* * * * السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولًا أشكركم كثيراً على هذه الخدمة النبيلة في هذا الموقع الأكثر من رائع مشكلتي بأنني أشعر بأني ظلمت صديقتي والان أعيش في خوف من غضب الله على الظالم وعقابه كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما ذنب أجد أن يُعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة مثل البغي و قطيعة الرحم ). كما أنني في نفس الوقت لا أعرف هل أنا ظالمة أو مظلومة؟ لذلك سوف أسرد قصتي وأتمنى منكم افادتي والاجابة على سؤالي ولكم الاجر والثواب على ارشادي وتبديد حيرتي قبل عامان أنتقلت من الشركة التي كنت اعمل بها لشركة أخرى وبها عدة زميلات وجميع الموظفين استقبلوني إستقبال به ترحيب إلا فتاة واحدة وهي التي نقلت للعمل معها في القسم التي تعمل فيه لم تفرح بتوظيفي مها في القسم حتى لم تكن تلقي التحية علي وتدير ظهرها لي والسبب ان لديها خلاف مع مدير الشركة لأنها كثيرة التأخير ومهمة في عملها ولا تنهي العمل في وقته المحدد ويتراكم بسبب أهمالها فقرر المدير ان يحل مشكلتها بجلب موظف اخر لكي يساعدها لأنه لا يستطيع فصلها حيث أكملت 10 سنوات في الشركة وأنا كنت الموظف الجديد الذي جلب معها ليخف الضغط ولكنها اعتبرتني شخص أجلب حتى يأخذ مكانها لكني عاملتها بالحسنى ومع الوقت تأثرت بشخصيتي وأعجبت بطباعي وتقربت مني ولأني رايت منها الأخلاق الحميدة قبلت صداقتها وأصبحت أقرب الناس في حياتها وكل منا أنتقل لوظيفة افضل اي افترقنا من الشركة التي جمعتنا بعد 6 شهور تقريبا ولكن كنا متواصلين وكانت بيننا زيارات شبه اسبوعية واتصالات شبه يومية لكن مع الوقت اتضحت لدي عيوبها وهذا طبع الانسان والكمال لله ولكن كنت ابحث لها الاعذار . ثم اردت ان ادخل مشروع تجاري واستشرتها اذا ترغب في مشاركتي فوافقت ودخلت معي ولكن كانت اتكالية بدرجة كبيرة ولم يكن لها دور ابدا رمت كل شي علي ولم تساعدني الا بدفع المال عندما عاتبتها ارادت ان تفك الشراكة وتخرج من المشروع رغم معرفتها بأني سوف اتورط ورغم انها هي من شجعني عليه ورغم ادراكها بأن الربح ليس مضمونا فسارعت انا في حل الخلاف معها وراضيتها واعتذرت منها ومع الوقت خسرت المشروع وقمت ببيعه ولم احملها اي ذنب واقنعت نفسي بأني انا صاحبة الفكرة واتحمل النتيجة. ثم سافرت واعطيتها مالا حتى تشتري لي غرضا وعندما رجعت سألتها عن الغرض قالت بأنها احضرته لي ولكن ضاع منها وأنتظرت منها بأن تعتذر وترجع المبلغ رغم انني لا اريده فقط كنت اريدها ان تضع لي احترام واعتبار وعندما لم تبدي اي اهتمام لهذا الآمر عاتبتها فزعلت مني كثيرا ثم اعتذرت لها ثانية ورجعت المياه لمجاريها ومع الوقت بدأ صبري يقل وبدأت أحس بأنها تستغلني فصارحتها بكامل عيوبها بطريقة جارحة لأني قررت بأن اقطع صداقتي معها. لكن بعد كم يوم رأيت نفسي عاجزة عن تنفيذ هذا القرار لأني افتقدتها كثيرا وخفت من غضب الله علي وذهبت لأعتذر منها ولم تقبل أعتذاري وحاولت كثيرا وأعطيتها مدة شهرين لكن باءت محاولاتي بالفشل لم تسامحني لآنها لا تعترف بعيوبها وترى بأن اسلوبي حاد وجارح رغم غضبي طبيعي هي من يستفزني بتصرفاتها وانتهى الامر بالفراق . رغم ان كل اعتذاراتي في كل خلاف ليست لأني مخطئة ولكن لأحل المشكلة وتجنب الخصام. سوف أختصر لكم عيوبها : - أنها إتكالية بشكل كبير . - عمق محبتي لها ومبادراتي في كشف همها والسعي لمساعدتها جعلها تتكبر علي وتتمادي في طلباتها ولم تكترث لتعبي او لحزني ولم تسأل حتى عن احوالي. - كثيرة الشكوى والتذمر وترغب مني ان أشاركها همومها واسمعها وهي لا تبادل بالمثل وتحب المجاملات كثيرا وتكرها الانتقاد وليست قد تحمل ادنى مسؤلية. - اذا تقرب منها أحد فجأة ترمي بي خارج اهتمامها ومحيطها وتتغير علي مما جعلني احس بأن وجودي في حياتها ومحبتها لي مجرد انجراف عاطفي نتيجة اعجاب أو نزوة مؤقتة. - رغب انها اكبر مني ب 4 سنوات الا انني ارى بأن تصرفاتها بها تهور وطيش وتحب المظاهر بشكل كبير ولا تكترث بتراكم الديون المالية على عاتقها. كان أمامي خيارين أما احتسب لمعروفي لها الآجر من الله واتركها تفعل ما تريد واصبر على عيوبها او أصارحها بكل عيوبها وازعاجي منها أملا أن تتغير للأفضل وهنا احتمال ان اخسرها فقررت الخيار الثاني وخسرتها. الان موضوعي معها انتهى بفراق ولكن اريد الجواب منكم هل أنا ظالمة ام مظلومة ؟؟ هل الحل الذي اتخذته صحيح ؟ وماذا يجب ان افعل مع هذه المشكلة حتى يرضى الله تعالى عني ؟ في انتظار الرد ولكم خالص ودي واحترامي لكم. صديقتنا العزيزة بالنسبة لما حدث معك من صديقتك في بداية الأمر فهذا شعور طبيعي لأي شخص في مكانها ، يشعر بأن أحدًا سيشاركة عمله وربما يتفوق عليه ويكون هو المفضل، ويشعره بالفشل، ولكن بعد ذلك عندما يشعر بالأمان من ناحية هذا الشخص يبدأ هذا الإحساس بالزوال، وربما يكون دافعًا له نحو الأفضل. وهذا ما حدث بينك وبين صديقتك بعد ذلك وأصبحت صديقتك المقربة لقلبك. أما عن الخلافات بعد ذلك، فأنت يا صديقتي كنت السبب الرئيسي فيها، ولا تتعجبي من حديثي، فمن الواضح إنك شخصية حساسة، تغلبين قلبك على عقلك في المعاملة مع الآخرين، وهذا ربما ينجح في العلاقات الشخصية، ولكنه لايجدي نفعًا في المشروعات التجارية، فلابد أن تبنى تلك المشروعات على القواعد والقوانين الصارمة بين الشركاء حتى ينجح هذا العمل، وهذا عكس ما حدث فقد تحملتي جميع أعباء العمل دون مشاركة منها، وتحملتي أيضًا تبعات الخسارة بعد ذلك بمفردك، فاسمحي لي هذه ليست مشاركة، فالمشاركة تبنى على أساس تحمل المكسب والخسارة . وبالرغم من ذلك أكملت في تلك الصداقة وهذا دليلي على شخصيتك التي حدثتك عنها من قبل. نأتي بعد ذلك عندما فاض بك الكيل وقررتي بمصارحة صديقتك بعيوبها، فأنتي لم توفقي في هذا الأمر، وقد يرجع عدم توفيقك فيه أنك تركت نفسك تمتلئ حتى فاضت عن آخرها ولم تتحكمي في انفعالاتك وكنت قاسية معها. فتعالى بعد ذلك نجمل ما يمكننا أن نخرج به من تلك التجربة حتى نستفيد من أخطاءنا بعد ذلك: أولاً : بالنسبة لسؤالك عن ما إذا كنت ظالمة أو مظلومة؟ فإذا كنت مظلومة ، فأنتي من ظلمتي نفسك عندما لم تحسني التصرف،وهنا لا ألومك على نفسك الطبية ، الحنونة ولكن ألومك على سذاجتك، فليس كل الناس يتعامل معهم بتلك السذاجة وأظن أنه كان درسًا كافيًا لأن تتعلمي أن الأمور لاتدار بمثل هذه الطريقة. أما إذا كنت ظالمة؟ فقد يقع عليك عبء كبير في إنك لم تفهمي بعد معنى الصداقة الحقيقي يا صديقتي الحبيبة، " فالصداقة، شيء جميل يبنى على المشاعر المتبادلة والمصارحة والإيجابية، وهنا يقول لنا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه " رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي وهنا قال أهدى لأنها فعلاً أفضل هدية يهديها الصاحب لصاحبة أن يصارحة بعيوبة، ولكي تكون هدية يجب أن تكون بالمحبة واللين لكي يستمع لها الآخر وينصت لها وتأتي بنتيجة في تغيير تلك العيوب ولكنك يا صديقتي اتخذتي من المصارحة طريق للإنتقام لمشاعرك المجروحة منها، وكانت هذه هي النهاية. ثانيًا: أحب أن أذكرك بشىء مهم جدًا بما إننا أتفقنا على شروط الصداقة فهي نصيحتي إليك يا صديقتي: قبل أن ننظر لعيوب الآخرين، فالنبحث في أنفسنا أولاً، ربما يكون العيب فينا. عاملي الناس كما تحبي أن يعاملوكِ. لا تكوني ساذجة، في معاملاتك مع الناس . استغلي هذه المشاعر الجميلة المليئة بالحب ،وعززيها بالعقل الراجح وحسن التصرف في الأمور ، والخطوات العملية المدروسة، ستكونين مثل يحتذى به بين الناس. وابحثي عن الصداقة الحقيقية، فالصداقة شيء جميل يبحث عنه الجميع ويفتقده اليعض . والله يرزقك الخير بهذا القلب الطيب النقي. مواضيع متعلقة بص وطل