ليست الحياة الزوجية مجرد علاقة بين جسدين ، بل هي حياة بين قلبين امتلأ كل منهما بحب الآخر ، والخوف عليه والرضا به ، والاطمئنان لوجوده ، والشعور بافتقاده إذا غاب . ما الذي يحدث بالفعل في هذا الشهر ؟؟ هل تتجدد هذه العلاقة حقاً ؟! أم أن العصبية والهجران و السهر خارج المنزل يزيدها تشتتاً وصعوبة .. هل تستمر حياتنا الزوجية بسلام ؟؟ أم أن الأوقات الحميمة تتقلص حتى تختفي العلاقة الخاصة تماماً ... زوج مثالي..! يحل علينا شهر رمضان ، فتجدد العلاقات الأسرية ونعود إلى صلة الأرحام , ونجدد العلاقات الإنسانية عامة . فماذا عن علاقتنا الزوجية ، التي هي نواة العلاقات الإنسانية جمعاء؟؟ رمضان فرصة ذهبية لك أخي الزوج ، ولك أختي الزوجة ، إذا أردتما تجديد العلاقة الزوجية بينكما ، فقد يعتريها الفتور طول العام ، ويأتي رمضان ببركاته الندية ورحماته المضاعفة فيضفي لمسة حانية على تلك العلاقة المقدسة .. تقول أم ملاك ..زوجي مثالي دائماً ، ولا يتغير مزاجه في رمضان لا سلباً ولا إيجاباً ، وتضيف إيمان - متزوجة منذ 4 سنوات - بالنسبة لي علاقتي مع زوجي تزداد جمالاً في رمضان ، فهو لا يداوم في عمله في رمضان ، وأجد الوقت الكافي الذي أتنزه معه فيه ، ونتناقش في كل شيء . أم روان تؤكد أن رمضان يجدد الجمال في علاقتها الزوجية وتقول : يصير زوجي مثالياً للغاية ، فحفاظه على الصلاة في أوقاتها وتقربه من الله يهذبه كثيراً ، حتى أتمنى لو كان العام كله رمضان . لا تحاكي صائم بعد العصر!! يردد الكثير أن الصوم يجعلهم يحسون بالعصبية الزائدة فهم ليسوا معتادين لا على الجوع ولا العطش ، وهذا ما تؤكده أم أمجد قائلة : زوجي طاقة جبارة من الصراخ ، سواء في رمضان أو في غيره ، أكون مطمئنة أثناء نومه في النهار و أتمنى أن لا يصحو ، وحينما يصحو قبل الإفطار يتحول البيت إلى بركان.. وبعد الإفطار يهدأ الجو فقط لأنه يغادر المنزل !! تشاركها المأساة أم أيمن قائلة : بالنسبة لزوجي فالأسلوب الصحيح للتعامل معه ( لا تحاكي صايم بعد العصر ) لذلك كثيراً ما أرجو منه أن ينام حتى أيقظه وقت الإفطار !! أما أم قصي فتحكي ضاحكة ( الرجال قبل الإفطار يكونوا ( مبوسرين ) يمكنونا صياح ، وبعد العشاء يخرج .. وتضيف : عصبية زوجي تزداد لدرجة الانفجار في رمضان ، تصوري أن ابني في إحدى السنوات ضاع في نهار رمضان فحملني زوجي كامل المسؤولية وصب جام غضبه علي ، وما أن اطمأننت بعودة ابني حتى هربت أنا إلى بيت أهلي من هول ما عمل بي , وبعد أن بحث عن ابنه بحث عني!!.. صراخ و"خرمة " وتضيف أم محمد : زوجي في النهار يملأ البيت صراخاً , بالذات في العصر ( وقت الخرمة ) وما إن يفطر و "يكيّف" حتى يهدأ بالتدريج ,, بينما تشاكسنا الحاجة تقية وتقول " كان زمان كثير الصياح , ما ذلحين سكت هاذيك السكتة " تقصد بكلامها أنه ماااااات!!! ومن الجميل رغم كل هذا أن نجد من الأسر من تزداد علاقتها جمالاً في هذا الشهر, كما تحكي لنا أم تسنيم : في رمضان تزيد الألفة و الرومانسية بيننا , فانا أجد زوجي أكثر من سائر الأيام , وهو يجد الوقت الكافي للراحة لقلة ساعات الدوام ,, أنا أنهي عملي في المطبخ باكراً ، وأضع الأكل على الموقد ، لنخرج في نزهة جميلة بعد العصر .. ونعود قبل وقت الإفطار لأقدم الإفطار في الوقت الذي يقوم الآخرين فيه بالوضوء ، نحن نستمتع برمضان كثيراً حتى نتمنى لو كان العام كله رمضان , و تضيف : إذا تركت المرأة الكسل و جهزت عملها من بدري ....