طلقها بعدما اكتشف مصادفةً وجود حساب لها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». وحدث الأمر بعدما علم الزوج أن حساب زوجته، يشتمل على متابعين كثر من الجنسين، وبعدما طلب منها أن تلغيه، رفضت وأصرت على موقفها، وحينها لم يتمالك الزوج نفسه، فألقى عليها يمين الطلاق، لتذهب إلى بيت والدها! مقربون من الزوجين أكدوا أن مساعي الإصلاح، توصلت إلى أن يقدم الزوج مبلغاً لإرضاء زوجته، على أن تلغي هي في المقابل حسابها الرسمي في «تويتر»، ولكنها تمسكت برأيها، مستنكرةً في الوقت ذاته أن يكون حسابها سبباً في تفجير الخلاف بينهما! هذه القصة جرت في أحد المجتمعات الخليجية، وليست ببعيدة عنها دراسة أميركية حديثة، كشفت أن موقع التدوين العالمي «تويتر» يتسبب في الخيانة والطلاق، مشيرةً إلى أن الاستخدام المفرط للشبكة الاجتماعية، يؤدي في كثير من الأحيان إلى تفككك العلاقات الزوجية، وتدمير العلاقات الإنسانية، وهنا نستطلع آراء بعض النساء والرجال ممن يستخدمون هذا الموقع. آدم: تعويض الحرمان «أفعال المرأة هي التي تسبب أحياناً تدمير أسرتها، وهذا ما قامت به زوجتي، حيث كانت تتصف باللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية أمام واجبات البيت، أو حتى متطلبات واحتياجات الأبناء». يوضح رائد علي إبراهيم، موظف، ويضيف: « لكن ما زاد الطين بلة، جلوسها ساعات طويلة على الإنترنت، تتابع حسابها وقائمة الأصدقاء وردودهم، فكان الطلاق نتيجة حتمية، لتنتهي فصول مسرحية الخلافات الزوجية بورقة النهاية، لتكون هي مطلقة، وأذوق أنا الأمرّين في رعاية الأولاد». إسحاق محمد أكبر، موظف، يقول: «أصبح تويتر جزءاً لا يتجزأ من حياتي اليومية، أستخدمه في تصفح أخبار وتحديثات الأصدقاء، ومشاركتهم بعضاً من أخباري أو صوري الشخصية، التي تعبر عما يطرأ، ويحدث في حياتي. ولا أنكر أن تويتر خلق علاقات لها أبعاد وغايات سلبية، عبر الانجراف نحو أطراف أخرى، وهو ما أدى إلى وجود حالات طلاق فعلي أو طلاق صامت». يرى عبد المجيد فيصل الحبسي، متقاعد، أنه من السهل أن تصل الأمور إلى الخيانة الزوجية، إذا ما علمنا أن لكل زوج علاقاته وصدقاته وبرامجه المختلفة، لكن تبقى أصالة الشخص ودينه هو المتحكم به. ويؤكد أن «تويتر» يسهم في رفع عدد الخيانات الزوجية؛ لأن الخيانة تبدأ بالفكر وبالكلمة وإبداء الاهتمام بشخص آخر غير الشريك، وبالتالي الأشخاص الذين اقتربوا بالصوت ينتقلون إلى الاقتراب بالصورة، ثم يأتي اللقاء المباشر الذي يؤدي إلى الخيانة الفعلية! يشير رائد قسوات، موظف، إلى أن هذه النوعية من الأزواج غالباً ما يعانون من الفراغ العاطفي، أو أن حياتهم غير مستقرة، أو أنهم يقوم بذلك لمجرد التسلية وإشباع الرغبات! ويشير إلى أن هناك بعض المتزوجين لا مانع لديهم من أن تكون لهم علاقات عابرة، خاصةً إذا انعدمت مساحات الحوار في حياتهم مع زوجاتهم، وغالباً ما تكون النتائج سيئة، بسبب هذه اللعبة الطائشة والحوارات العابثة، التي يمكن أن تؤدي إلى كارثة، تهدم أسرة. «عندما يلجأ الأزواج إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فإن ذلك يعد محاولةً منهم للهروب من الفشل العاطفي». يقول إبراهيم العقيدي، موظف، ويضيف: «يأتي ذلك نتيجة ضغوط المنزل أو العمل، أو نتيجةً للفراغ والفتور في العلاقات الزوجية، فيبحثون عما يفتقدونه في حياتهم الزوجية كالرومانسية والحب، وقد يبرر البعض هذه العلاقات فيصفها بأنها صداقات وعلاقات تعارف ودية وأخوية». واء: حياتنا تأزمت حمدة سعيد عبد القادر، موظفة، تقول: «إن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يزيد من نسبة الخلافات الزوجية، كما تتطور تلك الخلافات بسبب إدمان التكنولوجيا بمختلف أنواعها، الأمر الذي يؤدي إلى ابتعاد الزوجين عن بعضهما بعضاً، وربما يدفع المرأة إلى طلب الطلاق». وتضيف: «إن كثرة متابعة تويتر بشكل خاص زاد من توتر العلاقات بين الأزواج، حيث علت صرخات استغاثة الكثير من النساء في