يعتبر الازدحام المروري إحدى مشاكل العصر بالنسبة للمدن الكبرى في العالم، فالأمر سيّان بين دالاس أو مومباي أو دبي. وتتسبب هذه الازدحامات بالكثير من الحوادث التي تعود أسبابها في الغالب إلى الزيادة الحاصلة في عدد السيارات في الشوارع، كما هو الحال في الإمارات. فالاختناقات المرورية باتت تسبب اضطرابات متكررة، ما جعلها تكون مصدر إزعاج لسكان هذه المدن. وللتغلب على هذه المشكلة تحاول الدول التي تعاني منها أن تجد حلولاً عملية من شأنها أن تحد من ظاهرة الازدحام. والمحاولة عادة ما تأتي بنتائج جيدة على المدى القصير، لكن الزيادة المستمرة في عدد السيارات لا تدع مجالاً لحل المشكلة نهائياً، ما يجعل المستقبل يبدو غير مبشر في هذا الخصوص. ولكن هذا لا يعني أن على المدن التي تعاني من المشاكل آنفة الذكر أن تيأس وتتوقف عن البحث عن الحلول المناسبة. هنا يأتي الحل الثوري الذي من شأنه أن يجعل من هذه المدن مكاناً مريحاً وعملياً أكثر بالنسبة لقاطنيها. ويتم ذلك خلال خمس خطوات تتضمن تحديد الرؤية لكيفية تحويل المدينة إلى مدينة ذكية، وجلب التكنولوجيا المطلوبة، والعمل على تطبيق حلول متكاملة، إضافة إلى عاملي الابتكار والتعاون. وتعد الحركة المرورية من أهم القضايا التي ينبغي معالجتها من أجل الحصول على المدينة الذكية، فحلول التنقل الذكي تساعد على جعل الحياة أسهل بالنسبة لسكان المدينة المزدحمة. وكما يتطلب المنزل أساساً قوياً ومتيناً كي يظل قائماً لسنوات طويلة من دون الحاجة إلى هدمه وبنائه من جديد، فإن المدن التي تتمتع بحركة دائمة لابد لها من إجراء تغييرات على مستوى استهلاكها للطاقة، وتنظيم حركة المرور فيها، وتنظيم شبكات توزيع المياه والصرف الصحي من أجل تحقيق تنمية مستدامة والوصول إلى نقطة المدينة الذكية المتكاملة. وفقاً لأبحاث بايك، يمكن أن الإنفاق على تنفيذ التغييرات بشكل نظامي قد يكلف ما يقارب 108 مليارات دولار بحلول عام 2020، وستستمر هذه الكلفة بالارتفاع، ما يشكل ضغطاً هائلاً على الميزانيات. وقامت كل من دالاس ومومباي برفع مستوى جهودهما في مجال التحول نحو المدينة الذكية من خلال الاستثمار في الحلول النقالة الذكية من أجل القضاء أو على الأقل الحد من المشاكل المرورية. البيان الاماراتية