مع مضي الزمن أصبح هناك تحول هائل يجري على كوكب الأرض، حيث جاوز عدد سكان الأرض 7 مليارات إنسان، ومازال هناك ازدياد مطرد في عدد سكان الأرض، ويتوقع أن يصل إلى قرابة 8 مليارات حسب توقعات هيئة الأممالمتحدة، وكل هؤلاء يحتاجون إلى كميات هائلة من الطاقة، والخوف ليس فقط بسبب الازدياد المطرد في عدد سكان الأرض، ولكن لأن عددا كبيرا من هؤلاء يعيش في دول العالم الثالث، وفي الحقيقة إن ما يقارب 37% من سكان العالم يعيشون في الهند والصين فقط، وخمسة عشر في المائة يعيشون في القارة الإفريقية، وهؤلاء الناس يسعون اليوم إلى تغيير أنماط حياتهم إلى حياة أكثر رفاهية. نحن البشر نسعى إلى حياة كريمة وذلك يرتبط بمدى توفر الطاقة، فالطاقة هي العامل الرئيس لإنتاج الكهرباء وتوفير المياه، والثورة الصناعية التي شهدتها أوروبا انعكست فوائدها على العالم أجمع، وبدأت منذ أن اكتشف الإنسان الآلة البخارية وحرق فيها كميات هائلة من الوقود العضوي، حتى الزراعة والتبادل التجاري أصبحا اليوم مرهونين بمدى توفر الطاقة، وكوكب الأرض غني بالموارد والظواهر الطبيعية، مثل الشمس والرياح والأنهار والأمواج، والتي في حد ذاتها مصادر متجددة للطاقة لا تنتهي. بالإضافة إلى الطاقة الشمسية لدينا أيضا طاقة الرياح، ونستخدمها في تدوير التوربينات الهوائية، وهي تلك التي تشبه في شكلها المراوح، وتولد لنا الكهرباء، وهناك طاقة المياه والتي يتم الحصول عليها ببناء السدود على مجاري الأنهار، ومن ثم إسقاط الماء من على ارتفاعات عالية من أجل تدوير توربينات مائية وتوليد الكهرباء، وتوجد لدينا أيضا طاقة باطن الأرض، ومن خلالها يستطيع الإنسان استغلال الحرارة المتواجدة في الطبقات السفلى منها، وهي تحت القشرة الأرضية حيث ينتج البخار ومن ثم الكهرباء، كما رزقنا الله بمصادر أخرى مثل طاقة الأمواج وطاقة المد والجزر. كل ذلك يعني أن كوكب الأرض غني بمصادر الطاقة المتجددة، ولكن للأسف بنظرة سريعة إلى الإحصائيات العالمية، نجد أن تسعة عشر بالمائة فقط من الإنتاج العالمي للطاقة يأتي من مصادر متجددة، ومنها ستة عشر بالمائة من استخدام طاقة المياه، وثلاثة بالمائة من مصادر متجددة أخرى كالشمس والرياح، ولتوفير المتبقي يتم الباقية حرق ملايين الأطنان من الوقود العضوي في محاطات توليد الطاقة، ونتيجة لذلك فإنه يتم إطلاق كميات هائلة من الغازات، ولهذا نحن صنعنا لأنفسنا الاحتباس الحراري. نحن نرهق كوكب الأرض أيضا بالغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين، وللأسف فإن الأدلة أصبحت أكثر وضوحا، مما يؤكد إلى أي حد تنبعث الغازات السامة إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وكل ذلك ساهم في التغيرات المناخية السلبية، وأصبحت ظواهر الاحتباس واضحة ولا تحتاج إلى دليل، ورغم ذلك لا زلنا حتى اليوم نصاب بالدهشة من الكوارث التي تحيط بنا، فمتى نتوقف عن الإساءة للأرض؟. المحررة الاتحاد الاماراتية