تصارع «أم يوسف» مرض سرطان الغدد اللمفاوية منذ ثلاث سنوات، وأدى المرض إلى فقد جنينها، وتحملت الحزن والألم، وخضعت للعلاج الكيماوي والإشعاعي بمستشفى توام في العين، ولم يستجب جسمها للعلاج، ونصحها الأطباء بضرورة إجراء عملية جراحية عاجلة لزرع نخاع عظمي، خشية انتشار المرض في أنحاء الجسم، والمشكلة أن هذه الجراحة غير متوافرة في الدولة، وفق «أم يوسف»، التي أكدت أن هذه العملية متوافرة في مصر، وتبلغ كلفتها والعلاج 122 ألف درهم، وإمكاناتها المالية المتواضعة تحول دون تدبير كلفة الجراحة، ولم يعد أمامها سوى الصبر وتحمل الألم في انتظار من يمد لها يد العون، وينتشلها من يأسها ويساعدها على كلفة العملية الجراحية، لإنقاذها من السرطان الذي دمر جسدها. عدم استجابة المريضة للعلاج أكدت تقارير طبية صادرة عن مستشفى توام في مدينة العين، حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، أن «المريضة تعاني سرطان الغدد الليمفاوية منذ 2011، وخضعت للعلاج الكيماوي والإشعاعي من دون تحسن فعلي، ونظراً لعدم استجابة جسم المريضة للعلاج ينصح الأطباء بضرورة إجراء عملية زراعة نخاع عظمي عاجلة في أحد المستشفيات خارج الدولة». بعد فشل العلاج الكيماوي والإشعاعي أصبحت المريضة بحاجة إلى الجراحة. تصوير: تشاندرا بالان وأوضحت «أم يوسف» ل«الإمارات اليوم»، وهي فلسطينية، وتبلغ من العمر 26 عاماً، أنها جاءت إلى الإمارات مع زوجها في رحلة عمل بحثاً عن الحياة الآمنة المستقرة، ومضت الأشهر الأولى سعيدة لا يعكر صفوها شيء، وبدأت المشكلة عام 2011 عندما شعرت بتضخم في الرقبة، وتوجهت إلى مستشفى في دبي، وتم إجراء الفحوص اللازمة، ثم قرر المستشفى تحويلها إلى مستشفى توام في مدينة العين، وهناك اكتشفت إصابتها بمرض سرطان الغدد الليمفاوية، ونصحها الأطباء بسرعة تلقى العلاج للسيطرة على المرض. وتابعت «تلقيت جلسات العلاج الكيماوي، وبعد انتهاء البرنامج العلاجي تم إجراء فحوص وأشعة تبين بعدها أن الورم تلاشى تماماً، عندها شعرت بسعادة شديدة، وسجدت لله شاكرة وعدت لممارسة حياتي الطبيعية، وبعد أربعة أشهر من تلاشي الورم، اكتشفت أني حامل، وخلال تلك الفترة شعرت ببعض الألم في الرأس، وحالات متكررة من الإغماء، واعتقدت في بادئ الأمر أن ما يحدث من أعراض الحمل الطبيعية، لكن الامر زاد حدة، وراجعت أحد الأطباء وطلب إجراء تحاليل وفحوص طبية جديدة، وتبين أن هناك احتمال وجود ورم في الرأس، فطلبوا مني التوجه إلى مستشفى توام». وأضافت «بعد أن أبلغني الأطباء بضرورة التوجه إلى مستشفى توام، تيقنت بعودة المرض الخبيث مرة أخرى، ولم أستطع أن أتمالك نفسي وبكيت بشدة، في اليوم الثاني ذهبت إلى المستشفى، وتم إجراء الفحوص والتحاليل التي أظهرت وجود ورم في الرأس، وطلب مني الأطباء ضرورة إجهاض الجنين، ليتم إنقاذ حياتي، لأن هناك خطورة كبيرة». وقالت «أم يوسف»، إن قرار التخلص من الجنين لم يكن سهلاً، أصابني بحالة من الحزن واليأس الشديدين، وبعد الإجهاض بدأت عمل جلسات علاج كيماوي، لكن جسمي لم يستجب للعلاج الكيماوي والإشعاعي، وأكد الأطباء ضرورة إجراء عملية زراعة نخاع في أسرع وقت ممكن لإنقاذ حياتي، لأن المرض سينتشر في أنحاء الجسم ولحظتها لن تجدي الجراحة. وأشارت إلى أن زوجها يعمل براتب 8000 درهم، يسدد جزءاً للقرض البنكي، وجزءاً للإيجار، والبقية تذهب لمتطلبات الحياة اليومية، وهما عاجزان عن تدبير 122 ألف درهم كلفة عملية زرع نخاع عظمي في مصر، إذ إن إمكاناتهما المالية متواضعة ولا تسمح لها بالسفر، موضحة أن المرض يفتك بجسدها، ما يجعل أسرتها في حزن دائم، مناشدة أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدتها على توفير نفقات العلاج لإنقاذها من المرض الذي حوّل حياتها إلى جحيم. الامارات اليوم