الفترة الأخيرة من إدمان أزواجهن المكوث لساعات طويلة خلف شاشة الحاسوب، وانعدم الحوار لينبت من أثر ذلك أشواك البعد والانفصال وحدة الخلافات». «حينما ازداد تعلق زوجي بتويتر، قمت بمراقبته لأكتشف أن له أكثر من حساب يضيف عليه فتيات، وفكرت ملياً بالانفصال بسبب وجود ما يصعب على أي زوجه أن تقبله». توضح العنود حسين القائد، ربة بيت، وتضيف: «لكني أفكر ملياً في أطفالي إن حدث الانفصال، وللعلم فإني واجهت زوجي بخياناته لي، إلا أنه أنكر، واتهمني بإثارة المشكلات!». تُنوه ميرة محمد حسين، موظفة، بأنه لا بد أن تراقب الزوجة تصرفات زوجها، وإذا وجدت أنه كثير التعلق بجهازه، فعليها أن تجذبه نحو منزله وأطفاله، إلى جانب مشاركته ببعض الاهتمامات، ولا مانع من دخولهما إلى مواقع وبرامج مفيدة للطرفين. علياء محمد علي، موظفة، تقول: «تويتر وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي تؤدي إلى اختلاء الزوج أو الزوجة بنفسيهما، بعيداً عن الواقع، والتعايش مع الأجهزة بشكل يكاد يكون متواصلاً، خاصةً إذا وجد الفراغ الحقيقي أو النفسي الذي يُعد المسبب الرئيس للخيانة الزوجية، إذ في بعض الحالات يكون الفراغ النفسي بتجاهل الآخر له!». أما حصة آل علي، ربة بيت، فلا ترى زوجها إلا عندما يخرج للعمل ويعود، وهو معظم الوقت في مكتبه خلف شاشة الإنترنت لا يريد أن يزعجه أحد، بحجة أنه مشغول، ودوماً يغلق باب حجرة المكتب، مدعياً أنه يريد أن يكسر رتابة الحياة الزوجية ومللها، فيغرق نفسه في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث الإثارة والمغامرات! فاطمة البلوشي، موظفة، تقول: «علينا أن نعي أن هذه المواقع لن تقوم حرفياً بتدمير علاقة الزواج، ولكنها ستزيد من الفجوات والتصدعات التي قد تكون موجودة بالفعل، أو تخلق الجديد منها مولدة انفجاراً في العلاقة يصعب احتوائه». نتائج سلبية «ينبغي التوضيح أن هناك نسباً مخيفة من حالات الطلاق، التي تعود أسبابها إلى مشكلات تتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي». توضح الاستشارية الأسرية ناعمة الشامسي. وتضيف: «كما أن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يمثل خطورة بالغة على الأزواج والزوجات، وسبب حدوث الجفاء العاطفي، فالرجل عندما يجلس أمام شبكة الإنترنت للبحث ومشاهدة مواقعها الكثيرة لساعات طويلة، يحرمه ذلك من الاجتماع بأفراد أسرته، وفتح حوار بين بعضهم، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى انفصال عاطفي». وتشير إلى أن جلوس الزوج طوال اليوم أمام الجهاز ليلاحق تلك المواقع، وغرف الدردشة، ويرد على رسائل البريد الإلكتروني، يؤدي إلى تذبذب العلاقة بينه وأسرته وزوجته. وتردف: «على الزوجة التفنن في الحفاظ على زوجها، وأن تعمل دائماً على تجديد حياتها، والاهتمام بمشاعره ودغدغة عواطفه من فترة إلى أخرى، وأن تقلل من حدث المرأة المعتاد في تتبع رائحة الخطر، وأن تشعره بالثقة، وأن تلاطفه وتخصص له وقتاً، أو تقترح عليه القيام برحلة من دون كثرة تجهيزات أو استعدادات مالية، ترهق ميزانية الأسرة». الدكتور سيف الجابري مدير إدارة البحوث بدائرة الشؤون الإسلامية بدبي وعضو منظمة الأسرة العربية، يقول: «أفسد عصر التكنولوجيا بما فيه من مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، الحياة الأسرية بسبب سوء الاستخدام، وللأسف الشديد بات الدخول إلى تلك المواقع لا يحتاج إلا إلى كبسة زر، حيث بمجرد دخول الزوج إلى تلك المواقع غالباً ما يقارن بين ما يراه على تلك المواقع وبين زوجته، ما يتسبب بتغير الطابع النفسي الذي يسمى الفتور العاطفي». ويضيف: «لذلك لا عجب حين نرى استفحال ظاهرة الطلاق القلبي، ومن بعده الطلاق البدني، ثم التعفف عن الزواج، حيث أصبح الإنسان يجد نفسه ضعيفاً أمام هذه المغريات، لهذا السبب باتت تلك المواقع مصدر تفكك الأسرة، ما ساعد على زيادة حالات الانفصال والفتور، وانشغال الأزواج عن بعضهم البعض». البيان الاماراتية