توفر على نفسها حريق دم!!! أما أم حمزة , فتتذمر من هوس زوجها بشراء الحلويات , فمهما كانت الكمية المتوفرة في المنزل فلا بد له من شراء كمية إضافية , ما يؤثر على الميزانية , ويجعله يقصر في الأولويات , دون اكتراث منه !! علم الاجتماع يؤكد علم الاجتماع على أن على الزوجة أن تحرص قدر الإمكان على تجنب المواقف المثيرة للانفعالات , وأن تتفادى السلوكيات التي تثير زوجها في رمضان , وأن تفعل الأشياء المحببة لديه ، كأن تجهز له أنواع الطعام التي يحبها ، وأن توفر له الهدوء في ساعات ما قبل الإفطار ، وأن لا تكثر من طلباتها ، خاصة إذا كانت إمكاناته محدودة ، و إذا وجدت أي مشكلات أسرية فيجب عليها أن لا تثير معه النقاش فيها قبل تناول الإفطار ، وأن تختار الوقت المناسب إذا كانت هناك ضرورة لمناقشة زوجها في أي قضية من القضايا. هجر و أسفار هذه المشكلات التي تواجه الزوجات في رمضان تثير انزعاجهن فيما يتعلق بأمزجة الأزواج.. لكن هناك فئة أخرى من النساء مشكلتها في رمضان عدم وجود المشكلة !! تقول أم يوسف : منذ خمس سنوات هي عمر زواجي لم أصم حتى شهراً واحداً مع زوجي , فهو مسافر ولا يأتي إلا في العيد ، في رمضان يزداد شعوري بافتقاده ، أحس بالشجن حينما أرى الأطفال يذهبون إلى المساجد مع آبائهم بينما لا أسمح لابني بالذهاب فهو محروم من حماية أبيه ، تشاركها الشجن أم سارة قائلة : حينما تجتمع الأسرة على الإفطار أحس بالوحدة القاتلة ، فأنا الوحيدة من ( سليفاتي ) لا يتواجد زوجي على المائدة ، كما أنني الوحيدة من أخرج من غرفتي منفردة للسحور ، محرومة من متعة تدليل وإيقاظ زوجي واصطحابه للمائدة .. أسلوب الحياة في شهر رمضان يختلف عن سائر الأيام ، لذا فالإحساس بالفراغ فيه يزداد اتساعاً , أحس بالغربة في وسط أهله مهما كانت الفترة التي عشتها معهم طويلة , و مهما كانت معاملتهم لي كريمة ، إحساسي بغياب زوجي في هذا الشهر يزيدني ألماً وإحساساً بالحرمان . العلاقة الخاصة.. هكذا غياب الزوج يؤثر في نفسية زوجته ، لكن الغريب أن نجد نفس الشكوى من زوجات يقمن مع أزواجهن .. تقول أم عبد الرحمن : أكثر ما يضايقني في رمضان أن زوجي ( ما يخزنش معي !!) فهو يخرج فور الفطور ولا يرجع إلا وقت السحور, وتضيف أم حمزة : في رمضان ما إن يتناول زوجي الإفطار حتى نسمع أصوات رفاقه ينادونه ليذهبوا إلى منزل أحدهم ليسهروا و ( يخزنوا ) ويتابعوا القنوات الفضائية حتى وقت السحور ، وكأنه لا يستطيع أن يشاهد التلفاز ولا أن ( يخزن ) في البيت !!، من المستحيل أن يقضى ليلة واحدة في البيت ,, ومعنى هذا أن تنقطع علاقتي الخاصة به تماماً طوال شهر رمضان ، فهو في النهار صائم وفي الليل ( ساهر ) بينما تخالفهن أم أنس قائلة.. صحيح أن علاقتي الخاصة بزوجي لا تتأثر ليلاً إلا أنني أتعب من القيود التي تكبلها نهاراً فلا بد لنا من التعامل مع بعضنا بحذر حتى لا يحدث ( إلتماس ) ونقع في المحضور!! وتحكي (م . ي ) – متزوجة منذ عشر سنوات : في العادة يودعني زوجي بحضن وقبلة , إلا أنه في رمضان يحرمني منهما ، وأكون بذلك حزينة ، كما أنه مؤخراً أصبح يتجنبني ويمتنع عني تماماً في ليالي رمضان , وتضيف أم علياء قائلة : زوجي في رمضان يخرج للسهر مع أصدقائه بعد الانتهاء من صلاة التراويح وقراءة القرآن , ويعود في ساعة متأخرة من الليل أكون قد نمت فيها ، وهو ما يحرمني منه خلال شهر رمضان . هنا نتساءل : هل يصبح رمضان سبباً في كشف ما نضمره من مشاعر لا نفصح عنها ؟ وهل يكون ابتعاد زوجك عنك في ليل رمضان لأسباب غير التي يعلنها من زيادة التقوى والحرص على قيام الليل ؟ أم أن لكِ أنت يدٌ في إبعاده حين يجد الجو بعيداً عنك أكثر متعة وجمالاً ؟ أم أن الأنانية هي من تحول بين استمتاعكما بالوقت معاً ؟! العلاقة الزوجية مسألة خاصة .. أباحها الله في رمضان وهي أكثر ما يقوى الروابط بينكما.. ولتكونا على قدر من الوعي بأهميتها في حياتكما ... وعلى الزوجة أن تقدر ظروف زوجها وتحتملها إذا كان غيابه عنها بسبب عمله أو ظروف خارجة عن إرادته، أما إن كان غيابه للترويح عن نفسه فقط , فعليها أن تتغلب على خجلها وتعبر عن احتياجها له ولا حرج عليها في ذلك , وعلى الزوج الذي ينقطع عن العلاقة الحميمة في رمضان بحجة إفراد الشهر كاملاً بأيامه ولياليه للعبادة ، أن يتأكد أن ممارسة الجنس بين الزوجين في وقت الإباحة صدقة مضاعفة الأجر!!! بروتوكول الجنس في رمضان توضح لنا د. هبة قطب - وهي أول طبيبة عربية تتخصص في أمور العلاقات الجنسية - أن بروتوكول العلاقة الجنسية في رمضان ، يبدأ أولاً من الالتزام بالمواعيد المباح فيها ذلك , وهي من أذان المغرب إلى أذان الفجر، أي من الإفطار إلى الإمساك ، والعلاقة الجنسية بين الزوجين مستحبة جداً في هذه الفترة حتى لا ينقطع الود بينهما طوال الشهر بحجة تخصيصه للعبادة فقط. وأضافت : هناك شكوى من الطرفين بامتناع الطرف الآخر عن ممارسة الجنس في رمضان اعتقاداً أن ذلك تقرباً من الله ، وهذا فهم خاطئ يؤثر سلباً على علاقة الزوجين , وعلى حبهما أيضاً للعبادة ، فنحن لا نريد أن يتململ الناس من رمضان إحساساً منهم بأنه يمنع شهواتهم الطبيعية كأن تعتاد المرأة أن يبتعد عنها زوجها في هذا الشهر, وتبدأ عندها مرحلة القلق كلما اقترب دخوله , وتساءلت: ما دام القرآن والسنة حللا اللقاء الجنسي بعد أذان المغرب، فلماذا نسعى إلى تقييده؟! نريد أن يظل الناس على حبهم لرمضان، معززين هذا الحب بالأفعال والتصرفات. كيف تجددا علاقتكما ؟؟ في رمضان .. يكون التجديد متاحاً بسبب الظروف التي تحوطه ، فالزوجان يجتمعان كل يوم على مائدة الإفطار و السحور ، وقد يذهبا معاً لصلاة القيام في المسجد ، وتكثر المناسبات التي يخرج فيها الزوجان سوياً سواء لزيارة الأرحام أو للسوق , أو أي مناسبات أخرى ,,, فلمَ لا ننتهز هذه الفرصة العظيمة ونبدأ في مرحلة جديدة من تجديد العلاقة الزوجية ، مرحلة شعارها ( لنقضي على الفتور ) . احرصا على قراءة بعض آيات القرآن سوياً كل يوم , والذهاب معاً إلى صلاة التراويح أو القيام , أديا بعض الصلاة جماعة في المنزل .. ولا تتباعدا في الفراش فتتباعد القلوب والأجساد , ولا تقطعا العلاقة الخاصة بينكما في رمضان بحجة العبادة فهي تقوي من أواصر المحبة , وتضفي نوعاً من التجديد على الحياة الزوجية عموماً أفعالك هي مقياس نواياك ، فإذا كانت أفعالك تتعارض مع نيتك في جعل شريك الحياة له الأولوية في حياتك ، فارجع لنفسك ولا تلم غيرها .
مانشيتات مقترحة : في رمضان .. يكون التجديد متاحاً بسبب الظروف التي تحوطه بسبب سفره..محرومة من متعة تدليل وإيقاظ زوجي واصطحابه للمائدة