبوعياً، ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة، مجردة من أي انتماء أو هدف، سوى تقديم خدمة متميزة لكل الجماهير مهما اختلفت الألوان والانتماءات. ويستعرض الدكتور طه إسماعيل أحداث المباريات السبع في كل جولة بطريقة فنية عميقة تحدد مواطن القوة والضعف في كل فريق، وطرق اللعب والتغييرات التي أدت إلى الفوز ومدى نجاح المدرب أو فشله في إدارة المباراة من خلال الخطة أو التدخل أثناء مجريات اللقاء. دبي (الاتحاد) - أثبت فريق العين قدرته على تحقيق الفوز، ولو لم يقدم مستواه المعروف، وهو ما حدث أمام الوحدة، وهو أمر لا يملكه سوى الكبار، مع وجود لاعبين أصحاب قدرات خاصة يملكون الحلول الفردية، مثل عمر عبد الرحمن وبروسكو وأسامواه جيان، مع مدرب يقف خارج الخطوط، يمكنه اللعب على الثغرات القليلة والبسيطة لخطف الفوز، وهي مقومات لا يملكها إلا فريق بطل، يعرف كيف يفوز في كل الظروف، وعلى كل المنافسين، ولو كان ذلك بطريقة اللعب «التجاري». ولجأ «الزعيم» إلى تأمين الدفاع بشكل جيد، من خلال كل اللاعبين، مع الاعتماد على الكرات الطويلة التي توفر الجهد والوقت، لتعويض هبوط المستوى، وأيضاً لتحقيق عنصر المفاجأة، واستغلال عدم توازن خط دفاع الفريق المنافس، وأيضاً للاحتفاظ بعدد كبير من اللاعبين، يصل إلى 6 أو 7 لاعبين، لمواجهة أي محاولة للهجمة المرتدة من الوحدة، في ظل تميز «العنابي» الكبير خلال المباراة، مع الاعتماد على اللاعبين أصحاب القدرات الخاصة لحسم الموقف في الوقت المناسب. وترجم هدفا الفريق هذه الحالة بوضوح، حيث جاء الهدف الأول من ثلاث لمسات جميلة، سواء في تمريرة عمر عبد الرحمن إلى أسامواه جيان وسط المدافعين أو تحويلها من أسامواه إلى بروسكو بلمسة واحدة، لينفرد الأخير ويسجل بكفاءة، وفي الهدف الثاني امتلك أسامواه جيان إرادة التسجيل لخطف نقاط المباراة، فلعب بقوة في الالتحام، وارتقى برأسه، وسجل من ضربة ركنية، وهو ما يبين قيمة النجم الغاني، الذي لمس الكرة قليلاً خلال المباراة، لكنه في ثلاث منها صنع كل شيء، حيث مرر في الأولى كرة هدف بروسكو، وفي الثانية حصل على ضربة جزاء أهدرها بفسه، وفي الثالثة سجل هدف الفوز. وفي حالة الدفاع كان لاعبا قلب الدفاع فارس جمعة وإسماعيل أحمد في الخط الخلفي، وأمامهما هلال سعيد ورادوي من الوسط، وعلى الطرفين محمد أحمد وخالد عبد الرحمن، وشكل هذا السداسي قوة دفاعية كبيرة منعت الهجمات المرتدة الوحداوية، من تشكيل خطورة كبيرة، بسبب ضيق المساحات، والتمكن من الارتداد من الرباعي الهجومي في حالة من التنظيم، والجدية في التعامل مع محاولات الوحدة الهجومية، خاصة أن «الزعيم» لم يكن في حالته المعروفة عنه من حيث «الديناميكية» واللعب بتحرر في كل المراكز، وكان ذلك هو الحل الوحيد للتغلب على هبوط المستوى وتحقيق الهدف من المباراة. واستخدم الروماني كوزمين مدرب العين تغييراته المعروفة بإشراك علي الوهيبي بدلاً من إيكوكو، خاصة أن الثاني لم يتمكن من عمل شيء خلال أكثر من 70 دقيقة لعبها، والاستفادة من سرعة الوهيبي ودقة الكرات العرضية التي يلعبها، ثم لعب مهند سالم بدلاً من خالد عبدالرحمن للاستفادة من طول قامته في التعامل مع الكرات العرضية الثابتة، وقت أن شدد الوحدة من الضغط الهجومي، ثم كان التغيير الثالث بمشاركة محمد عبد الرحمن بدلاً من بروسكو، وهو ما لم يستفد به الفريق، بعد أن تم طرد اللاعب البديل سريعاً. ... المزيد