أكد مصدر مطلع أن وفدا من الدول المانحة زار اليمن في مهمة خاصة التقى خلالها صباح اليوم الأحد في صنعاء حكومة باسندوة وذلك بهدف الإطلاع على الخطوات والإجراءات التي نفذتها حكومة الوفاق في إطار إلتزاماتها وتعهداتها أمام الدول المانحة والمتمثلة في تنفيذ ما تم الإتفاق علية من مشاريع إستثمارية. وأضاف المصدر :"أنه وخلال اللقاء الذي جمع بين وفد الدول المانحة وبين محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء وذلك قبيل إنعقاد مؤتمر أصدقاء اليمن شدد وفد المانحين على ضرورة ان تقوم الحكومة بتنفيذ إلتزاماتها والوفاء بتعهداتها إذا ما رغبت الحصول على دعم الدول المانحة والصديقة، والتي تتطلع من حكومة الوفاق في اليمن أن تكون على مستوى عال من الجدية والتعامل البناء الذي يخدم مصلحة الوطن ويعزز الثقة مع المجتمع الدولي. وأوضح المصدر ان الوفد الزم الحكومة بتنفيذ ما عليها من تعهدات والوفاء بإلتزاماتها قبل إنعقاد مؤتمر المانحين والمرهون انعقاده بتقديم تقريرا تفصيليا عن المشاريع التي تم الإتفاق عليها ولم يتم تنفيذها من طرف الجانب الحكومي ،رغم وجود التمويل والموارد الكافية والمقدمة كمنح مجانية والتي منها مشروع محطة معبر الغازية، وانه من غير الممكن إنعقاد المؤتمر وموافقة المانحين على تقديم الدعم ما لم تلتزم الحكومة اليمنية بتعهداتها تجاه المانحين والذي يمكن تحقيقها من خلال النوايا الجادة في تعزيز منظومة الإصلاحات والحد من الفساد المالي والإداري وإعطاء المشاريع ذات الأولوية الإقتصادية قدرا كبيرا من الإهتمام والتنفيذ والبدء الفعلي بتنفيذ مشروع محطة معبر الغازية من خلال الشركاء المحليين والاجانب، لتثبت الحكومة نواياها الصادقة، لتتمكن من الحصول على استمرار برامج دعم الدول المانحة وتغير وجهة نظرها وكذلك مساندة المجتمع الدولي وبما يفضى إلى وضع الترتيبات والخطوات الازمة التي تضمن إنعقاد مؤتمر اصدقاء اليمن من عدمه. وأوضح المصدر في الحكومة ان الوفد وجه العديد من الاستفسارات والأسئلة للحكومة منها ما يتعلق بأوضاع اليمن الإقتصادية ودور الحكومة في إيجاد الحلول والخطوات المتسارعة التي تعزز من تقة المجتمع الدولي وكذلك ما يتعلق بمشاريع الكهرباء والطاقة مطالباً بإيضاحات كافية ومبرره عن أسباب التعثر وعلى وجه الخصوص تعثر مشروع محطة معبر الغازية. وكشف المصدر ان رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة لم يعطي مبررا مقنعاً سوى انه القى باللوم على ما يعانيه البلد من تصدع واحتقان سياسي وهو مالم يشفع له امام المجتمع الدولي كمبرر أصبح كشماعة باتت مألوفة وواضحة تلجأ إليها الحكومة في خطابها الإعلامي بشكل مستمر، لكنه تعهد بالعمل على حل الأوضاع والإلتزام بتنفيذ ما تم الإتفاق علية من مشاريع وتعهدات من الجانب الحكومي، رغم ما أبداه الوفد من انزعاجه واستياءه الشديد من أداء حكومة الوفاق مبينا موقف الدول المانحة الصريح في إيعاز منه إلى ان هذا اللقاء يأتي بمثابة فرصة اخيرة لحكومة الوفاق وان امامها فرصة يمكن إستثمارها واستغلالها بالعمل على ضرورة حل المعضلات والعراقيل من الجانب الحكومي والإستفادة من المنح المجانية المقدمة من خلال التنسيق مع الجهات المعنية في الحكومة لتذليل الصعاب والتعاون الكامل فيما بينها لتمكين الداعمين والمانحين وكافة الشركاء من القطاع الخاص ومعهم الشركاء الاجانب من العمل في المشاريع المتفق عليها، ما لم فإنه من الصعب ان يستمر الحديث حول تقديم الدعم والمنح من قبل الدول المانحة والصديقة إذا ما استمرت الاوضاع على ماهي عليه. الجدير ذكره ان وزير التخطيط اليمني سبق وان صرح بان حكومة الوفاق تحضر لإنعقاد مؤتمر أصدقاء اليمن في ظل ما أوردته العديد من التقارير المحلية والدولية من مؤشرات مسبقة تحدثت عن استحالة إنعقاد المؤتمر الذي يلزم حكومة الوفاق الوفاء بتعهداتها كشرط رئيسي لموافقة الدول المانحة على عقد المؤتمر، والذي سبق للدول المانحة وان قدمت العديد من المبادرات والنصائح لحكومة الوفاق بأن تعطى الجانب الإقتصادي اولوية خاصة في اجندتها بناء على ما قدمته لأصدقاء اليمن من مطالب تتعلق بدعم برامج التنمية وتحقيق عوامل الإستقرار في المجتمع والذي بدوره سارع إلى تلبية تحقيق تلك الطلبات من جانبه وموافقته على دعم العديد من المشاريع لكنها لم تنفذ لأسباب غير مبرره، وهو ما يعني ان تتحمل حكومة الوفاق مسؤوليتها الكاملة عن الاوضاع الإقتصادية المتردية، وحرمان اليمن من مشاريع البناء والتنمية التي رصدت لها نحو 7 مليار دولار ولم تستطع الحكومة استيعابها بالشكل المطلوب، وانه لا يمكن للمانحين ان يقدموا الاموال بشكل مباشر في ظل الصراع السياسي القائم وتزايد ظاهرة الفساد المالي والإداري الذي التزمت الحكومة بمعالجته والحد منه وهو ما لم ينفذ منذ توليها سلطة الحكم في اليمن. مأرب برس