مبنى مؤلف من 36 طابقاً في الشارع رقم 52 بقلب مدينة نيويورك الاميركية في منطقة مانهاتن تحول الى بؤرة خلاف جديدة بين الجمهورية الإسلامية الايرانيةوالولاياتالمتحدة التي لا تعير وزناً لحقوق الشعب الايراني. طهران (فارس) قررت السلطة القضائية في ولاية نيويورك مصادرة مبنى مؤلف من 36 طابقاً في الشارع رقم 52 في منطقة مانهاتن مع جميع ممتلكاته والاموال التابعة له وبعد ان قامت ببيعه وزعت امواله على ذوي الضحايا الأميركان الذين قتلوا في تفجيرات بيروت والخبر في السعودية. وهذا المبنى الشاهق يعود الى اسرة الشاه التي نقلت ثروات طائلة من البلاد الى الخارج، حيث قام رضا شاه بهلوي (الملك الاول في السلالة البهلوية) بالاستحواذ على مساحات ساشعة من الاراضي الزراعية في ايران والعديد من المصانع وفتح حسابات مصرفية في البنوك الاجنبية لدرجة انه كان اثرى رجل آسيوي آنذاك. وبعد موته ورثه ابنه محمد رضا بهلوي (الملك الثاني في السلالة البهلوية الذي اطاحت به الثورة الاسلامية). حينما تولى الشاه الثاني سدة الملك في ايران تعرض لضغوط بسبب الاموال الطائلة التي استحوذ عليها والده فاضطر لان يسخر جميع المصانع والمزارع التي كانت مسجلة باسم والده في خدمة الحكومة الملكية آنذاك لاجل اعمار البلاد ولكن الامر لم يدم طويلاً حتى اصدرت الحكومة قراراً بتسجيل جانب واسع من هذه الاملاك باسمه مرة اخرى، فعادت اليه معظم الممتلكات غير القانونية للاسرة المالكة. مبنى مؤسسة "علوي" في نيويورك/h3 وفي عام 1958م تم تاسيس مؤسسة خاصة مشرفة على ادارة اموال الاسرة الملكية تحت عنوان "مؤسسة بهلوي"، حيث تتركز مهامها على الشؤون الاقتصادية والثقافية لدرجة انها اصبحت فيما بعد ذراعاً اقتصادياً لدعم حكومة الشاه ومصدراً مالياً زاخراً لبسط سيطرتها السياسية والاقتصادية وفي الحين نفسه، كانت صمام امان لضمان مستقبل الاسرة الحاكمة. وقد خصص جانب كبير منها للنشاطات التجارية وجانب آخر محدود تم تخصيصه للامور الخيرية كما تم ايداع معظم ريعها في البنوك الدولية واستثمر في مشاريع اجنبية. وبعد انتصار الثورة الاسلامية اصدر قرار باسترجاع اموال الشعب وبما في ذلك ممتلكات "مؤسسة بهلوي" وصودرت هذه الاموال لصالح مؤسسة المستضعفين وتم تغيير اسمها الى "مؤسسة علوي"، ولكن نظام الشاه في تلك الآونة كان له نفوذ على بعض المستثمرين الاجانب ولم تتم استعادة الاموال الايرانية منهم فاشترت شرذمته المتبقية مبنى في منطقة مانهاتن بنيويورك في الشارع رقم 52 واطلقت عليه اسم مؤسسة بهلوي ايضاً ولكن نظراً لتوتر العلاقات الايرانية الاميركية بقي مصير هذا المبنى الكبير غامضاً. مدخل مبنى مؤسسة "علوي" وتجدر الاشارة الى ان الاموال العائدة الى مؤسسة بهلوي التي تغير اسمها الى مؤسسة علوي قد اصبحت موضوع بحث ونقاش بين واشنطنوطهران الى جانب سائر الاموال الايرانية المجمدة من قبل الولاياتالمتحدة والمعدات العسكرية التي تم شراؤها من قبل حكومة الشاه ولم ترسل الى ايران بعد انتصار الثورة، ولكن البيت الابيض لم يذعن الى حقوق الشعب الايراني وتمسك بقراراته الجائرة. ومؤسسة علوي تحمل على عاتقها مهمة نشر الثقافة الايرانية الاسلامية في الولاياتالمتحدة، وتعد حلقة وصل بين الاديان وفي كل عام تدفع استحقاقاتها الضريبية للحكومة الاميركية دون اي تاخير كي لا تبقى ذريعة للادارة الاميركية للتصيد في الماء العكر، ورغم ذلك قامت السلطات القضائية هناك باصدار احكام غير عادلة بحقها وبما في ذلك اتهام هذه المؤسسة بالعمل على تهريب مادة "التوكسين" السامة الى ايران دون تقديم ادلة مقنعة. كما قدم عوائل ضحايا انفجار مقر قوات المارينز في بيروت واحداث مدينة الخبر السعودية شكوى ضد هذه المؤسسة لمصادرة اموالها، فاصدرت المحكمة الفدرالية برئاسة كاثرين فورست حكماً لصالح هؤلاء المدعين وفوضت الحكومة الاميركية بمصادرة المبنى وممتلكاته الفرعية في سائر المدن الاميركية كنيويورك ومريلاند وكاليفورنيا وهيوستن. لمشاهدة تقرير قناة Press TV حول الموضوع اضغط هنا وتبلغ القيمة التخمينية لهذا المبنى الضخم اكثر من 500 مليون دولار، كما ان مبالغ الشقق التي تم تاجيرها لشركات مختلفة تضاهي 40 مليون دولار في العام الواحد. وهذه صفحة اخرى من الصفحات السوداء التي دونها التاريخ في تعامل واشنطن مع الشعب الايراني المسلم. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل ان المحاكم الاميركية تعتبر الشعب الايراني شعباً ارهابياً كي تصدر احكاماً بمصادرة امواله لصالح ضحايا الارهاب المزعوم؟ وكالة انباء فارس