GMT 13:00 2014 الأحد 23 مارس GMT 10:57 2014 الأحد 23 مارس :آخر تحديث "ميراث" لفيليب عرقتنجي: قصة كل عائلة لبنانية من خلال سيرة المخرج بيروت: ينطلق في الصالات اللبنانية مساء الخميس المقبل فيلم"ميراث" للسينمائي اللبناني الفرنسي فيليب عرقتنجي، وهو عمل يمتزج فيه الوثائقي بالروائي، ويعكس من خلال السيرة الذاتية للمخرج وتجربته مع الحرب الأهلية اللبنانية ومع الهجرة ثم العودة الى الوطن، وهي قصة كل عائلة لبنانية. يصف فيليب عرقتنجي (50 عاما) "ميراث"بانه "سيرة ذاتية بالصور"، مشيراً إلى أنه "يمزج الوثائقي بالروائي، وهو بمثابة رواية مقسمة الى فصول، ويحمل كل فصل من فصولها عنوانا". ويقول عرقتنجي لوكالة فرانس برس "انه فيلم شخصي اتحدث من خلاله عن المجتمع اللبناني ككل، عن هويتنا وعن الاغتراب والمنفى الذي هو جزء من هويتنا. انها مشاركة لقصتنا جميعا". الممثلون في الفيلم، أو بالأحرى شخصياته، هم المخرج نفسه وزوجته ديان التي شاركت في كتابة السيناريو واولاده الثلاثة لوك وماتيو وايف، إضافة إلى والدته. وشاء عرقتنجي ان يهدي شريطه الطويل الثالث "إلى اولادنا"، على ما يقول، "علهم يعتبرون من تجربة جيل عايش الحرب". "شعرت بأن واجبي ان أخبر اولادي عن اصولهم بعدما سألتني ابنتي وكانت في الرابعة من عمرها كيف وصلنا الى فرنسا؟". حزم المخرج وأفراد عائلته حقائبهم في العام 2006 مستقلين بارجة حربية فرنسية تولت إجلاء الرعايا الفرنسيين من لبنان خلال حرب تموز/يوليو من السنة نفسها، والتي استمرت 34 يوما، بين حزب الله اللبناني والجيش الاسرائيلي. يومها، كان عرقتنجي في الثانية والأربعين من عمره عندما غادر لبنان ليستقر مع عائلته لسنوات في فرنسا، تماما كما والده في السن نفسها عندما هجر سوريا واستقر في لبنان. ويبرز عرقتنجي في الفيلم أن مرفأ مرسين في جنوبتركيا، الذي توقفت فيه السفينة التي نقلته وعائلته إلى المهجر في العام 2006، هو نفسه الميناء الذي انطلقت منه جدته في نهاية الحرب العالمية الأولى (1914-1918) على متن باخرة فرنسية لتنتقل إلى بيروت وتستقر فيها. تجربة الهجرة تتكرر إذا في الشرق. إنها أيضا قصة كل عائلة لبنانية، من خلال قصة المخرج وعائلته، فكل لبناني عاش تجربة الرحيل والهجرة شخصيا أو من خلال أحد أفراد عائلته، قبل الحرب الأهلية (1975-1990) أو خلالها أو بعدها. كأنه "ميراث" تتناقله الأجيال في لبنان وهذه المنطقة من العالم. ببساطة وصدق، يدخل المشاهد في حميميات المخرج الذي تؤرخ الكاميرا كل مراحل حياته، اذ لطالما كانت الكاميرا جزءا من يومياته. ينقب عرقتنجي في الذاكرة، فيعود إلى صوت امه التي علمته الصلاة، صغيرا، ويروي مشاهد من معايشته الحرب اللبنانية "الخبيثة " التي قتل صديقه على أرض المعركة خلال إحدى جولاتها، وقراره بعدها الهجرة ثم نيله الجنسية الفرنسية وزواجه وشعوره حين اصبح ابا، وكيف كان في غربته دوما مسكونا ببيروت، والصراع الذي عاشه بين البقاء في الغربة وقرار عودته من فرنسا. وينفض عرقتنجي الغبار عن صور بالابيض والاسود لجدته ووالده، وعن رسائل قديمة، معيدا من خلالها تركيب الماضي، ويستعين باشرطة فيديو تصور طفولته، وتطبع كل مرحلة من حياته، مسقطا ابطال فيلمه على اشرطة ارشيفية حصل عليها من الولاياتالمتحدةوفرنسا، تستعيد تاريخ منطقة الشرق الاوسط منذ سقوط الدولة العثمانية ونشوء دولة