مع مطالبة دمشق حكومة أردوغان بالكفّ عن دعم "الإرهاب" على خلفية إسقاط مقاتلة سورية في الأراضي التركية، رأى تقرير صحافي أن الصراع السوري بدأ يقترب من دول الناتو. نصر المجالي: اعتبرت وزارة الخارجية السورية أن الحكومة التركية قامت بعدوان عسكري غير مسبوق، ولا مبرر له على الإطلاق ضد سيادة وحرمة أراضي الجمهورية العربية السورية في منطقة كسب الحدودية، وذلك خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، وتمثل هذا العدوان في قصف بالدبابات والمدفعية على الأراضي السورية، لتأمين التغطية لدخول العصابات الإرهابية المسلحة من الأراضي التركية إلى داخل سوريا. وقال بيان للخارجية، الأحد، إن هذا التصعيد جاء في إطار السياسات العدوانية لحكومة أردوغان ودعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة، التي اتخذت من الأراضي التركية نقطة إيواء وانطلاق وتسليح لها، لقتل المواطنين السوريين الأبرياء، وتدمير البنى التحتية للشعب السوري. تورط تركيا أضاف المصدر أن هذه الاعتداءات العسكرية التركية الخطيرة تعكس التورط التركي الفعلي في ما يجري في سوريا منذ بداية الأزمة وحتى الآن، وإفلاس أردوغان وفشله في معالجة حاجات الشعب التركي، الذي رفض السياسات العدوانية بحق سوريا، كما رفض الفساد، الذي تورّط فيه أردوغان، والذي تمثل في خروج الشعب التركي في مظاهرات عارمة ضده والمطالبة برحيل نظامه. وقال المصدر إن سوريا تطالب حكومة أردوغان بوقف عدوانها ودعمها للإرهاب، واحترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والامتناع عن توريط الجيش التركي في مغامرات لا طائل ولا مبرر لها ضد جارة لا تكنّ للشعب التركي إلا مشاعر الأخوة وحسن الجوار والرغبة في استمرار العلاقات الثنائية الطيبة، التي تخدم البلدين والشعبين الجارين. الحرب تمتد للناتو إلى ذلك، فإن تقريرًا صحافيًا نشر في لندن رأى إثر إسقاط الطائرة السورية المقاتلة أن الحرب ضد نظام بشار الأسد تحركت خطوة إلى الأمام نحو حلف شمال الأطلسي. وقالت صحيفة "ديلي تلغراف" إن حادثة إسقاط الطائرة تذكّر أعضاء حلف شمال الأطلسي "ناتو" بمخاطر امتداد الحرب في سوريا إلى دولهم. وتضيف أن تركيا تعد عضوًا عاملًا في الناتو، ليس فقط لأنها تمثل لأوروبا قطاعًا كبيرًا من الحدود المباشرة مع الاتحاد السوفياتي السابق وروسيا، ولكن أيضًا لأنها تعد خط مواجهة مع كل من إيران والعالم العربي. ويعتبر كاتب التقرير أن تركيا تمثل أيضًا أهمية خاصة لبريطانيا كعضو آخر في الناتو، والذي يرتبط أعضاؤه باتفاقات موقعة للدفاع المشترك عن أراضيهم ضد أي اعتداء. ويرى الكاتب أن تلك الاتفاقات في إطار الناتو قد تستدرج بريطانيا للتدخل العسكري في سوريا، رغم أن كلًا من الحكومة ومجلسي العموم والنواب لا يريدون ذلك. وتقول الصحيفة البريطانية إن الأسد يعلم تمامًا أن الغرب ينتظر أي فرصة تبرر له التدخل العسكري في سوريا بعيدًا عن قرارات مجلس الأمن الدولي، حيث تقف روسيا بالمرصاد لكل القرارات التي تهدد نظام الأسد. مبرر للتدخل ويعتقد كاتب التقرير أن أي محاولة من جانب الأسد للانتقام من تركيا ستقدم إلى الغرب المبرر المطلوب للتدخل العسكري هناك بناء على وجود تركيا في حلف الناتو، وهو ما يعني - حسب رأيه - أن الأسد لن يقدم على هذا الأمر. يتابع كاتب التقرير ريتشارد سبنسر: "هذه هي السخرية التي نراها في هذه الحرب، فالغرب بما في ذلك تركيا يدعم المعارضة ماليًا ومعنويًا، لكن من دون أن يتدخل عسكريًا، بينما تدعو روسياوإيران إلى حل سياسي، وهما يدعمان الأسد عسكريًا، لدرجة وصلت في حالة إيران إلى إرسال مقاتلين إلى سوريا". ويعتقد الكاتب أن خطر امتداد الحرب السورية إلى خارج حدودها أمر لا يمكن التقليل منه، خاصة في لبنان، الذي شهد بالفعل معارك متكررة بين الفصائل المعارضة للأسد وتلك المؤيدة له. في الختام، يوضح التقرير أن النقطة الأكثر غرابة هي كيف أمكن الحفاظ على السلم في تلك المنطقة حتى الآن، رغم أنها تشهد تقسيمًا عرقيًا وسياسيًا ودينيًا، إضافة إلى ملايين اللاجئين، الذين يتدفقون على دول الجوار. ايلاف