م. علي نعمان المصفري قايد صالح العيسائي رجل بحجم قضية شعب عاش شريفا وأستشهد شريفا. نهض في سنوات العتمة ولم يترجل سوى بالشهادة. من بيئته الريفية حيث ترعرعت طفولته رضع الوفاء والشهامة والجسارة فارسا لا ينحني حتى في عز عذاب الوطن كان حاملا مشعل النصر وكان في الصفوف الأولى من خط النار لايكل ولايمل يعطي ولا يأخذ غير التضحية من أجلك ياجنوب. مثل بقية جيلة كان شغوفا في الحياة يفقة عناوينها ويكتب من عرقة ودموعة سيمفونية المستقبل متعشما أن يكون القادم أجمل. لايخجل من لومة لائم ولايتوانى في الاقتراب من الخطر لاكتشافه وإخماد مصادرة. وهب كل شئ لدية لينتصر الجنوب في مواجهة الظلم ووقف أسدا يلوذ حمى الديار في أن يجد نفسة مضطرا في أتون حرب ظالمة فرضت على الجنوب مدافعا صنديدا ولكن المؤامرة كانت أكبر ليسقط الوطن بين براثن الاحتلال اليمني في 7 يوليو1994. لم يستسلم قايد وغادر الوطن يحمل هموم وطنة بهمة المناضل وعنفوان الثائر وأننا سنسترد الوطن مهما أحاطت بنا المحن رابطا جاشا باصرار قاطعا عهدا على نفسة أن المهمة الآن قد بدأت استجابة لنداء الوطن الجريح. وأصبح قايد في سوريا نجما جنوبيا بامتياز يضوي في كل بقعة يحل فيها عبر مدارات الكفاح الوطني. وكان نحلة عمل في التواصل مع كل أبناء وطنة حيث ما حلو في الشتات والوطن. يلملم الشمل ويدعي الى الخير جامحا بحب منقطع النظير على هامة الوطن يستمد منها عبر روحة ودائع الآباء والأجداد التي تتنقل في كل خلاياه شعورا منه بأننا معا وبعقل جمعي نصير قوة قوية نقدر أن نحرر الوطن. كان قايد يبحث عن ملتقى أو أطار جامع لنقل الخميرة الى العجينة في الداخل. وعمل عبر رفاقه بروح الفريق الواحد وعند تأسيس تاج كان معنا في كل مكان حاضرا. يتواصل وكله فرحة بأن النصر قادم وأننا على المسار الحقيقي سائرون نحوك ياجنوب. سقى من منهل أحلامه صور العشق الدائم في صوت دافئ يعرفه مستقبله أنه قايد صالح العيسائي. يشد من الوزر لدى زملائة ليخلق الشغف في التواصل ويعطي المعلومة المفيدة على حساب حياة ومعيشة أسرتة. لم يفكر يوما بنفسة ولم يلمح على أنه متشائم غير أنه يسبر الوجل ليفضح الشر ويفند فيه معارف لأستغلال الممكن لتطويرها فنا لمقارعة الأحتلال اليمني وأذرعتة وفلولة حيث ما حلوا. عرفته عبر الأثير وتواصلت معه سنوات عجاف وأنا لم ألتقيه شخصيا قط و ألتقية في الهم الواحد لتحرير الوطن بالتحدث حول كل شئ ممكن أستغلاله لنصرة ودعم وأسناد قضيتنا. في كثير مرات كان يفرح لمشاهدة مناظراتي عبر القنوات الفضائية مع أركان نظام الاحتلال ويسجلها ويبعثها حبا وتقديرا. لم أسألة يوما من أي منطقة لأن الجنوب كان منطقتنا كلنا ووطننا الجامع. يستأنس كثير بالمفردات التي كنت أستخدمها سوى في كتاباتي أو مناظراتي ويؤكد عليها خصوصا في الهوية الجنوب العربي وصحوة العقل الجنوبي في أستعادة الهوية وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية الحديثة عبر أستقلال ناجز وكامل. كان لنا أمل أن نلتقي في دمشق لولا تفجر الأوضاع هناك قبل ثلاث سنوات. وبقى قايد رابطا جأشه وحزامة على بطنة يوزعها كي يعيش وأسرته بكرامة لكنه كان يعاني ظروف تشتد عليه شهريا ليجد نفسه من الصعب الاستمرار في سوريا ليغادرها الى الوطن. ومن حينها فقدت التواصل معه ليرن الهاتف عندي البارحة ناقلا الخبر الغريب الذي هز فرائصي وتناثر الشرر في عيوني بأن قايد قد أصبح في رحاب الخالدين. توقفت لأعيد الخبر ومحتوياته لكنه قايد قد رحل جسدا وبقى روحا وفارسا لم يترجل. سيبقى معنا أينما نؤم الى الجنوب العربي لتحريره واستقلاله واستعادة هويته وبناء دولته حلمنا كلنا. روحك ياقايد ترحل معنا الى القادم وأن قدر الله أن نكون شهدا كلنا نكون هناك مع زملاءنا في ناصية الفعل الوطني شرفا الى الأبد لا ولن نستسلم ولم نخضع الا الله وحدة وللوطن فقط. وتخلصوا منك جسدا لكنك روحا باقية معنا ولم يستطيعوا نزع كرامتك وكبرياءك وعزتك ونخوة الكرم والشهامة لديك. رحم الله قايد الوطني الشريف المخلص الودود الخلوق وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وأهلة وذويه ورفاقه الصبر والسلوان. وأنا لله وأنا اليه راجعون. آمين. تاج