اسرائيل ثم ظاهرة الناصرية وبعدها اندلاع الحرب للبنانية، متوقفا عند مسالة كتابة تاريخ لبنان اذ يعتبر أن "لبنان يعيد أخطاءه لانه بلا تاريخ". يفتح عرقتنجي ليس فقط خزائن طفولته، هو الذي كان يجمع مظاريف الرصاص من الشوارع، بل يفتح جرحا عميقا لم يندمل في وقت "ثمة في لبنان من يشتاق دائما الى رائحة البارود ولا يزال يرى في الحرب لذة". ويقول لفرانس برس "فيما كنت ابحث في التاريخ، كانت لدي افكار مسبقة عن كيفية اندلاع الحرب، ثم فهمت اشياء كثيرة عن تاريخنا وعن الظروف العائلية التي تتكرر من جيل الى اخر، وبحسب علماء النفس نحمل جروح عائلاتنا بالوراثة". ويضيف "لا نولد احرارا، بل نولد ومعنا امتعة ورثناها. إنه ميراث. اذا لم نتطلع إلى الماضي ولم نعتبر من التاريخ سنعيد التجربة عينها". وفي الفيلم، تروي زوجته باسلوب سينمائي شاعري ومتحرك، قصة اغترابها ونظرة الفرنسيين إليها وإندماجها في المجتمع الفرنسي. وتقول ديان عرقتنجي لفرانس برس إن "ميراث" يتخطى التجربة الشخصية "ويحاول ان يروي قصة جماعية. يعود الى الوراء، الى التاريخ. يحمل معاني كثيرة و يطرح اسئلة عدة". ولا تخفي انها ترددت ان تضع اولادها "في الواجهة" وفي سرد قصتها الخاصة، لكنها وافقت "لان معنى العمل عميق وليس نرجسيا". ولاتخفي ايف (11 عاما) انها تسلت كثيرا خلال تصوير الفيلم وتقول "لم تكن تجربة جديدة بالنسبة لي، فقد تعودت ان اقف امام الكاميرا مذ كنت صغيرة". وتضيف "في الفيلم، التزمنا احيانا بالنص المكتوب واحيانا اخرى اجبنا بعفوية عن الاسئلة التي طرحها علينا والدي". أما شقيقها ماتيو فيعتبر أن تهديمه الحائط أثناء الركض في شوارع بيروت هو المشهد الأبرز الذي قدمه، واكتفى لوك بالقول ان تجربته في الفيلم كانت "رائعة". وتجدر الاشارة إلى أن في رصيد فيليب عرقتنجي مجموعة كبيرة من الافلام الوثائقية وفيلمين روائيين طويلين عرفا نجاحا على شباك التذاكر هما "بوسطة" (2005) و"تحت القصف"(2008). كاتب مصري: افريقيا عرفت عروض السينما منذ 1896 لكن إنتاجها تأخر كثيرا الأقصر: يسجل الكاتب المصري فاروق عبد الخالق أن دول حوض النيل عرفت عروض السينما منذ 1896 إلا أنها لم تعرف كمنتجة للسينما إلا في ستينيات القرن العشرين بعد الاستقلال الذي "لم يستتبعه استقلال ثقافي واقتصادي" يتيح لصناع السينما إنتاج أفلام تعبر عن طموح الشعوب إلى الحرية والتنمية. ويقول في كتابه (السينما في دول حوض النيل) إن القارة السوداء تملك ما لا يملكه غيرها من أساطير وثقافات وموسيقى وصراع للإنسان مع الطبيعة وبطولات في مواجهة الاستعمار والعنصرية والرق والاستعباد وغيرها من التفاصيل الإنسانية التي تكفي لإنتاج أعمال سينمائية ثرية ذات طابع عالمي. ويضيف أن هذه الدول التي عرفت عروض السينما مبكرا ظلت بعد الاستقلال السياسي "خاضعة لنفوذ الاستعمار الأوروبي" الذي فرض نوعا من التنمية والإنتاج يحول دون ظهور سينما قوية تعبر بصدق عن إفريقيا الحرة إذ كانت وسائل الاتصال والفنون تهدف "لدعم السلطة... تحولت إلى مجرد آلة للدعاية للبيروقراطية" وإن استطاع مخرجون أفراد الإفلات من هذا السياق وقدموا أعمالا مستقلة حققت شهرة عالمية. ويصف الأفلام السابقة على الاستقلال بأنها "سينما بيضاء.. ترى في القارة السوداء خلفية كبيرة جميلة هادئة للمغامرات العاطفية أو البحث عن الثروات" مضيفا أن حلم رواد