يقع كثير من المتزوجين تحت تأثير تدخُّل الأهل في خصوصياتهم بشكل مزعج ، يؤدي لفتور العلاقة الزوجية ، وربما إشعال نيران لاداعي لها .. أسباب هذا التدخُّل السافر ، ونتائجه – إن لم يقف الزوجان في خندق واحد لمواجهته - والأساليب الممكنة للمحافظة على خصوصية الحياة الزوجية في السياق التالي أسباب ومبررات التدخُّل تتعدد أسباب تدخل الأهل بين الزوجين ، إمَّا نتيجة أخطاء من الزوجين نفسهما ، أو بدافع فضول وتسلط من الأهل ، وبشكل عام تُشكَّل الأسباب التالية مبررات لتدخلهم : • عدم استقلال الزوجين المادي ، ويفتح هذا السبب مجالاً واسعاً للتدخل في تقنين مصادر إنفاق الزوجين ، ويسبب الكثير من المشاكل والاحتكاكات . • لجوء الزوجين أو أحدهما إلى الأهل فور وقوع أي خلاف بينهما ، نتيجة قصور التواصل الزوجي ، والاحتياج لطرف ثالث لحل مشاكلهما . • ضعف اتخاذ القرار ، والاعتماد الزائد للزوج أو الزوجةعلى والديهما في كل شيء . • إفشاء أحد الزوجين لخصوصيات الحياة الزوجية لطرف من الأهل ، بل وإعلامه بكل ما يحدث بينه وبين شريكه ، دون علمه بالأشياء التي تبقى من أسرار الزوجية التي لا يجب أن يعلمها أحد غير الزوجين . • شعور الآباء بالوحدة والفراغ بعد زواج الأبناء ، وخوفهم من فقدان أهميتهم في حياة أبنائهم ، إضافة إلى عدم ملاحظتهم احتياج أبنائهم المتزوجين إلى الاستقلالية. • الارتباط العاطفي والنفسي الزائد للوالدين بالأبناء ، واعتمادهما عليهم بشكل يزيد عن حده . • إعتماد الآباء ( سواء والدا الزوج أو الزوجة ) على أحد الزوجين في تلبية طلب أوقضاء حاجة ، أو طرح آراء في القرارات التي يتخذها الزوجان ، من السلوكيات التي يراها الأهل نوعاً من الاحتياج والاهتمام ، فيما يراها الأبناء أو الشريك الزوجي تدخلاً ، وتواجه بانتقاد شديد منه .
آثار سلبية
استسلام أو قبول الزوجين لتدخلات الأهل يهدد حياتهما الزوجية بمخاطر جسيمة قد تصل للطلاق ، ومن أهم تلك المخاطر : • تضخُّم الخلافات بين الزوجين نتيجة تدخل الآخرين ، عن طريق تحريض أحد الزوجين ضد الآخر بشكل مباشر أو غيرمباشر . • فقدان الخصوصية الزوجية ، وحدوث شرخ وجفاء وضعف في العلاقة الحميمية بين الزوجين . • تزايد الغضب المكبوت لدى الزوجين أوأحدهما ، الذي قد يؤدي لانفجار ثورة غضب في وجه أحد والدي الشريك أوأهله لسبب قد يبدو بسيطاً . • توتر العلاقة مع الأهل ، وقد تصل الخلافات حد القطيعة . • انهيار العلاقة الزوجية ، وحدوث الطلاق بين الزوجين ، في حال استمرار تدخل الأهل واستسلامهما له ، دون اتخاذ قرار حازم بوقفه .
نصائح تُخلصكما من تدخل الأهل • اتفقا على الحدود المسموح تدخلهم فيها، والحدود التي تمثل لكما خطاً أحمر لاتسمحان لهم بالوصول إليها . • احرصا على الاستقلال المادي عنهم ، وتكيَّفا مع القدرات المادية لكما في إدارة أموركما المعيشية . • حذار من سقطات اللسان ، وتعلَّما الرد على الأسئلة التي توجه لكما بدبلوماسية ، وتحاشيا الإجابة عن الأسئلة التي تتعلق بخصوصية علاقتكما . • لطمأنة الأهل ، وإشعارهم بمكانتهم لديكما ، قوما ببعض الزيارات وإجراء المكالمات معهم بين وقت وآخر ، وبإمكانكما قضاء حوائجهم حسب ما تسمح به ظروفكما .. استشيراهم بأشياء عامة لاتمس خصوصيتكما الزوجية ، وسيكونوا سعداء للغاية من هذه التصرفات . • قاوما ابتزاز الأهل العاطفي، لأن طاعتهم في كل شيء ، أو إخبارهم بكل صغيرة ليس منطقياً ، طالما أصبحتما صاحبي قرار وأسرة ، ولكما حرية القرار .. وتأكدا أن بر الآباء والأمهات هو المطلوب ، وليس الطاعة العمياء . • استمعا إلى آرائهم .. لكن اتخذا وحدكما القرار المناسب . • لا يسمح أحدكما لأهله - في غياب شريكه – بالحديث عنه بكلام غير لائق ، لأن احترام كلا الزوجين للآخر في وجوده وغيابه أساس الزواج المستقر ، وبذرة السعادة الدائمة . • اشرحا لهم في هدوء أهمية الخصوصية الزوجية ، وطمئناهم بلباقة ، بأنهم سيظلون محط التقدير ، ولايمكن لكما الاستغناء عنهم .