السينما الوطنية كان القفز بالشعوب الإفريقية إلى المستقبل وتجاوز تلك النظرة الاستشراقية. ويرى عبد الخالق أنه بعد سنوات من الاستقلال السياسي قدم هؤلاء الرواد إلى العالم سينما إفريقية بأساليب سرد "مبتكرة" واستخدموا لغات محلية أسهمت في التقريب بين الشعوب التي شاهدت آلام الأجيال السابقة ومعاناتها تحت الاستعمار الأوروبي "الذي ادعى أنه جاء للمساعدة" في حين ظل يستنزف الثروات الطبيعية والبشرية. والكتاب الذي يقع في 128 صفحة كبيرة القطع أصدره (مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية) المقام حاليا في المدينة المصرية الجنوبية والذي يشارك في دورته الثالثة أفلام من 41 دولة إفريقية. وحمل غلاف الكتاب صورة من فيلم (تيزا) للمخرج الإثيوبي المقيم في الولاياتالمتحدة هايلي جيريما الذي كرمه المهرجان في الدورة الأولى 2012 وقرر أن يسهم في المهرجان منذ دورته الثانية 2013 -مصطحبا فريق عمل يضم المخرجين دانيال إي وليامز وأمبيساجير برهي- بالإشراف على ورشة للتدريب على فنون الإخراج والسيناريو يشارك فيها متدربون من 18 دولة إفريقية. وستعرض الأفلام التي ينجزها المتدربون في حفل ختام المهرجان يوم الاثنين. ويقول عبد الخالق في المقدمة إن كتابه "يعكس التأكيد على هوية مصر الإفريقية... وإقامة أواصر أكثر تقاربا وتشاركا في وحدة مصير واهتمام مشترك... ومنها مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الذي كان أحد ثمار ثورة 25 يناير 2011" التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. ويضيف أن السينما الوطنية ظهرت في إفريقيا جنوب الصحراء بعد مرور 60 عاما على انتشارها في العالم كما تأخرت أيضا عن السينما في الشمال الإفريقي.. ففي مصر أنتجت أفلام روائية في العشرينيات بعد فيلم (في بلاد توت عنخ آمون) 1923 في حين ظهر "أول فيلم إفريقي جنوب الصحراء 1955" وهو فيلم (إفريقيا على نهر السين) للمخرج السنغالي بولين سومالو فيرا. ويرى أن إفريقيا عانت كثيرا من التشويه على يد صناع السينما الأوروبية إلى أن تمكن عدد من المخرجين الأفارقة الرواد من التغلب على مشكلات تمويل الإنتاج وقدموا أفلاما "يطل منها العالم على ثقافة وحضارة تجاهلوها طويلا ونظروا إليها بفوقية وعنصرية واضطهاد وظلم لإنسانيتها" وجاءت أفلام الأفارقة أكثر صدقا وواقعية وإبهارا في بعض الأحيان. ويشدد عبد الخالق على أن للسينما دورا مهما في التوعية قائلا إن الزعيم باتريس لومومبا (1925-1961) كان "يعي ويدرك أهمية دور السينما في التأثير في مشاهديها" مضيفا أن الاستعمار البلجيكي خلال سيطرته على الكونجو الديمقراطية كان "يحظر السماح بعرض الأفلام الأجنبية على السكان السود" خشية أن يؤدي ذلك إلى الفوضى أو الاحتجاج. ولا يتقصر تأريخ المؤلف على إنتاج الأفلام وإنما يلقي نظرة على السياق السينمائي العام.. ففي السودان صدرت عام 1978 مجلة (السينما) وهي أول مجلة متخصصة في البلاد وكانت "تعكس الطموح إلى صنع سينما وطنية عربية" ثم صدرت عام 1980 مجلة (السينما والمجتمع). أما في أنجولا وموزامبيق فأنشئت في السبعينيات معاهد سينمائية تعكس "شكلا من الاشتراكية" وتسهم في إنتاج أفلام تواكب ما بعد الاستقلال ومنها مجموعة أفلام قصيرة عنوانها (أنا أنجولي وأعمل بجد) 1975 كما حمل أول فيلم أنجولي روائي طويل عنوان (تشجع أيها الرفيق) 1979 ايلاف